الفصل السابع

4.1K 219 10
                                    


أمضت ليندا الأسبوعين التاليين في الذهاب إلى الغابات ، فكانت تركب حصانها في نزهتها الصباحية وبعد ذلك تمضي فترة العصر هناك ، فقد كانت الغابات هي المكان الوحيد الذي تشعر فيه بالراحة وعدم الخوف ، كان أبوها قد اقترح عليها أن تذهب إلى لندن لشراء بعض الملابس لجهازها ، ولكنها رفضت ، ولكن عمتها اللايدي هيلبروف هي التي جاءت إلى نجدتها ، قالت انها ستمنح ليندا جهازها ، هي هدية عرس وستشتري لها الملابس من لندن بنفسها ، فقد كانت أنيقة على الدوام ، وكان الدوق واثقاً من أن ذوقها لا تشوبه شائبة وان ليندا لن تجلب الخزي لعريسها بين الناس .

ومن حسن الحظ ان اللايدي هيبروف كان لها ابنة تعد من جميلات البلاد ، وكانت تدعى دوما إلى القصر الملكي ، وهكذا كانت الأثواب التي ارسلتها إلى القصر رائعة الجمال فائقة الإتقان .

ولكن ليندا رفضت النظر إليها ، فقد انكمشت على نفسها ، محاولة عدم تصور المستقبل المخيف.

وفي الليالي كانت تظل مستيقظة في ظلمة غرفتها و كانت أثناء ذلك ، تتساءل عما عساها أن تفعل ، وكانت لا تفتأ تسأل نفسها مرة بعد مرة ، كيف أتزوج  هذا الرجل يا أمي ؟

وكيف غرق أبي في هذه المشاكل وأنت غير موجودة لتساعديه ؟

ولم يكن هناك جواب لأي من هذين السؤالين ، وكانت تكافح بشدة كيلا تنفجر في البكاء .

لقد كانت تعلم أنها إذا اسرفت في ذرف الدموع فسينتابها الصداع وسيبدو شكلها فظيعا في الصباح .

وهذا سيحزن أباها ، فقد كانت تعلم ، حيث أنه كان يتفانى في استرضائها ، بأنه يشعر بالخجل من نفسه .

وزادت كراهيتها للدوق أوف باكينغتون لما تشعر به من ألم وتعاسة ، كانت تشعر وكأن كل شيء يضغط على صدرها ، وان هناك خطراً يتهددها في كل ناحية ، وأن الدوق أوف باكينغتون ما هو إلا غول ينتظرها في نهاية ممر طويل لكي يلتهمها ، أدركت أن اعصابها متعبة ، ولكنها ، قرب البحيرة العميقة في الغابة ، شعرت بأن الطيور انما تشدو لتبث في نفسها السلوان .

وكان النحل يطن مهمهمة لها بألا تخاف ، وكانت الفراشات تحوم منتظرة لكي تأخذها إلى بلاد ليس فيها متاعب ، وعلى الأخص عريس بالإكراه ، يكرهها كما تكرهه ، وبدا لها وكأن يوم العرس يقترب بسرعة .

كان مايزال امامها ثلاثة ايام ، ثم يومان ، ثم ... غداً !  ولولا حزنها ويأسها ، لشعرت بالتأثر للهدايا التي تلقتها فقد تملك السرور الجميع عندما علموا بأنها ستتزوج ، وكان أبوها يصرح مرة بعد مرة ، ان العرس سيكون هادئاً لأن العريس قد يصبح في حالة حداد في أي وقت ، ولكن لم يستمع إليه أحد ، فكل أهل القرية صمموا على ارسال هدايا تعبر عن تهانيهم .

ولكن ليندا شعرت بأنها إنما تخدعهم بقبول هداياهم المعبرة عن تمنياتهم الطيبة في حين أنها لم تكن مقبلة على حظ سعيد .

[مكتملة✓]زوجة الدوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن