٣٢

20.1K 483 73
                                    

دخل البيت الي مجرد مافتح الباب استقبله حضن شهم الي شّده بقوة لداخله وهو يهمس بخوف عليه : انت بخير !
ابتسم وليد الي شّدة لداخله بابتسامة وهو يربت على ظهره : بخير ياخوي بخير
ابتعد عنه وهو يلتفت لخلفه يبحث عن انظاره للهيب بعين قلقه وسرعان ماتنهد براحة وهو يشوفه واقف امامه ويدينه داخل جيوب بنطلونه ومشى له وهو يشّده لحضنه وبهمس عتاب طالع من جوفه : ليه ماعلمتني ! اجل انا ادري من حسن !
ابتعد عنه لهيب وهو يقترب منه برأسه وبهمس هادئ مطمئن لشهم : لو انه شيء يستحق كنت علمتك اعتبره امر تافه وحليناه ومابغينا نشغل حضرتك يالمستشار
تراكمت ضحكات شهم الي دفعه من كتفه وبهمس ضاحك : اي لعب علي بهالهرجتين بس تحسبني جاهل عندك ها ؟
اتسع مبسم لهيب الي نطق وهو راجع لسيارته : بكمل كذا مشوار تفهم السالفه من وليد ..
وبالفعل ركب سياراته وهو يغادر بهدوء قاصد ارض الاشهب .. وقت التفت شهم لوليد وبوجهه علامة الحيرة ونطق وليد بضحكة : من فين ابدأ من الانفجار العظيم ولا من السماء الي امطرت فلوس ؟
-
عند لهيب الي ابتعد وهو يبعد التراب وينثره بيدينه بهدوء بعد ان حفر واخرج الصندوق الضخم ورمى الاموال بداخله واغلقه وهو يدفنه لوحده ! في ارض قاحله في الليل ! لا شيء بالارجاء سوا ضوء السيارة .. و عواء الذئاب من بعيد .. مشى وهو يتكأ على كبوت السيارة ويخرج من جيبه ولاعه وسيجارة وضعها بين شفايفه .. اخذ الولاعه وهو يفتح الظرف الي فيه صور متعب وادلته .. واحرقها بهدوء وهو يرميها بالارض وينظر لنيران تلتهم الاوراق .. ورفع الولاعه وهو يشعل سجارته وينشر دخانها بالارجاء .. بهدوء تام ولا شيء حوله .. انتشر بين السكون رنين هاتفه والي رفعه وميل فمه بابتسامة وقت رد بضحكة : جاسم !
-
عند جاسم الي كان الخبر كصاعقه نزلت عليه زلزلت كل اركانه كل شيء توقعه وخمنه الا الخيانه ذي ! ماتوقع ابداً ان ممكن لهيب يلعب معه بقذاره مثل كذا ويخونه ! تمنى لو انه اخذ نسخه من ادله متعب لكنه ماكان بكل ذا الذكاء وسبقه لهيب بخطوه ! والي ماتوقعه اكثر هو ان غيث يتعاون مع لهيب ! كيف للامن التعاون مع مجرم ! كيف أساسًا اقنعه ! هدأت انفاسه بعد ان فرغ غضبه بكل ماهو حوله واتجهه لاتباع إيهاب الي سمح لهم لهيب بالهرب ومارتاح حتى فرغ مسدسه عليهم ليسقطوا جثث دون اي حق ! قتل ارواح دون ان يرف جفنه او حتى تتأثر احاسيسه ! ورفع هاتفه وهو يرسل رسالة لدواسّ محتواها " قلت لك خذ كلبك تروح تجمع كلابك كلهم ! يا ترجع لغيث عقله ولا ترى بتصير عناوين الصحافه «حفيد دواسّ الجديد » " واتجه لجهة الاتصال وهو قاصد رقمه وقت جاء صوته ونطق بغضب : يابن الكلب تلعب على كفنك ؟
تراكمت ضحكات لهيب الي اردف وهو ينشر دخانه : لا تصير حساس كلها انفجار صغير فعاليات القادم افخم
انتشر الصراخ بالمكان وهو ينطق بفحيح : خسرت تجارة كامله وفوقها خسرت رجال من اتباعي !
انتشر بالمكان صوت لهيب الي حرك لسانه وهو يصدر نغمه بفمه بمعنى " لا لا " واكمل حديثه : إيهاب رجال ! هذاك جرو من لكمتين تبراء منك
انتشر السكون بالمكان وقت نطق جاسم بهدوء يترك خلفه عواصف : راح تندم يالهيب وعضة الندم توجع
تراكمت ضحكات لهيب الي اردف بعدم مبالاة باي تهديد صادر منه ونطق بحدة وهو يذكره بعبارة الماضي الي صارت خاتمه لكل اموره : لسى الخير لقدام يا اهل الطبقة المخملية ..!
وانهى اتصاله بهدوء وهو ينهي مع سجارته ويشعل غيرها ..
في المستشفى وقت استقرت خطوات غيث المكان بعد ان اطفوا النيران بصعوبه وتم التستر على الاحداث بالاضافه تسليم إيهاب والمخدرات لسلطات المختصه .. مشى بهدوء وهو قاصد غرفه صديقه وعضيده حسام وقت دخل بهدوء وهو يبعد قبعته العسكرية .. ويرفع انظاره له بتعب ويجلس على الكرسي المقابل له ويدينه تتخلخل في شعره الاسود الشبيه بشعر لهيب بنعومته وطوله باختلاف ان غيث شديد السواد ولهيب بُني اللون ورفع انظاره الوسيعه بتعب داهمه .. حتى عيناه تشبه عينين اخيّه .. الفرق ان هذا بعينين سوداوان والاخر بعينين عسليتان.. هذاك فاتح البشرة والاخر اسمر البشرة .. اختلاف لو دققت فيهما لوجدت الشبّه المُخفي في قناع الكره .. نطق بهدوء وانظاره لحسام : لو تدري يا صاحبي اني متعاون مع الشخص الي كان سبب في وجودك هنا بتسامحني ؟
رفع انظاره عالياً وهو يغمضها بتعب ويفتحها ويكمل حديثه : حاير في امري ماني عارف ايش اسوي كل الي يشغل بالي امر جدي ان لهيب امانة عنده ومالازم يموت ! كنت اقدر ادخل واحاصرهم واخذ إيهاب ولهيب و اكسب عصفورين بحجر واحد !
تنهد بهدوء واكمل حديثه ويدينه بين شعره تشده : بس تدري يا حسام وانت الوحيد الي تدري كيف اني شخص يعظم وعوده وانا وعدته يا حسام وعدته وخذيت امانه على روحي اني ماذي صاحبه حتى تنتهي الخطة وانت تدري ان الامانه ماحملتها الجبال من عظمتها ! صعب علي يا حسام اني اخون وعدي وامانتي صعَب وربك !
حرك يدينه في عيونه ذات الرمش الطويل وحواجبه الكثيره مرورًا للحيته المرتبه باعتدال والي حتى هي خذت الشبه من اخوها وبهمس شخص مُرهق وهذي اول قضية يحس بارهاق كذا فيها ! غيث ماعمره خسر قضية او افلت مجرم ، مايدري كيف تبادل النظرات مع لهيب من غير مايمسكه ، يحس ان الخطأ منه هو لان العسكر كلهم لو هجوا كانوا راح يمسكوه بس هو الوحيد الي يقدر يامرهم ورغم ذا ما امرهم ! في شيء غريب يصير له مايدري ايش بس الي يعرفه انه اول مره يحس فيه بحياته المهنية ، وهمس بهدوء : اعطيك اسبابي يا حسام تكفى لا تعتب علي ! غريمك شهم ولك وعدي اني اسدح شهم مثل ما سدحك بسرير المستشفى ..

جريمة على ساحة خصرها !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن