البارت الثاني
عندما رأت فيروز أن رحمة متمسكة بالطفل، أخبرتها أنها ستستشير عصمت زوجها في الأمر (عصمت: شاب في أوائل الثلاثينات بسيط الملمح؛ ممتلئ الجسم قليلًا؛ و محامي ناجح وله أسمه رغم صغر سنه؛ يعمل في شركة نصار للأدوية؛ وله مكتب خاص به) أخبرهم عصمت قائلًا
-" هحاول حل الموضوع بأذن الله"و نظرًا لعلاقاته الواسعة مع رجال الشرطة وغيرهم، أستطاع أن ينتهي من إجراءات كفالتها، ولم يتبقى سوى الموافقة عليها، واحتفظت رحمة بالطفل الذي أطلقت عليه أسم أنس، لأنه دخل حياتها الفارغة، ليؤنس وحدتها ويعوضها عما حُرِمت منه، عادت نهال وداغر من السعودية في أسرع وقت
( داغر نصار والد رحمة: رجل خمسيني؛ وسيم يبدو من اهتمامه بصحته ومظهره كشاب في الثلاثين، صاحب شركات نصار للأدوية التي زادت فروعها في مصر وكذلك في السعودية)
قالت نهال بعصبية لرحمة- " يعني لازم ننزل علشان نرجعك عن قرارك... أنتي ليه مش بتسمعي الكلام... أيه اللي يغصبك على تربية طفل مش إبنك وتشيلي مسؤولية مش بتاعتك! "
بكت رحمة قائلة وهي تنظر لوالدها بلوم
- " زي ما أنتي قولتي يا أمي مش إبني... طيب هو أنا اعرف أجيب طفل ولا عمري هايبقى ليّا أبن اصلًا! "
قال داغر بحرج محاولًا تدارك الموقف
- " خلاص يا نهال سيبيها على راحتها "
نهال قالت بانفعال
-" واللي بيهددها ده أنا أعمل أيه لو حصلت حاجة للولد ونفذ تهديده لبنتي.. لو حصل حاجة لبنتي أنا ممكن أموت فيها"
قال داغر ليطمئنها
- " متخافيش أنا عمري ما أخلي حد يأذيها تاني حتى لو على موتي"
حملت رحمة الطفل واعطته لأمها قائلة
- " شوفي يا ماما حلو أزاي ... من أول ما شوفته خطف قلبي "
كم تشتاق نهال لتلك السعادة التي لم تراها منذ زمن في عين أبنتها رحمة، فهي مستعدة لتهدر نصف عمرها مقابل أن ترى رحمة تستعيد ضحكتها مرةً أخرى، كما أن الطفل جميل حقًا، وأحبته نهال هي أيضًا، قالت نهال
- " موافقة إنك تربيه... بس بشرط"
ردت رحمة بفرحة وحماس
- " اللي تقولي عليه هانفذه يا ماما "
- " أنك تسافري معانا... ومش هقبل بأي حجج تاني.. فاهمة"
- " حاضر .. بس إجراءات التكافل تخلص وهاسافر على طول"أسبوع مّر، وكل يوم تتعلق رحمة بالطفل أنس أكثر من اليوم الذي يسبقه، لم يكن أنس مجرد طفل تعلقت به رحمة، بل كان طوق النجاة الذي أنقذها من الغرق في أحزانها والآمها، ساعدتها فيروز كثيرًا في الاعتناء بأنس لأن فيروز لديها أطفال في سن الحضانة والرضاعة (فلديها أكرم ٥ سنوات، وزينة لم تكمل العام بعد )
فكانت فيروز تساعد رحمة في شراء احتياجات الطفل من لبن صناعي وملابس وغيرها، تتفحص رحمة ملابس أنس، إنها جميلةٌ جدًا وقالت لفيروز
أنت تقرأ
ومن الحب ما ظلم
Misteri / Thrillerدراما / جريمة وغموض الحب أجمل شعور في الوجود، ذلك الذي يجعلك على غير سجيتك، لتخرج منك المشاعر دون ترتيب أو إرادة، تفعل المستحيل من أجل من تحب أو ما تحب، ولكن الحب سلاح ذو حدين، إما أن يخرجك من وحدتك ويحلّ ضيفًا كريمًا على قلبك ليضيء عتمة لياليك، أ...