البارت السادس

839 54 16
                                    

البارت السادس

ومرت عدة أيام حتى استعادت رحمة صحتها، وخلال تلك الفترة لم يتصل بها نضال، وهي حاولت الاتصال به ولكنه لم يرد، ففطنت أنه مازال غاضبًا منها، فقررت أن تذهب هي للفيلا، رفضت نهال ذلك قائلة

نهال -" المفروض هو اللي يجي ياخدك"

رحمة -" معليش يا ماما يمكن مشغول أو تعبان"

رضخت نهال في النهاية لطلب إبنتها، ووصلتها للفيلا ورفضت الدخول معها، لأنها ما زالت غاضبة من نضال وتصرفاته، وودعتها ثم ذهبت، ودخلت رحمة الفيلا، وجدت الفيلا في حالة فوضى كبيرة، ونضال جالس على الأريكة يشاهد التلفاز وحوله بواقي طعام؛ معلبات فارغة وملابس ملقاه في كل مكان، ولم يلاحظ دخول رحمة لعلو صوت التلفاز بالأغاني، صُعقت رحمة عندما وجدته يشرب مخدرات، عندما أنتبه لشهقتها، أنتفض من مكانه قائلًا

-" رحمة.. أنتي جيتي أمتى؟ محستش بيكي خالص "

-" وأنت هتحس أزاي باللي أنت عامله ده... بتشرب مخدرات يا نضال هي وصلت لكده!"

-" أنا حر.. وبعدين أنتي ليكي عين تتكلمي معايا بعد اللي عملتيه ده"

-" عملت أيه .. دانت حتى مهانش عليك تتصل تطمن عليا "

كان يبدو على هيئة نضال أنه غير متزن من شرب المخدرات، فحول عينه أتشح بالسواد وعينه حالت للحمرة، فقال

-" وأسأل عليكي ليه مش أنتي كسرّتي كلمتي ومشيتي ورا أمك خليها تنفعك بقى "

-" أيه اللي انت بتقوله ده.. يعني بتعاقبني أنا على اللي عملته فيا مرات أخوك .. طب ياأخي لو أنا مش فارقة معاك.. على الأقل أسأل على أبنك اللي في بطني واللي كان هايروح مني.. وأنت قاعد هنا عايش حياتك وكمان بتشرب مخدرات"

تهجّم نضال عليها وصرخ بها قائلًا

-" أنا بشرب عشان أنسى أني أتجوزتك"

وقفت رحمة في حالة وجوم غير مصدقة ماتسمع، ثم قالت والدموع منهمرة من عينيها

-" بتشرب عشان أيه!... وأنت كان حد غصبك عليا.. طب أتجوزتني ليه رد عليا! "

-" أبعدي عني الساعة دي أنا مش عارف أنا بقول أيه ولا بعمل أيه "

-" مش هامشي قبل ما أعرف قولت كده ليه.. أنا عارفة كويس أنك قصدت كل كلمة قولتها.. كنت عارفة أنك مش بتحبني وكنت بكذب إحساسي، بس دلوقتي إتاكدت ومش بعيد تكون أنت اللي حرضت نجات أنها تأذيني"

-" أنتي أتجننتي خلاص.. أزاي دماغك توديكي لكده!.. بقولك أيه أبعدي عني أنا على أخري "

-" طلقني وأنا أبعد عنك خالص "

أشتعل الغضب في رأس نضال، وأحتد الشجار بينهم، فلم يدري بنفسه وهو يضرب رحمة بشدة، لم يشعر بها وهي تصرخ إلا وهي غارقة في دمائها، وعندما أستفاق من تأثير المخدرات، صُعق من منظر رحمة وأسرع بها إلى المشفى، ولكن حالتها كانت سيئة للغاية، فأجهضت الطفل وتضرر الرحم مما أضطر الأطباء لاستئصاله، ودخلت رحمة في شبه غيبوبة، علم الجميع بالأمر، ولم تصدق نهال ادعاء نضال بأن رحمة وقعت من على الدرج، وبظهور الكدمات والسحجات التي رجحها الطبيب بأنها نتيجة ضرب مبرح، تأكدت نهال من شكوكها، وتم عمل محضر متهمين فيه نضال بمحاولة قتل رحمة، فلجأت قدرية لمحامي العائلة عزمي أن ينقذ نضال من السجن، فأشار عليهم عزمي بفكرة خبيثة

ومن الحب ما ظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن