البارت الرابع عشر

709 46 15
                                    

البارت الرابع عشر

قبلت المحكمة، النقض الذي قدمه عصمت، وتم تحديد جلسة لمرافعة الدفاع، كان الجميع في القاعة في حالة من الصمت والتركيز، منتظرين الأدلة التي تبرأ رحمة من التهم المنسوبة أليها، أقتربت نهال من رحمة الموجودة في القفص، وكانت الاخيرة تنظر للا شيء، غير مبالية بما يحدث حولها

نهال -" متخافيش.. عصمت طمني وقالي أنك هاتطلعي براءة.."

وقف عصمت متوترُا ومتصببًا عرقًا، ثم أردف قائلًا بعدما طلب منه القاضي تقديم أدلة البراءة

-" أدلة براءة موكلتي موجودة هنا في القاعة.. ﻷن القاتل الحقيقي موجود معانا دلوقتي"

بدأت الهمهمات تزداد بين الحضور، متسائلين فيما بينهم تُرة من يكون، طرق القاضي بالمطرقة ليسكت الجميع

القاضي -" مين القاتل؟"

نظر عصمت لرحمة وقال

-" أنا وعدتك أني هاثبت برأتك.. بس لازم تعرفي أن القاتل كان أقرب حد لينا"

وزفر بشدة ثم أشار نحو فيروز، التي تسمرت مكانها من الصدمة، ثم أشار نحو داغر

وعاد النظر نحو رحمة وقال وعينيه تفيض بالدمع -" القاتل هو زوجتي وأبوكي.. أكتر أتنين قريبين مننا"

بدأ الحضور يهتاجوا غير مستوعبين ما يسمعوه، وعلى رأسهم نهال التي كانت تحدق بداغر وكأنها تراه ﻷول مرة، أما رحمة فصبت نظرها نحو داغر وفيروز دون حراك، وكأن الزمن توقف عندها، وقف وكيل النيابة يطالب عصمت بعرض أدلة اتهامه تلك، خصوصًا أن فيروز لم تكن على قوائم الاتهام اطلاقًا، أخرج عصمت هاتفه ومعه بعض الاوراق وقال

-" اعتمادًا على مقولة ( إذا تخاصم اللصان ظهر المسروق) ولكن في حالتنا تلك نقول القاتلان، لقد اكتشفت بمحض الصدفة الحقيقة، لو جاءني أحد وأتهمهما لقاضيته أو أودعته بمشفى للأمراض العقلية، ولكني اكتشفت أمرهم بنفسي"

نعود لداغر وفيروز

عندما وجدت المربية الفلبينية أن داغر يضرب فيروز، ونشب شجار بينهم وهي لا تفقه شيئًا مما يقولوه، هاتفت عصمت الذي سمع حديثهم بالكامل وطلب من المربية أن تترك الجوال بالقرب منهم وترحل، أما هو فسجّل كل حديثهم واعترافاتهم.

*نعود بالزمن لفيروز جالسة في كافيه الجامعة، وهي تبكي ونضال يحاول تهدئتها

نضال وهو يقبض على يده من الغيظ

-" أنا مش عارف الست اللي أسمها نهال بتعاملك كده ليه.. هو أنتي ضرتها!.. هاين عليّا أروح أضربها"

تمسح فيروز دموعها وتقول

-" لأ.. بس هي مش قادرة تنسى أن ماما كانت هاتكون ضرتها"

ومن الحب ما ظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن