فصل ثامن

4.1K 228 6
                                    

عندما بزغ الفجر ، كانت ليندا ماتزال مستيقظة رغم محاولتها الاستسلام للنوم ، ولم تكن تريد أن تواجه ما سيستقبلها به النهار ، وقد جاء من يوقظها باكراً ، فعلمت بأن هذه هي تعليمات أبيها .

كانت قد وجدت بعض الصعوبة في إقناعه بعدم دعوة أي من الأقرباء للمكوث في القصر . « انني لا أريدهم ان يحضروا ، وأنت تعلم ، يا أبي ، انهم إذا مكثوا معنا ، فلن ينفكوا عن إلقاء الاسئلة مثل كيف تعرفت إلى الدوق ، وابداء الأسف لزواجنا بهذه السرعة ، مما لا يجعل في امكاننا الاحتفال بعرس فخم في لندن . »

واستغرق جعله يوافقها على ذلك ، وقتاً طويلاً ، فقد ادرك اخيراً ان الأسرة سيتملكها الفضول دون شك .

ومن الطبيعي ان يكثروا من إلقاء اسئلة لن يتمكن من الإجابة عليها .

وعندما انضمت إليه في غرفة الافطار كان هو قد انتهى من تناول طعامه ، فقال لها : « لقد تأخرت ، والآن أسرعي فهناك الكثير يجب عمله . لقد اخبرني السائق بانك لـم تشرفي على توزيع الأزهار في القاعة التي سيقام فيها حفل العرس . »

وكان السائس هو رئيس البستانيين ، فأجابت ليندا : « أنني واثقة من حسن قيام السائس بهذا العمل . »

فقال : « لقد اعتادت أمك دوماً أن تنسق الزهور بنفسها أثناء الاحتفالات . فالسائس كما نعلم نحن الاثنين ، هو صالح في مسألة زراعة الخضار ، ولكنه لا يعلم شيئاً عن الأزهار . »

وكانت لهجته تنبيء باللوم وهو يتابع قائلاً : « لقد وضعت ثقتي بك لإظهار القاعة بشكل جميل . »

فأجابت : « لا اظن ان الحاضرين سيلاحظون شكل تنسيق الزهور وتوزيعها ، فهم سينشغلون بالنظر إلى الدوق ، حاسبين في اذهانهم كم يملك من المال . »

فلم يجب أبوها ، بل نهض عن المائدة قائلاً : « اظن ان علي أن اذهب لانظر في هذا الأمر ، وأرجوك ان تكوني موجودة في الوقت المحدد ، ان اكره الاشياء إلى الرجل ، هو انتظار  عروسه . »

فمنعت ليندا نفسها بكل صعوبة ، من أن تجيبه قائلة بأنها واثقة تماماً من أن الدوق سيكون في غاية السرور لو أنها لا تحضر مطلقاً ، ولكنها كانت تعلم أن هذا سيثير أباها لا أكثر .

أما السبب في اضطرابه هذا من ناحية العرس فكان لخوفه من أن يحدث في آخر لحظة ما يعطل الزواج هذا ، وكانت اللايدي هيلبروف قد وصلت قبل الغداء مباشرة .

صعدت إلى غرفة ليندا لتساعدها في ارتداء ثوب  الزفاف .

كان الثوب بالغ الجمال ، لقد كان أبيض بالطبع ، وكـان قسمه الأعلى مطرزاً باللؤلؤ وحبيبات المـاس .

قالت عمتها : « قد يبدو هذا اسرافاً بالنسبة إلى عرس بسيط كهذا العرس ، ولكن بإمكانك ارتداؤه مرة أخرى حين تذهبين إلى قصر باكنغهام حيث يتم تقديمك إلى الملكة ، وابنتي ماريغولد واثقة من انك ستثيرين غيرة كل الحاضرات . »

[مكتملة✓]زوجة الدوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن