●●
1763
Leominster
Feb 15
12:25 a.m.بينما تصُّب أعيُن أيدن الدموع يركُض نحو والِدته التي لاحظها وهي تلتقِط أخِر ما تبقّى مِن الهواء في رِئتيها.
كان يصرُخ ويضع يديه فوق الثقوب المرسُومة على مِعدتها بِعشوائية ، كانَت تنزِف حتى الموت و غرَق أيدن معها في داخِلها ، كانَت تنظُر إليه بِحُب و مَدمعها لا يتوقَف عن إخراج ما في جوفِه ، تبتَسِم في وجه طِفلها المحبوب حتّى في أخِر ثانية لِروحها في هذِهِ الدُنيا ، تمسِك يدَه و ترحَل عنه..
يزداد نحيب أيدن على والِدته المقتولة ظُلمًا ووالده الذي سَبقها في دقائِق معدودة.
يرتجِف بخوف و يبكي ، يرتجي بِهُما ليستيقِظا ، يحتضِن والده لِأخر مرّة.أمايا التي تنظُر إلى مَشهد عائِلتها السعيدة ذو النهاية الحزينة ، تنظُر بِحُرقة وحِقد فهي كَانت على عِلم ببعض الأمور رُغم إخفاء والديها عنها ، تتوّعّد بِالفاعِل و تُقرَّر في تِلك اللحظة الصعبة أن تأخُذ هذا الإتجاه من حياتها الطويلة.
تُحاول تجفيف أعيُنها وتقترِب إلى والِدها و تُخرِج السكَّين المغروز في رقبتِه ، تَمسح على شعرِه وتقبَّل جبينه ثُمّ تهمِس في إذنه " لَن تُخذل منّي يا أبي سأجعلك تبتسِم بفخر لِأجلي ، أعِدُك".
تضع على جسدِه غِطاء و تذهَب لِترى والِدتُها ، تُقفِل جفنيها و تخبرها بِأنها أسِفة لِأنها لم تكُن شُجاعة كفاية لِتُنقذها ، تخبِرها بِأنها ستأخُذ القوَّة مِنها ، و أنها لن تتوقَّف عن الحديث معها،
تُقبَّل خدّها ويدها وتُغطَّي جثتَّها كما فعلَت لِأبيها.تلتَقِط الكمان الخاص بِوالدتها بِبرود ولا تهطُل دمعة واحِدة مِنها ، تصِل إلى باب المنزِل و لا يزال أيدن جالِسًا على رجليه ويبكي.
يشعُر بالإستغراب مِن تصّرُفات أخته المُفاجِئة كيفَ لا تظهَر أي ردة فِعل!تُحدَّثه "ألم تكُن ترغَب بآلة الكمان؟ مالذي تنتظِره هيا."
يلقي نظرة أخيرة على والِديّه بِحزن ورهبة ، يمسَك يد أمايا بِقوّة و لا يزال يبكي.
تركا والِديهما المقتُولان خلفهُما و رحلا عن المنزِل بعيدًا وإلى الأبد..
°°
في حاضِره مازال ينزِف قَلبه الألَم و نحيبه لم ينتهي ابدًا، يغمِضُ عيناه ويعيشُ لحظةُ الحرقة ألفَ مرّة ، يفقِد تحكُّمه بِالكمان فيتصاقع بشدّة و تُعزَف موسيقى مهزوزة مُزعِجة حتّى يقطَعُ غضبَهُ الأوتار و يستفيق مِن الماضي بِتعَب فيتدارك واقِعه.
أنت تقرأ
البِند السادِس والستّون
Mystery / Thrillerألْفُ سُبعَ مائة وثَمانون - ألْفُ سُبعَ مائة ثلاَثةُ وثَمانون. تَنُص المادّة الرابِعة بموجَب المُعاهدة بيْن دَولتيَن مِن خلال البِند السادِس ، و الستُون على أنّ.. "أنني هُنا وأنت هُناك نحنُ معًا هُم لا بينُنَا بحَر و شجرٌ و مَطر بينَهُم غَضب و حسَ...