حيث أن السفر كان متعباً ، فقد تأخرت ليندا في النوم رغم انها كانت قررت الخروج في نزهة على ظهر جوادها قبل الإفطار .
وكانت السيدة ميدوز قد وضعت صينية الافطار إلى جانب سريرها ، وعندما استيقظت ، فكرت في أن من الخطأ أن تذهب للتنزه على ظهر الجواد ، وحدها ، فقد شعر أبوها بالإستياء منها ، وبدلا من ذلك ، ستخرج مع الضيوف بعد الغداء ، وكان من المعتاد أن تذهب نساء الضيوف ، في حفلات قصر مارلو ، إلى التنزه سيراً أيام الأحاد إذا شئن ذلك ، ولكن صبيحة الآحاد اعتاد الرجال الذهاب للنزهة على ظهور الخيل ، حيث يصعدون إلى القلعة والتي تقوم على مرتفع خلف القصر .
ومن هناك ، كان بإمكانهم رؤية أروع المناظر ، فقد كانوا يشرفون ، كما اعتاد الدوق أن يقول مزهواً ، على ثلاث مقاطعات .
وكانت هذه طريقة ممتعة في الاحتفاء بضيوفه ، ثم يعودوا بعد ذلك ، إلى القصر لتناول الشاي ، وكانت النساء يذهبن للراحة دوماً قبل العشاء ، وكانت هذه أشياء معتادة ، كانت ليندا تحفظ هذا البرنامج عن ظهر قلب ، وعلى كل حال ، فقد كان دورها في ذلك ، فيما مضى ، لا يكاد يذكر ، ولكنها تعلم الآن أنها ستأخذ مكان أمها .
إلتوى قلبها ألماً وهي تفكر في مقدار الوحشة التي ستشعر بها لفقدانها أمها ، كل غرفة، كل قطعة من الأثاث ، وكل صورة أو تحفة ، كانت تذكرها كانت تحف منذ طفولتها .
و قد تملكت والدها الدوق خيبة أمل مريرة عندما علم أن زوجته لم يعد بإمكانها الإنجاب بعد ولادة ليندا ، ولكنه أصبح مولعاً بابنته تلك إلى حد لم يعد يهمه ألا يكون له وريث يحمل اللقب ، فقد بقي القصر للأسرة مدة خمسمائة سنة ، وكان الدوق يحلم على الدوام أنه يوماً ما ، سيكون في إمكانه ان يجري به الاصلاحات اللازمة ، ويعيد الخندق الذي يحيط به ، والذي جف على مر القرون و تنبت فيه الاعشاب ، يعيده مليئا بالمياه كعهده إبان عنفوانه ، كان يريد أن يكون منزله ، كما كان مرة ، واحداً من أعظم وأروع القصور في انكلترا .
سارت ليندا تحت اشجار السنديان ثم اجتازت قطعة من الأرض إلى حيث كان النهر ، والذي كان يفصل المروج عن الغابات .
كانت الغابات هي التي تستأثر بالمزيد من حبها ، تلك الثلاثة آلاف فدان التي يملكها أبوها ، في الوقت الذي كانت فيه طفلة ، وكانت أمها تقرأ لها الحكايات الخرافية ، كانت واثقة من وجود اقزام صغيرة الحجم جداً تحت الأشجار ، وفراشات رائعة تتنقل بين الأزهار في الربيع ، بينما عروس البحر تكمن تحت مياه البحيرة الهادئة في الغابة ، فقد كانت الحكايات تلك التي كانت تحكيها لها أمها تبدو لها حقيقية تماماً .
لقد عاد كل هذا إلى ذاكرتها منذ اللحظة التي سارت فيها تحت فروع اشجار البلوط والدردار ، وهكذا وجدت نفسها تسرع إلى أن وصلت إلى الجسر الذي يمتد فوق النهر ، فقد كانت في شوق بالغ للوصول إلى الغابة التي كانت تعني لها الكثير ، ذلك انها كانت تشعر بأنها أيضاً كانت تنتظر عودتها ، ولكنها ما لبثت ان توقفت عند وصولها إلى الجسر .
أنت تقرأ
[مكتملة✓]زوجة الدوق
Romanceإذا كان هناك رجل تعرفه اللايدي ليندا مارلو فهو الدوق أوف سينغتون ، الرجل الذي تكرهه ومع هذا فقد كان هو الذي انقذها من الغرق مما أثار بذلك عاصفة من الثرثرة ما جعلهما يقعان في فخ زواج. هذا الزواج الذي كان والد ليندا يعلم أنه سينقذه من الفقر والعوز و...