اقتباس 1

449 12 7
                                    

#الأقتباس_الأول
#إنتقـام_خفـي
#عشق_إدريس_فرحة_السيد

التاسع والعشرين من شهر ديسمبر القارس في الثانية بعد منتصف الليل حيث يعُم السكينة والهدوء علي أنحاء مدينة القاهرة الإ من أصوات صفير هامس يكاد يكون مسموع، ينعم سكانها بالراحة قبل بزوغ الفجر كي ينتشروا مُلبين متطلباتهم اليومية، ولكن وسط هذا الهدوء في منطقة راقية من مناطقها كان يعج المكان ضجة وضوضاء وأصوات صراخ حاد ومن بعدها اقتحم المكان أصوات صفير عربات الشرطة خلفها صوت بوق سيارة الإسعاف تنذر المارة بالتنحي جانبًا حتي تمر بسرعة كي تنقذ ما حدث.

رجال الشرطة تهبط من السيارة بسرعة فائقة تنتشر هنا وهناك واضعين حواجز أمنية حتي تمنع الناس من الولوج للداخل قبل التحقيق فيما حدث خاصة من الإعلاميين الذين ظهروا فجأة من العدم.

صوت صراخ يصم الآذان وبجانبها صوت يحاول تهدئتها وماكان صاحب الصراخ هذا إلا " ماسة فاروق الرشيد " الذي رأت والدها يفترش الأرض فاقدًا للوعي فما كان منها أنها قامت بالإتصال طالبة الإسعاف حتي تنقذ والدها من الموت، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وبعد حوالي ساعة من وصول الإسعاف أخبرها الطبيب بكل أسف :

«البقاء لله، فاروق بيه مات»

منذ وصول هذه الكلمة لمسامعها وهي تصرخ بقوة وانهيار وتفقد الوعي ويقوم زوجها بإفاقتها مرة أخري، تنظر لجثة والدها صادمة بأعين متسعة وحزن دفين وعبرات صامتة تهبط علي صفحة وجهها الأبيض يُلطخه بعض من سواد الكُحل الذي كانت تضعه حول أعينها، وأحيانًا تفيق من صدمتها تبكي بحرقة وتندفس في أحضان زوجها تتمتم بكلمات هامسة تدل علي ندمها في التأخر علي والدها قبل أن يرحل..

عندما استمعت إحدي الإعلاميات التي كانت تتلصص لسماع أي خبر وقفت أمام الكاميرا وهتفت برسمية :

« إليكم أخبار عاجلة.. رحل رجل الأعمال المعروف فاروق الرشيد صاحب الرشيد جروب أكبر الشركات لتصنيع وتعبئة اللحوم بالوطن العربي، تم العثور علي جثمانه في الفيلا الخاصة به حيث قامت ابنته بزيارته بعد عودتها من الخارج ولكن تفاجئت أنه ملقي أرضًا وقد فاضت الروح إلي خالقها .. نواصل الأخبار أولًا بأول عبر ميكرفون شمس الزايد تابعونا»

نتركها برهة ونذهب للخارج مع وقوف سيارة سوداء أمام باب المنزل، ترجل منها شخص ما يعدل من ياقة جاكيته القطني الثقيل يضمه لجسده يحميه من برودة الطقس ينزع نظارته السوداء من علي عينيه السوداء التي تشبة ظلام الليل يجوب بها المكان بنظراته التي تمثل الصقر وأنفاسه الهادئة تُبعثر الضباب الذي يحوي علي الجو ليلًا، التفت برأسه لصديقه الذي ترجل من السيارة هو الآخر قائلا بمرح :

« جاهز يا إتش؟ »

نظر هشام لصديقه بضيق ثم أجابه بضجر :

« إتش هيموت ناقص عُمر بسببك وبسبب اللوا، أنا ملحقتش ارتاح من آخر عملية موت يا بني آدم، الاقيك تتصل بيا وتقولي فيه قضية قتل.. انت معندكش عيال يا بني آدم انت »

انتقام خفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن