رأس كُل خطيئة

32 3 23
                                    

••





France
Sarzeau
12 May

Aleron

لقد مرّ شهرًا ونِصف تقريبًا منذ أننا عُدنا إلى البلدة..
ظنّ الجميع أنّ أُمّي شبحًا فلم يُصدّق أحد أنّها لا زالت حيّة بعدَ فُقدانها في تلك الغارة بالرغم من أنّهم لم يجدوا جثمانها.

بكَت خالتي وبيير على أُمّي كثيرًا على الرُغم بداريتها بالأمر أجمع..لقد وبّختني كذلِك ، مِن حقّها أن تكون مُستاءةً مِن أفعالي فأنا لم أترُك لها بالاً لِترتاحه في غياب والدتي.

أعدنا ترميم منزِلنا أيضًا ولكِن لازالت هُناك بعض الأعمال التي لم تنتهي لِذا لا زلتُ أنا وأُمي نبيت في منزِل خالتي.

لقد أستنئفت تدريبي مَع الجنود كَرامية سِهام ولا يظل ذلِك الجُرح الذي في مِعدتي يُعيق لياقتي إلا أنّهُ قد التئَم بشكلِ كبير ولكِن يبدو أنّ أعضائي الداخلية قد تأثّرت بِشدة مِن ضربة النار تِلك...حتّى بعد مرور الكثير من الوقت مِن الحادِثة أنا أتذكّر تِلك اللحظة بوضوحٍ شديد وكأنها ليلة البارِحة.

ولكِن..ولكِن أُقسِم بِأنّني سأُغدو أقوى وسأوُاجِه ذاك الإنجليزي الكاذِب أيدن ، لأقتُلنّ كُلّ من أودي بحياة بيترون مهما كلّفني الأمر.

••

قبلَ شهر في إحدى المآدِب العسكرية وحيثُ المكان يعُجّ بالعوائِل مِن الطبقة العُليا ، كُبار الضُبّاط وزوجاتهنّ وبناتهنّ ، الفتيات الثريّات اللاتّي خرجن إلى المُجتمع ليعقدوا علاقات مزيفة مَع رجُلٌ كفؤ بِهدف المصلحة لارتقاءِ عائِلاتهنّ للأفضل ، وفي خوض هذِه الفوضى والنِفاق الذي تشهدُه اليرون.

"إنّ هذا المكان وهذِهِ الأمور لا تُناسبني..لا أُصدّق أنّ أُمّي أرغمتني على الحضور كواجِب مِن أجلِ السيّد جيسكار ، لِما لم يدعوها بمفردها!".

تمتَمت لنفسها بِانزعاج وأخذت تشربُ مِن الجُعّة التي أخذتها معها إلى خارِج القاعة قاصِدة الفناء الذي أمامها مُباشرة.

إنّها مرتها الأولى في حضور حفلٍ مُقام في قاعة ضخمة مليئة بأشخاص لا تعرِفهم البتّة ، فحتّى ريجين قد تركتها لِتنخرِط مع هؤلاء الناس لكيلا تبديا غريبتا الأطوار في منظور باقي النِساء.
ولِمناسبة كهذِه قد أرتدت فستانًا مُنتفِخًا بشكلٍ طفيف مُغطّى باللّون الأزرق الفاتِح الذي يتناسَب مع القُماش الأبيض في مُنتصفه ، كانت تسدل شعرها بِرقّة على كِتفيها وتُجدّل خصلاتها مِن الجانبين لتربُطهما مِن الخلف معًا.

وأثناء ما كانت تدنو إلى الدرج لتقصِد إحدى الكراسي الخشبية الطويلة التي تتفرّع في زوايا الفناء ، لمحته على يمينها يقِف على السور الذي يقبع فوق ينبوع الماء الدائري الشكل ، كانَ يحمِل لفّة التبغ التي تحترِق بِبُطئ مِن الجزُء المُعاكِس لِفمه ، كفّه الأيمن مُغطّى بِقُماش طبّي وطبقة خفيفة من القُطن موضوعة بِجانب حاجِبه الأيسر ، بدا شارِد الذهن ولأوّل مرّة تراهُ اليرون في هذا الهدوء وفي هالة تبدو حزينة.

البِند السادِس والستّونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن