الفصل الثاني

6.3K 266 15
                                    

حيث أن السفر كان متعباً ، فقد تأخرت ليندا في النوم رغم انها كانت قررت الخروج في نزهة على ظهر جوادها قبل الإفطار .

وكانت السيدة ميدوز قد وضعت صينية الافطار إلى جانب سريرها ، وعندما استيقظت ، فكرت في أن من الخطأ أن تذهب للتنزه على ظهر الجواد ، وحدها ، فقد شعر أبوها بالإستياء منها ، وبدلا من ذلك ، ستخرج مع الضيوف بعد الغداء ، وكان من المعتاد أن تذهب نساء الضيوف ، في حفلات قصر مارلو ، إلى التنزه سيراً أيام الأحاد إذا شئن ذلك ، ولكن صبيحة الآحاد اعتاد الرجال الذهاب للنزهة على ظهور الخيل ، حيث يصعدون إلى القلعة والتي تقوم على مرتفع خلف القصر .

ومن هناك ، كان بإمكانهم رؤية أروع المناظر ، فقد كانوا يشرفون ، كما اعتاد الدوق أن يقول مزهواً ، على ثلاث مقاطعات .

وكانت هذه طريقة ممتعة في الاحتفاء بضيوفه ، ثم يعودوا بعد ذلك ، إلى القصر لتناول الشاي ، وكانت النساء يذهبن للراحة دوماً قبل العشاء ، وكانت هذه أشياء معتادة ، كانت ليندا تحفظ هذا البرنامج عن ظهر قلب ، وعلى كل حال ، فقد كان دورها في ذلك ، فيما مضى ، لا يكاد يذكر ، ولكنها تعلم الآن أنها ستأخذ مكان أمها .

إلتوى قلبها ألماً وهي تفكر في مقدار الوحشة التي ستشعر بها لفقدانها أمها ، كل غرفة، كل قطعة من الأثاث ، وكل صورة أو تحفة ، كانت تذكرها كانت تحف منذ طفولتها .

و قد تملكت والدها الدوق خيبة أمل مريرة عندما علم أن زوجته لم يعد بإمكانها الإنجاب بعد ولادة ليندا ، ولكنه أصبح مولعاً بابنته تلك إلى حد لم يعد يهمه ألا يكون له وريث يحمل اللقب ، فقد بقي القصر للأسرة مدة خمسمائة سنة ، وكان الدوق يحلم على الدوام أنه يوماً ما ، سيكون في إمكانه ان يجري به الاصلاحات اللازمة ، ويعيد الخندق الذي يحيط به ، والذي جف على مر القرون و تنبت فيه الاعشاب ، يعيده مليئا بالمياه كعهده إبان عنفوانه ، كان يريد أن يكون منزله ، كما كان مرة ، واحداً من أعظم وأروع القصور في انكلترا .

سارت ليندا تحت اشجار السنديان ثم اجتازت قطعة من الأرض إلى حيث كان النهر ، والذي كان يفصل المروج عن الغابات .

كانت الغابات هي التي تستأثر بالمزيد من حبها ، تلك الثلاثة آلاف فدان التي يملكها أبوها ، في الوقت الذي كانت فيه طفلة ، وكانت أمها تقرأ لها الحكايات الخرافية ، كانت واثقة من وجود اقزام صغيرة الحجم جداً تحت الأشجار ، وفراشات رائعة تتنقل بين الأزهار في الربيع ، بينما عروس البحر تكمن تحت مياه البحيرة الهادئة في الغابة ، فقد كانت الحكايات تلك التي كانت تحكيها لها أمها تبدو لها حقيقية تماماً .

لقد عاد كل هذا إلى ذاكرتها منذ اللحظة التي سارت فيها تحت فروع اشجار البلوط والدردار ، وهكذا وجدت نفسها تسرع إلى أن وصلت إلى الجسر الذي يمتد فوق النهر ، فقد كانت في شوق بالغ للوصول إلى الغابة التي كانت تعني لها الكثير ، ذلك انها كانت تشعر بأنها أيضاً كانت تنتظر عودتها ، ولكنها ما لبثت ان توقفت عند وصولها إلى الجسر .

[مكتملة✓]زوجة الدوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن