وحش كاسر

929 39 6
                                    

3
خرجت وجد من مكتب غزل
وهيا تستعجب من رد فعل غزل عند دخول المدعو عمها
افاقها غيث من شرودها
: عملتي ايه
وجد : لما تروح هعرفك حالياً لازم اروح السجن تاني وتركته ينظر في اثرها بخوف من المستقبل

وصلت وجد امام باب السجن الذي يقبع داخله تيان الحاله الغامضه التي تقسم علي اكتشاف ما به
قابلها اللواء ب اشراقه لعدم يأسها
: نورتي يا دكتور وجد اتمني تقدري تحققي الي مفيش دكتور قدر عليه
وجد ب يقين:  هقدر باذن الله
يفصلها عنه بعض السنتمترات كانت دقات قلبها تعلو كلما خطت خطوه اليه
اعطي اللواء الامر بفتح زنزاته
لتتقدم وتدخل بقدمها عرين الاسد وهيا لا تعلم رد فعله هذه المره
رفع تيان عينه ليجدها تلك الطبيبه التي شارف علي قتلهاا اخر مره
ليبتسم بسخريه لم يتجراء احد علي اعاده الزياره له من الاطباء
ليعتدل من نومته
وهوا يُطالعها بنظرات بارده كلقطب الشمالي
كا قلبه الذي لا تعلم ان كان باردا او غير موجود من الاساس
جلست امامه محاوله استجماع شجاعتها فا لم يعد هذا وقتاً للندم
وجد  : ازيك يا استاذ تيان
تيان بضحكه اخافتها وزادت توترها: شكلك متعلمتيش من اخر مره
واخذ يقترب منها ببطئ وهيا تُطالعه بدهشه وخوف من تكرار ما حدث سابقاً
;استاذ تيان لو سمحت اتفضل اقعد مكانك علشان اشوف شغلي
ابتسم تيان ببرود وعاد لجلسته امامها وهوا يُطالعها بنظرات لم تفهمها
: اتفضلي يادكتور انا مقدرش اقاطع شغلك بردو
وجد : تعاملك ببردو دا مش هيخليني ايأس تمام انا هجيلك مرتين ف الاسبوع
وهتتكلم معايه غصب عنك
تيان بضحك:  حلوه هتكلم غصب عني دي
ثم اضاف بنبره خبيثه
انتي مش خايفه اقتلك ولا اي
انا معنديش مانع
وجد بهدوء:  شغل انك تخوفني ومجيش تاني دا مش هيأكل معايا يا استاذ تيان
الحل الوحيد اني مجيش هنا تاني هوا انك تتكلم واشخص حالتك او اني اموت انما مفيش حلول تانيه
عاد تيان الي نومته واضعاً يده علي عيناه
وهوا يُحادثها بعدم اهتمام
:خلاص خليكي قاده لحد ما اتكلم او اقتلك ايهما اقرب يعني
نظرت وجد بغيظ لتيان
وهيا تُحدث نفسها
بأنه سيتحدث عاجلا او اجلا
امسكت بدفترها
تُسجل كيف يعيش
وكم البرود الذي بداخله
ايظاً عدم اهتمامه لأي شيئ حوله
يحثها فصولها علي سؤاله لما يرفض مُقابلت اخته او لما توترت عند دخول المدعو عمها
نظرت ناحيته لتجده يُطالعها بغموض عيناه مرتكزه عليها تريد البوح بما يكتمه بداخله
تطلب مساعدتها في اخراجه من تلك الحاله
في اقل من ثانيه تبدلت معالم وجهه واختفت تلك النظره الغامضة ليحل محلها البرود القاتل
مما زاد معدل ضربات قلبها خوفاً منه
وقف واخذ يقترب منها ببطئ ونظراته انعدمت منها الحياه
تكاد تقسم انهُ تحول او ربما لديه انفصام
امسك بيدها بقوه
جعلتها تتألم ولاكن الالم لا يُساوي شيئ بجانب عيناه المظلمه التي تكاد تبتلعها كاثقب اسود
ابتسم بطريقه جعلتها تندم علي قرارها
مال برأسه ناحيت اذنها
وتحدث بصوت كفحيح الثعابين: اكتر حاجه بكرهها ان حد يقعد يبصلي زاي ما انتي بتبصيلي كدا
كأني مجنون
ثم اكمل ليجعلها تتيقن انه تخطي مرحله الجنون
:بلاش تتقتلي دلوقت انتي لسه صغيره طلعي نفسك برا الموضوع دا احسنلك
متخليش الفضول يخسرك حياتك لاني لو اتكلمت وعرفتي الحكايه مش هيكون عندك غير حل من الاتنين
يا هتبقي اسيرتي لمدي الحياه
يا هتموتي ويدفن كلامي معاكي
انا زاي النار الي لو قربتي منها هتحرقك
صدقيني قربك مني يعني هلاكك لو حابه تكملي الشغل الي بتعمليه دا
هبقا شاكر ليكي لاني وقتها هلاقي حاجه اتسلي بيها علي لما اخرج من هنا واحرق الكل
وهخليكي للاخر هتفرج عليكي وانتي بتموتي ب البطيء زيهم
خافي علي نفسك وعلي اهلك
ثم امسك ب زجاجه كان يدثها في ثيابه
وقربها من وجهها بضحكه مختله
: اممممم تحبي العلامه تبقي علي خدك ولا رقبتك
كانت وجد لا تعي كل ما حولها
لتجده يقترب ويضغط بقطعت الزجاج علي خدها الايمن لتسيل دمائها
رجع تيان للخلف وترك يدها
وعاد لنومته
ظلت وجد ترتعش
وهيا تتقدم لتخرج من تلك الغرفه
فتح الحارث باب الزنزانه
ليُصدم من منظر وجد
كان وجهها مسفرا
و الدماء تسيل من خدها
ترتعش
خطت خطوه لخارج الزنزانه لتقع مغشي عليها

فاقت وجد تحاول فتح عيناها
ازعجها الضوء الابيص الشديد
ما ان اتضحت الرؤيا
وجدت اللواء يُطالعها بأسف وقلق
: انتي بخير يا دكتوره
ثم اعاد السؤال بقلق اكبر
دكتوره وجد انتي كويسه
انا اسف جدا علي الي حصل المفروض من الاول كنتي تعرفي انه حالته خطيره
ثم اكمل بحزن
مكنش كدا يوم واحد دمر كل حاجه ف يوم وليله بقا مجرم ومتهم انه قاتل ابوه
دا مش سهل عليه
وجد بفضول:  انا عاوزه اعرف الي حصل ب الظبط عاوزه حضرتك تحكيلي كل تفصيله صغيره وكبيره
طالعها اللواء بدهشه
: انتي ناويه تكملي علاجه
وجد بأصرار رغم ما حدث:  هوا فاكر انه كدا خوفني وهيأس بقا واقعد ف البيت ميعرفش انه كدا زود اصراري
وعلاجه هيتم علي ايدي
ابتسم اللواء وهوا يقص عليها ما حدث ف ذالك اليوم المشؤم
وهيا تستمع بفضول وانصات

خرجت وجد من السجن
وهيا تتجه لمنزلها لتكمل تقاريرها عن ما حدث لليوم وتحاول فهم موقفه
ضربت جرس منزلها لتفتح والدتها علي عجل
ما ان وقعت عيناها علي ابنتها حتي صرخت بفزع من تلك اللاصقه التي تغطي خدها
و اصفرار وجهها
خرج غيث بسرعه البرق علي صوت والدته
ليُصدم من ما حل بأخته
ركض ناحيتها في عجل ليسندها بيديه
نظرت له وجد ببسمه تُطمأنه
ليجدها غير قادره علي السير لم تعد قدماها تستطيع حملها من احداث اليوم
ليحملها غيث ويدخلها لغرفتها
فرت والدتها لتحضر بعضا من المياه كما طلب غيث
وضعها علي سريرها وجلس لجوارها
كادت تتحدث حتي قاطعها غيث بهدوء:  هشششش بعدين ابقي احكي متتكلميش دلوقت
ناولتها والدتها المياه
وهيا تبكي وتؤنبها علي اختيارها لذالك التخصص
وتعاملها معي المرضي الخطيرين
خرج غيث ومعه والدته ليتركو وجد تحظي ببعض النوم

في السجن تحديدا زنزانه تيان
يقف بهدوء ناظرا للسماء من الفتحه الصغيره في الجدار
تذكر احداث اليوم وما فعله ب الطبيبه التي ادهشته بعدم خوفها وشجاعتها
ليهمس بهدوء:  انتي الي دخلتي جوا اللعبه برجليكي استحملي بقا
سرح قليلا وهوا يتزكر نظراتها الجامده امامه
ليبتسم بغموض
:هوا خيار من الاتنين و ف الحالتين هتخسري نفسك يا وجد
هتبقي ضحيه زاي ما انا كنت ب الظبط

في منزل اخر
يجلس شخص وراء مكتبه
يتحدث ب الهاتف في امر بجديه بالغه
اخذ يفتح بعض الادراج التابعه للمكتب
لتظهر صوره
بها فتي يشبه تيان وبجواره رجل وامرأه وفتاه
كانت الصوره تشع من السعاده من يطالعه يقسم ان اصاحابها يعيشون في هناء و سرور
ابتسم ذالك الرجل القبيح
وهوا يتحدث بهمس:  فاضل تكه صغيره وميبقاش من العيله دي غير رماد زاي بعض اصحابها
ثم وضعها في الدرج ثانياً واغلقه

.........................
#_روايه شظايا روح
#_الكاتبه _مي _محمد

روايه شظايا روح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن