الفصل الحادي عشر
كان الجميع جالسون بغرفة الأستقبال يحتسون القهوة بعد تناولهم للعشاء.....
كانت كارما جالسة تحاول التركيز علي فؤاد الذي كان يجلس بجوارها يتحدث بحماس معها كعادته و تجاهل نظرات ادهم الحارقة المنصبة عليها فقد مرت عدة ايام منذ اليوم الذي غادر فيه غرفتها بغضب.. ومنذ ذاك اليوم لم يتدخل في اي شئ يتعلق بها حتي انه لم يتحدث اليها الا مرات قليلة تعد علي اصابع اليد حيث كان يسألها عن حال قدمها وعن تناولها لأدويتها وكان ذلك بكلمات مقتضبة قصيرة للغاية مما اشعرها ذلك بالحزن والضيق فهو كما لو كان ينتظر ما حدث بتلك الليلة حتي يبتعد عنها نهائياً ..
تنهدت كارما ببطئ وهي تفكر بحزن
بانها لم ترغب ابداً ان تصل علاقتهم الي هذا الحد من الفتور والتجاهل حيث ان ابتعاده وتجاهله لها يؤلمها كثيراً
افاقت من شروده هذا علي صوت فؤاد الذي كان يهتف باسمها بمرح فحاولت رسم ابتسامة مرحة علي وجهها وهي تهم بالرد عليه. فقد تطورت عللقتها كتيىاً بفؤاد خلال الايام الماضية فمنذ الحادث الذي تعرضت له واصبح فؤاد. ومرحه المعتاد منفذها الوحيد للهروب من الألام التي تعصف بقلبها..ِ
ِ=ايوة يا فؤاد بي....تعلي صوت هاتفها في ارجاء الغرفة مقاطعاً حديثها لتقضب كارما حاجبيها فور رؤيتها لاسم المتصل نهضت ببطئ مستأذنة من الحاضرين حتي تجيب علي الهاتف بالخارج
كان ادهم يتابعها بعينين حادة مثل الصقر والفضول يتأكله من الداخل حتي يعلم هاوية المتصل الذي جعلها تنهض سريعا هكذا لكي تجيب عليه بالخارج2
وعندما هم باللحاق بها نهر ذاته بشدة مذاكراً نفسه بالوعد الذي قطعه بتلك الليلة بعد مغادرته غرفتها حيث قرر الا يقوم بازعاجها او مضايقتها مرة اخري حتي يستطيع ايجاد حلاً لما يمروا به ويتخلص من ذاك الفؤاد فتقربهم من بعضهم هذه الايام يشعل النيران بقلبه لكنه يحاول السيطرة علي نفسه حتي لا يطلق العنان لغضبه وغيرته مما قد يجعل ذلك الامر يسوء اكثر مما هو عليه ...تراجع ادهم في كرسيه الي الخلف محاولاً السيطرة علي فضوله هذا لكنه لم يستطع انتفض واقفاً متجهاً نحو النافذة يراقب بعينين تلتمع بالشغف فور رؤيته لكارما الواقفة بالحديقة تستمع الي المتحدث علي الجهه الاخري باهتمام وهي تمرر يدها برقة فوق الورود المتراصة بالحديقة ابتلع ادهم الغصة التي تكونت بحلقه وهو يتأملها بشغف فقد كانت تبو بريئة وجميلة للغاية بفستانها الازرق الرقيق الذي ترتديه فقد كان يجسد قوامها الخلاب الذي يخطف انفاسه وشعرها الحريري كانت تجمعه فوق رأسها بعشوائية مما جعل بعض خصلاته الحريريه تتساقط باهمال فوق عنقها الابيض الغض لتغري يده حتي يقوم بفك شعرها و دفن وجهه به حتي يستنشق بعمق رائحته التي يعشقها.
زفر ادهم بحدة محاولاً السيطرة علي افكاره تلك عاد مرة اخري الي كرسيه جالساً بشرود وهو لايزال يفكر في هاوية المتصل الذي اتصل بها
لكنه افاق من افكاره تلك عندما دخلت كارما الي الغرفة مرة اخري بوجه متجهم قائلة باقتضاب
= انا مضطرة اسافر دلوقتي للمركز الحاج محمد كلمني وقال في مشكلة في ألات ضخ الميا بتاعت الارض
اعتدلت صفية في جلستها قائلة بقلق
=تسافري فين دلوقتي يا كارما مش شايفة الجو برا عامل ازاي اصبري لبكرة يا حبيبتي وابقي سافري براحتك