الفصل الثامن

447 16 0
                                    

الفصل الثامن

كانت كارما جالسة في غرفتها تشعر بالملل الشديد فهي لم تخرج منها ابداً منذ مرضها نهضت ببطئ مقررة النزول الي الاسفل والجلوس بالحديقة قليلاً حتي تقتل مللها هذا...
أرتدت معطفاً ثقيلاً حتي يحميها من هواء الليل القارس و عند نزولها الدرج سمعت صوت تحطم زجاج يأتي من غرفة المكتب شعرت كارما بالرعب يستولي عليها فهرولت سريعاً نحو هذا الصوت
فتحت كارما باب الغرفة سريعاً لتنطلق منها صرخة رعب عند رؤيتها للزجاج المتحطم والمتناثر فزق ارضية الغرفة وكان ادهم يقف في وسط الغرفة يولي ظهره لها اسرعت كارما نحوه وهي تلهث بخوف فصدرت عنها شهقة رعب عند رؤيتها للدماء التي كانت تغطي يده امسكت بها سريعاً في محاولة منها اكتشاف الضرر الذي بها قائلة بصوت متحشرج مرتجف من القلق
=ادهم انت كويس ...؟!

تجمد ادهم عندما شعر بلمستها تلك لينتفض مبتعداً عنها بغضب قائلاً باقتضاب
=ايوه كويس ....

اقتربت منه كارما وهي ترتعش من الصدمة فرؤية جرحه قد المت قلبها كثيراً حاولت مسك يده مرة اخري قائلة بصوت منخفض وعينيها ممتلئة بالدموع
=كويس ازاي ...وايدك كلها دم ...!!1

لم يجب عليها ادهم واستدار جالساً علي الاريكة حتي يبتعد عنها قدر الامكان محاولاً ان يهدئ من غضبه فقد كان يشعر بالدماء تغلي بعروقه
لحقت به كارما وجلست بجواره غافلةً عن غضبه ذاك اقتربت منه ببطئ وهي تربت علي ذراعه بحنان قائلة بصوت منخفض
=لازم نعالج ايدك يا ادهم مينفعش نسيبها بالشكل ده هروح اجيب صندوف الاسعافات1

لم يجيبها ادهم وظل جالساً بجسد متجمد ينظر امامه بشرود لا يصدر عنه اي رد فعل....
نهضت كارما مغادرة الغرفة وهي لازالت ترتجف حتي تأتي بادوات الاسعافات الاولية حتي تعالج يده فهي لديها بعض الخبرة في الاسعافات حاولت كارما تهدئة نفسها حتي تستطيع مساعدته ِ
كانت كارما تقف في بهو المنزل تتحدث الي عزيزة تعطيها بعض التعليمات
=عزيزه عايزاكي تعملي اكل و عصير وتجبيه علي اوضة المكتب لان ادهم ايده نزفت كتير
انتفضت كارما فازعة عند سماعها صراخ نرمين التي كانت تقف وراءها استدارت اليها كارما سريعاً وجدتها تقف امام باب المنزل وهي ترتدي فستان قصير للغاية فمن الواضح انها عائدة من احدي حفلات اصدقاءها كالعادة صاحت نرمين بهستريه
=ادهم اتعور ازاي ....هو فين ؟!

لم تجيبها كارما فهي ليس لديها طاقة لها الان فكل ما يشغل بالها الان هو قلقها علي ادهم ومعالجته استدارت متجاهلة اياها عائدة الي غرفة المكتب لتلحقها نرمين وعند وصولها لباب الغرفة قامت نرمين بجذبها الي الوراء بعنف حتي تستطيع ان تدخل قبلها وقفت كارما تجز علي اسنانها بغضب بينما دخلت نرمين الي الغرفة وهي تهتف بصخب الي ادهم الذي كان لايزال يجلس مقتضب الوجه
=ادهمم ايه حصل لايدك ؟!

التفت اليها ادهم قائلاً ببرود
=مجرد جرح بسيط يا نرمين
جلست نرمين بجواره قائلة بدلال
= الف سلامة عليك يا ادهم ان شالله كنت انا
كانت كارما تتابع ما تفعله وهي تشتعل بالغضب اقتربت من نرمين وتسحبها من ذراعها بعنف مبعدة اياها عن ادهم لتجلس مكانها قائلة بسخرية ونيران الغيرة تتأكلها
=قومي كده يا حبيبتي مش وقت المحن بتاعك ده
وقفت نرمين تشتعل بالغضب وهي تنظر الي ادهم منتظرة منه اي ردة فعل لكنه كان يجلس صامتاً ينظر امامه.بجمود غير مبالي بما يحدث
جلست كارما بجواره وهي تضع صندوق الاسعافات علي الارض بجوارها قائلة بلطف
= وريني ايدك يا ادهم علشان انظف الجرح

كبرياء عاشقة " مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن