اقتباس 3

55 9 0
                                    

« اهربي من مكانك بسرعة، رجالته عرفوا مكانك وجايين يخلصوا عليكي وياخدوا ورق إدانته..»

هبّت واقفة تقرأ محتويات الرسالة والخوف يرتسم علي ملامحها بحرافية، ارتعشت أوصالها بذعر وهي تلتفت حولها يمينًا ويسارًا تحاول أن تجد مخرج يساعدها في الهروب من هؤلاء المجرمين،  لملمت أوراقها التي تعرض حياتها للموت من أجلها ووضعتهم في حقيبة سوداء ثم ارتدت الكاب الخاص بها يداري نصف وجهها ثم هبطت للأسفل بسرعة تصعد لسيارتها تشق الغبار خلفها تقود بسرعة تحاول الفرار من بطشهم وأيضا تحاول أن تتقذ هذا المظلوم من حكم الإعدام ولكن لا تعلم أنهم كانوا بانتظارها أسفل البناية حتي يقدموها للموت بكل سهولة..

كانت تقود السيارة بسرعة وخوف وعيناها علي الطريق تارة وعلي المرآه بجانبها تارة أخري وهي تبتلع ريقها بتوتر وخوف من حين لأخر،  تضع الحقيبة بجانبها تتفقدها من حين لآخر كأنها تتفقد روحها وليست حقيبة عادية..

ظهرت هذه السيارة السوداء من العدم وبدأت تسد عليها الطريق،  صرخت بفزع عندما وجدتهم خلفها لأول مرة يستوطن الرعب قلبها،  داست علي الفرامل تزيد من سرعة سيارتها تتفادي إطلاق النيران عليها ولكن هيهات لم تسلم منهم حتي أنها رأت سيارة تأتي في مقابلها كأنها تريد خلاصها،  فتحت عيناها علي مصراعيها بذعر ملتفتة حولها تبحث عن أي طريق تخرج منه هربًا منهم،  ظلام الليل لم يساعدها كثيرًا ولكن رأت علي مرمي بصرها شارع جانبي صغير لا تستطيع ان تسير فيه بالسيارة،  اوقفت السيارة والتقطت الحقيبة وركضت بأقصي سرعتها في الشارع،  كانوا يركضوا خلفها بقوة،  خمسة رجال يركضون خلف فتاة يريدون قتلها حتي لا يفتضح امرهم علي يدها،  ساعدها الظلام هذه المرة وأخفاها عن أعينهم التي تشبه ذئاب الجبل الذين يبحثون عن فريستهم الجديدة..

تخفت داخل عمارة سكنية تحت الإنشاء وبدأت تتسحب حتي تصل للشارع الآخر التي تطل عليه العمارة،  كانت تنظر خلفها من حين لآخر تنظر لهم وهم يبحثون عنها بحنون في كل مكان،  ساعدها جسدها الرفيع أن تخطو بخفة دون إحداث صوت والحقيبة بين يدها لا تفارقها كظلها،  وجدت أخيرًا باب صغير يكاد يعبر منه طفل صغير ولكن لم تستلم أخرجت الحقيبة أولًا ومن ثم بدأت تزج نفسها حتي تفر هاربة من براثنهم.

دخل أحدهم إلي داخل البناية وبيده كاشف ضوئي ينير به امامه يبحث عنها،  رفع كاشفه للأعلي رأي ظلها يعبر من خلال الفتحة الصغيرة،  صاح بقوة لزملائه وهو يركض ناحيتها  :

« اهي ورايا بسرعة قبل ما تهرب »

بمجرد ما عبرت من الباب سمعت صوته يصيح يكشف مكانها فتحت عيناها علي مصراعيها بذعر ثم التقطت الحقيبة وركضت مرة أخري تفر منهم،  وصلوا للفتحة الصغيرة لم تكن واسعة حتي يعبروا منها،  التفت زعميهم قائلا بنبرة مخيفة  :

انتقام خفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن