"عَينَـاه بَحرٌ يَجعلُكَ تَهوى الغـرق"
_________________________حقول القمح، حيث تقبع حريتها
أسفل سماء زرقاء صافية وبين أحضان سنابل القمح
كانت تمسك يمناها بـ تنورتها الطويلة وترفعها ويدها الأخرى تمسك علبة الطعام المعدنية المكونة من عدة طبقات تجمعت فوق بعضها
تركض بين الحقول وخصلاتها تتطاير مداعبة وجنتيها
توقفت حين بدأ ذاك الكوخ بالظهور أمام أعينها
سريعًا التقطت وشاحها لتضعه على خصلاتها وتلفه حول رقبتها لترفع حجاب الوجه وتضعه أسفل عينيها
بالرغم من أنها لا تعتنق أي ديانة، إلا أنها 'مجبرة' على الاختباء خلف تلك الأوشحة
مثلها مثل جميع سيدات القرية والقرى المجاورة كذلكَ
بدأت تتقدم تجاه الكوخ بكل هدوء ورزانة
عيناها لم تواجه أعين أي من الجالسين، والذين جميعهم يتفحصونها
وضعت العلبة أمام والدها لـ تعود لـ الانصراف سريعًا بعدما لم يلاحظ أحد أي شئ غريب بـ ملبسها
بدأت تبتعد عن الكوخ لـ تلتف حولها وعندما لم ترى أحد عادت لخلع تلك الأوشحة التي تخنقها
وعادت أيضًا للركض تاركة نسمات الهواء تداعب وجهها
"أسيليا، هل هذا أنتِ بُنيتي؟"
ردفت والدتها فور أستماعها لصوت إغلاق الباب لتجيبها الآخرى بينما تنزع أوشحتها الكثيرة
"أجل أماه، لقد أتيتُ"
"إذًا هيا أذهبي لـ إكمال دراستكِ"
توجهت أسيليا لـ تقبيل يداي والدتها ثم ناظرتها بـ أعينها اللطيفة التي تعرفها والدتها جيدًا
"أمييي، جائعة"
تنهدت الكبرى لتربت على رأس الصغيرة
"أذهبي لـ الدراسة وأنا سأحضر لكِ شيئًا خفيفًا تأكليه، هيا"
قبلت جبينها تلكَ المرة لتركض لغرفتها
أمسكت كتاب الأحياء وظلت تحدق به لـ دقائق دون فتحة
"لن تنال مني اليوم، لا توجد مادة أخرى غيركَ لـ آخر الأسبوع أيها الحقير"
أنت تقرأ
|لَاڤَنـدَر//𝐋𝐚𝐯𝐞𝐧𝐝𝐞𝐫|
ChickLit_الحيَـاة، غَـامِضـة أليـس كذلكَ؟_ لا أحـد يَعـرف ما تَحملَـه الحيَـاة له بَيـن خَبـايـاها تلـكَ أو ما الفَـاجعـة التي سـتَحُـل على رأسـه غدًا «الأمر مزعـج» «أجـل لكنَـه مُمتـع» أنت فقـط تَسيـرُ صَـوب المَجهـول أمـلًا أن يَكـون ذاكَ البـاب الـذي...