مُكالمه

849 39 2
                                    

4
لم يعرف النوم طريقاً لجفونها ليلة امس
ظلت ترتعش وهيا تتخيل تكرار ما فعله ذالك السجين الذي تخطي الجنون
الشيئ الوحيد الذي تيقنت منه انهُ وصل الي درجه من الجنون تجهلها هيا
كيف ل انسان ان يُصبح بلا انسانيه هَكذا
وكأنه شيئ تحطم داخله
ظلت تُفكر في كلمات اللواء وحديثهم سوياً
وهيا تقسم ان تعلم سبب وصوله لتلك الحاله ومساعدته
ف رغم ما حصلَ معها عنادها واصرارها لن ينكسرو ابدا
اعتدلت من نومتها لتواجه مرأتها
لمحت تلك الندبه
فهوا قد شوه خدها
تُيقن ان تلك الندبه ستظل اكثر من 3اشهر
ولاكن ما حصل لن يُمحي من ذاكرتها ابدا
خوفها في تلك اللحظه
كان اسوء شعور مر بحياتها
توجهت نحو المرحاض
لتاخذ حماماً يُنعشها
خرجت وهيا تُجفف خصلات شعرها المُبلله
لتجد رقم مجهول يضئ شاشة هاتفها
حملته لتُجيب
وجد:  السلام عليكم
:وعليكم السلام يادكتوره انا غزل اخت تيان
عرفت ب الي حصلك امبارح من خالو
اسفه جدا ل الي حصلك
ثم اكملت بنبره توشك علي البكاء
ولله اخويا كويس ومكنش كدا معرفش اي وصله للدرجه دي
وجد بهدوء:  انا بخير مش محتاجه تعتزري دا شغلي وانا وافقت علي معالجه اخوكي برضايه وكامل قوايا العقليه
بس انا محتاجه انك تساعديني
غزل:  اكيد انا هساعدك ف اي حاجه ترجعلي اخويا زاي ما كان
وجد:  تمام ممكن تيجي ليا بيتي نتكلم واعرف منك شويه حجات
لاني مش هعرف اخرج من البيت النهارده
غزل متفهمه:  لا مفيش اي حاجه ابعتي اللوكيشن وانا ساعه كدا واجيلك علشان عمي ميحسش اني مختفيه
وجد:  تمام هستناكي

انهت وجد المكالمه وخرجت من غرفتها
لتجد والدتها تحضر الافطار
اقتربت منها بحزر
واحتضنتها علي سهوه
لتفزع والدتها وتضع يدها علي صدرها بخوف وغضب
:ياغبيه انتي مش تعملي اي صوت كنت هرمي طبق البيض علي الارض
وجد وهيا تدفن وجهها داخل عنق والدتها:  وحشتيني يا مامي وعاوزه احضنك الله حرام يعني
والدتها ب غضب:  فاكره اني هعدي الموضوع دا علي خير
وجد:  خلاص بقا يا ماميتو الله
هوا نصيبي كدا ودا شغلي
والدتها بخوف:  ياحببتي انا خايفه عليكي حطي نفسك مكاني لو لقيتي بنتك جيالك خدها مفتوح من مريض بتتعامل معاه هتعملي اي
وجد بطمأنينه:  متخافيش عليا انا زاي القرده اهو
ثم اكملت
فيه واحده اخت مريض عندي جيالي شويه ف عاوزه حبت حلويات من ايدك الحلوه دي

في زنزانه تيان
كان اللواء يتحدث بغضب لتيان الذي يطالعه ببرود
: تيان كدا انت هتاذي نفسك وكل الي حواليك
تيان باعين تنعدم منها الرحمه:  وانا افكر ف الناس ليه اهم حاجه اخد حقي
ثم اضاف بنبره مختله ومثلجه
انا مبقاش عندي انسانيه يعني تقدر تقول اتحولت ل وحش عاوز يقتل وبس
كل شخص كان سبب في تدميري هنسفه هوا وكل الي حواليه
حتي لو نهايه اللعبه موتي معنديش مانع اموت ف الاخر بعد ما اخلص علي الكل
نظر اللواء له محاولا الهدوء فا حالت تيان لا تسمح بتلك المناقشات الحاده
:خلاص يا تيان انا معاك ف كل حاجه بس ابعد الدكتوره وجد عن الحوار دا كله وعن جنانك
هيا ملهاش زنب دي واحده بتشوف شغلها
تيان وقد لمعت عيناه ببريق خبيث وماكر:  لو رجعت تاني يبقا تستحمل نتيجه قرارتها

خرجت وجد علي صوت جرس الباب
لتسرع للفتح
لتجد غزل بكامل اناقتها وتحمل علبه تحتوي علي الشكولاته الفاخره و بوكيه ورد
لتعطيهم ل وجد
وجد:  مكنش ليه لزوم تعبك دا
غزل بخجل:  تعبك راحه دا واجب عليا
وجد:  طب اتفضلي
دخلت غزل المنزل وتبعتها وجد بعد اغلاق باب المنزل
لتدُلها علي غرفتها ليتحدثو بأرياحيه
قاطع طريقهم خروج غيث من غرفته وعلي وجهه اثار النوم
مرتديا شورت قصير وعاري الجزع
لتصرخ غزل وهيا تغطي عيناها
وتتبعها وجد بتأنيب:  يابني قولت تسعين مره بطل قلة ادب
افاق غيث علي صرخات غزل
ليتفاجئ غيث ويحاول اخفاء جسده
لتسحب وجد غزل لغرفتها وتغلق الباب
هرب غيث لغرفته

في غرفه وجد
ظلت تعتذر لغزل علي ما حدث
غزل بحرج:  حصل خير
وجد:  ولله يابنتي كل يوم اصوت زيك كدا وقوله امتا هتبطل تمشي عريان ف البيت انا بنت بردو
بس هوا كدا مبيعرفش ينام غير كدا عاده زفت
الله يكون ف عونها مراته بقا
غزل بحزن وهيا تتذكر اخاها:  تعرفي تيان بردو كدا ولما بيكون نايم وحد بيطلب منه اي حاجه بيدهاله يعني عاوزه تسرقي تيان اخويا اسرقيه وهوا نايم
كنا دايما نتخانق زيكم كدا اول ما نصحا
وبابا يفضل يزعق
وماما تحاول تسكتنا
واضافت بأعين ممتلئه ب الدموع
:العيله. والجو الاسري دول حاجه مبتتعوضش ف الدنيا دي تاني
احتضنتها وجد بحزن علي حالتها
: كل حاجه هتتصلح صدقيني
غزل ببسمه ساخره تحمل داخلها الم كبير  الي بيموت مبيرجعش يا دكتور ولا بيتعوض ب مال الدنيا
وجد بعدم فهم: مش فاهمه
غزل:  هفهمك كل حاجه بس اوعديني محدش يعرف حرف عن الكلام الي هنتكلمه دا
وجد بصدق:  وعد مني مفيش كلمه تطلع برا
لتبدأ غزل في قص ما حدث
بصي احنا كنا عيله عاديه مكونه من ماما وبابا وانا وتيان اخويا
بابا صاحب شركه كبيره ووريثها تيان اخويا
مكنش فيه اي حاجه ف حياتنا وكنا مرفهين جدا
لاكن بعد رجوع عمي من اسبانيا وابنه ومراته
قعدو معانا ف الفيلا بتاعتنا علي لما يخلصو تشطيب بيتهم
لان عمي رجع بعد ما خسر فلوسه كلها وشركته بقت علي الحديده
المهم
عمي كان بيدخل ف كل كبيره وصغيره ف البيت وكان الوحيد الي بيرفض كلامه وبيقف ف وشه هوا تيان اخويا لانه مكنش بيحبه
المهم المشاكل كانت بين بابا وتيان من هنا لان تيان بيرد علي عمي وقاله يمشي لانه بيحاول يفرض نفسه علينا هوا وابنه ومراته بس بابا كان بيحب اخوه ف ضرب تيان وكانت دي اول مره بابا يضرب تيان فيها
ساب البيت وكنا ف توتر
وماما تعبت خالص خصوصا اننا مكناش نعرف اي حاجه عن تيان ولا حتي بابا
المهم عمي استلم منصب ف شركه بابا بحكم انه مبقاش عنده شغل حاليا
ف بعد شهر ب الظبط من تحكمات عمي وتعرض ابنه ليا وتحكمه ف كل حاجه بعملها
كان فيه حفله بسبب صفقه بابا كسبها
والمفرود كلنا حضرنا الحفله وبابا كان تعبان ف عمي حضر بداله
رجعنا البيت
اخذت نفسا عميقا ودموعها احتجزت داخل مقلتاها
كانت اسوء لحظه وبابا واقع ف الرسيبشن ودمه مالي المكان و تيان ماسك السكينه الي كلها دم وقاعد جنبه
كانت اول مره اشوف تيان اخويا عينه سوده كدا كان الحياه انطفت ف عيونه
وقتها عمي بلغ البوليس
وماما تعبت ودخلت غيبوبه ومن وقتها ما فقتش
من سنتين
انا مش متخيله ان اخويا ممكن يعمل كدا
واثقه فيه بس كل حاجه اثبتت انه هوا
الحاجه الي واثقه فيها ان عمي ليه يد ف الي بيحصل دا
القت اخر كلمات علي مسامع وجد لتُطالعها بدهشه
............
#_روايه شظايا روح
#_الكاتبه _مي_محمد

روايه شظايا روح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن