البارت الأخير

1.1K 67 50
                                    

                            البارت الأخير

خرجت رحمة من السجن، بعدما ظهرت برائتها، ولكن بالنظر لحالها، فيبدو أنها مازالت مسجونة، ولكن في سجن بلا جدران وقيود، سجن نفسي بعدما وضعوها فيه أقرب الناس أليها، لا تدري أيهما صدمها أكثر خيانتهم لها، أم طيبتها الزائدة التي أعمتها عن حتى مجرد الشك بهم، أخذت رحمة فترة من الاكتئاب والعزلة، ولكن لم تتركها نهال لحزنها، رغم حزن نهال الذي تخبأه عن ابنتها

نهال وهي تحمل أنس بعدما أستطاع عصمت أن ينتهي من أوراق كفالتها لأنس، بعد ظهور الحقيقة

-" يلا يا أنس خانق مع رحمة عشان سيباك ومش مهتمية بيك.. وحابسة نفسها في أوضتها"

وضعت نهال أنس أمام رحمة وأردفت قائلة

-" مش ده أنس اللي حصل كل ده بسببه.. مش كان نفسك أنس يعيش معاكي.. ليه زعلانة دلوقتي.. هما ميستهلوش أنك تفكري فيهم لحظة.. كل واحد اخد جزاءه.. هما اختاروا مصيرهم وأنتي كمان لازم تختاري يا أما تضيعي اللي باقي من عمرك أو تعشيه بكل قوتك.. وكفاية اللي ضاع.. صدقيني أنا عديت الصعاب عشانك.. وأنتي كمان هاتعدي عشان أنس أنا واثقة فيكي"

تقترب رحمة منها ومن أنس وتحتضنهم وهي تبكي

-" ربنا ميحرمنيش منكم.. كلامك ده هاعمل بيه إن شاء الله.. مش هاستسلم تاني"

تزور رحمة والدها داغر الذي تبدل حاله للأسوء، ووجوده في السجن أضاف سنين لعمره، تفاجأ بوجودها وقال ونظره في الأرض

-" لولا أني عارفك كويس كنت قولت أنك جاية تشمتي فيّا"

رحمة بتعجب –" أنا أشمت فيك يا بابا!"

داغر –" متقوليش الكلمة دي تاني أنا مستهلهاش.. جاية ليه يا رحمة؟"

رحمة –" جاية أتطمن عليك وأشوفك لو عاوز حاجة"

داغر –" كفاية يا بنتي متزوديش عليّا اللي أنا فيه.. أنا ضيعتك بأنانيتي، وحبي للفلوس والشغل نساني الأذى اللي حطيتك فيه.. لدرجة أني كنت هاسيبك تتعدمي وأنا واقف ساكت.. أنا مستهلش أكون أبوكي، حتى مش قادر أقولك سامحيني"

وبكى، فأقتربت منه رحمة وربتت على كتفه وقالت بصوتٍ حنون

-" الحلو والخير اللي شوفته منك يا أبويا يخليني أسامحك من جوه قلبي.. وأنا مسجونة كنت بدعي ربنا يظهر القاتل الحقيقي.. مكنتش أعرف أن العذاب هايتضاعف لمّا أعرف الحقيقة .. لو كنت أعرف أنه أنت كنت رضيت بحالي وأتعدمت مكانك"

داغر –" أنتي ملاك مش بشر.. طيبة قلبك دي اللي نجتك من شرّنا.. أوعي تتغيري يا رحمة.. أسمعيني يا رحمة في الكلمتين اللي هاقولهم دول.. أول حاجة خلي والدتك تسامحني.. وتاني حاجة عيشي حياتك وأنسيني وأوعي تيجي هنا تاني.. تالت حاجة ودي أهم حاجة لازم تديري  الشركات.. أنتي شاطرة وعارف أنك هاتنجحي وتحافظي عليها.. لأن ده ورثك وحقك"
انتهت الزيارة، وخرجت رحمة من تلك الزيارة وهي تشعر بالارتياح، عندما أخبرته أنها سامحته

ومن الحب ما ظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن