أمضت ليندا الأسبوعين التاليين في الذهاب إلى الغابات ، فكانت تركب حصانها في نزهتها الصباحية وبعد ذلك تمضي فترة العصر هناك ، فقد كانت الغابات هي المكان الوحيد الذي تشعر فيه بالراحة وعدم الخوف ، كان أبوها قد اقترح عليها أن تذهب إلى لندن لشراء بعض الملابس لجهازها ، ولكنها رفضت ، ولكن عمتها اللايدي هيلبروف هي التي جاءت إلى نجدتها ، قالت انها ستمنح ليندا جهازها ، هي هدية عرس وستشتري لها الملابس من لندن بنفسها ، فقد كانت أنيقة على الدوام ، وكان الدوق واثقاً من أن ذوقها لا تشوبه شائبة وان ليندا لن تجلب الخزي لعريسها بين الناس .ومن حسن الحظ ان اللايدي هيبروف كان لها ابنة تعد من جميلات البلاد ، وكانت تدعى دوما إلى القصر الملكي ، وهكذا كانت الأثواب التي ارسلتها إلى القصر رائعة الجمال فائقة الإتقان .
ولكن ليندا رفضت النظر إليها ، فقد انكمشت على نفسها ، محاولة عدم تصور المستقبل المخيف.
وفي الليالي كانت تظل مستيقظة في ظلمة غرفتها و كانت أثناء ذلك ، تتساءل عما عساها أن تفعل ، وكانت لا تفتأ تسأل نفسها مرة بعد مرة ، كيف أتزوج هذا الرجل يا أمي ؟
وكيف غرق أبي في هذه المشاكل وأنت غير موجودة لتساعديه ؟
ولم يكن هناك جواب لأي من هذين السؤالين ، وكانت تكافح بشدة كيلا تنفجر في البكاء .
لقد كانت تعلم أنها إذا اسرفت في ذرف الدموع فسينتابها الصداع وسيبدو شكلها فظيعا في الصباح .
وهذا سيحزن أباها ، فقد كانت تعلم ، حيث أنه كان يتفانى في استرضائها ، بأنه يشعر بالخجل من نفسه .
وزادت كراهيتها للدوق أوف باكينغتون لما تشعر به من ألم وتعاسة ، كانت تشعر وكأن كل شيء يضغط على صدرها ، وان هناك خطراً يتهددها في كل ناحية ، وأن الدوق أوف باكينغتون ما هو إلا غول ينتظرها في نهاية ممر طويل لكي يلتهمها ، أدركت أن اعصابها متعبة ، ولكنها ، قرب البحيرة العميقة في الغابة ، شعرت بأن الطيور انما تشدو لتبث في نفسها السلوان .
وكان النحل يطن مهمهمة لها بألا تخاف ، وكانت الفراشات تحوم منتظرة لكي تأخذها إلى بلاد ليس فيها متاعب ، وعلى الأخص عريس بالإكراه ، يكرهها كما تكرهه ، وبدا لها وكأن يوم العرس يقترب بسرعة .
كان مايزال امامها ثلاثة ايام ، ثم يومان ، ثم ... غداً ! ولولا حزنها ويأسها ، لشعرت بالتأثر للهدايا التي تلقتها فقد تملك السرور الجميع عندما علموا بأنها ستتزوج ، وكان أبوها يصرح مرة بعد مرة ، ان العرس سيكون هادئاً لأن العريس قد يصبح في حالة حداد في أي وقت ، ولكن لم يستمع إليه أحد ، فكل أهل القرية صمموا على ارسال هدايا تعبر عن تهانيهم .
ولكن ليندا شعرت بأنها إنما تخدعهم بقبول هداياهم المعبرة عن تمنياتهم الطيبة في حين أنها لم تكن مقبلة على حظ سعيد .
أنت تقرأ
[مكتملة✓]زوجة الدوق
Romantizmإذا كان هناك رجل تعرفه اللايدي ليندا مارلو فهو الدوق أوف سينغتون ، الرجل الذي تكرهه ومع هذا فقد كان هو الذي انقذها من الغرق مما أثار بذلك عاصفة من الثرثرة ما جعلهما يقعان في فخ زواج. هذا الزواج الذي كان والد ليندا يعلم أنه سينقذه من الفقر والعوز و...