رِسالة وداع

23 4 31
                                    

••













France , Sarzeau
march 23
12:37 a.m.

صورة القمر تتموَّج على سطح ماء المُحيط الواسِع ، وهواء طفيف يُحرَّك أوراق الشجر وشعرُها ..

لم ينطِق العاشِق بِبنتُ شفّة ، أحتواها بينَ ذراعيه وكأنها جُزءً مِنه.
بينما الهائِمة الحزينة التي يخرُج اللؤلؤ مِن مدمعِها ويُتسرَّب إلى قميصه الذي وَقع ضحية ليداها التي تقبضُها بقوَّة عليه ، كانَت تكبَح مأساتُها في جوفها لمُدَّة طويلة ، كانت تُمثَّل القوة ولكِن لِسبب ما حينما تنطلِق عيناها إلى هذا الشاب يجوبها الألم و تزداد رغبتها بِالبُكاء على ما تُعانيه مِن فقدٍ ونُقصان.

رغِبَ بأن يفرِغُ قسوة شعوره هوَ كذلِك على ما يواجِه من صعوبات ولكِنَّه فضَّل النَّحيط في لحظة تحتاج طرفًا قوّي مِثل هذِه.

هَدَأت بعدَ دقائِق وأدركَت أنَّها مدفونة في راحةِ صدرِه فَفلَتَت قميصه مِن قبضتِها ، أبعدَ هوَ يديه بِدورِه وتراجَع إنشًا لِلخلَف.
مَسَحت بقايا دمعِها من وجنتِها و أخذَت نفسًا عميقًا بينما كان هوَ يُفاوت نظرِه بينها وبينَ المُحيط.

..

تحدَّث

-  لا بأس بِعدم إخباري بِما في يحصُل
لن أجبُرَكِ على هذا ، ولكِن لا تتمالكِ نفسُكِ أمامي ابدًا ، شاركيني ما يؤلِمُكِ بِالطريقة التي تُناسِبِك.

- أنا أسِفة ، أنا فقط...
افتقِد والدتي وأخي كثيرًا ، أشعُر بِأن الأيَّام تبدو مُتشابِهة ولا أملِك هدفًا في حياتي مِثل قَبل ،
أتعلَم أمرًا؟ حلِمتُ دائِمًا أن أصبِح رامِية سِهام مُحترِفة أكثر مِن ما أنا عليه الآن ، وأن أُقاتِل في صفوف الجيش المُتخفَّية ، ولكِن كانت سِهامي تسقُط ، تطير ، تغرَق ، ولم أُصيب ما أُريده حقًا لأنني لم أكُن أملِك فريسة حتَّى قُتِلت والدتي و اختفى أخي بينَ النيران ولكِنَّي أعتقِد أنَّ مِنظاري تاه ولم أعُد أملك شيئًا.

- حِلمًا رائِع سيتحقَّق في وقتِه المُناسِب ، لِهذا تضعين هذِه الضمّادات في كفَّيكِ أنتي تُدمنين الرمي صحيح! ،
وأنا كذلِك لطالما أدمنتُ عزف الكَمان ، هِواية ورثتُها مِن والدتي وأمسَت تلحقُ بي أظُنُّ حتّى المَمات ، كُنت أُدندِن عزفها في أوقاتُ سعادتي بينما هي كانت تفعل ذلِك في أوقاتِها الصعبة ، عدا المرَّة الأخيرة ، أنا الذي عزفتُ نيابةً عنها ، ولم تسمعُني حتى يومنا هذا.

- مهلًا أنت- أنا أسِفة لم أكُن أعلم.

- لا عليكِ ، لِهذا إن أخبرتُكِ بِأنني أتفهّمُكِ و أعرِف ما تُشعرينه فأنا صادِق تمامًا.

البِند السادِس والستّونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن