-استمتعوا-نجري أنا وبيكهيون على أمل ان لا يفوتنا هذا القطار ونعلق مع حظنا السيء هنا للأبد
بالكاد نجحنا في ركوبه وكانت حقائبنا على بعد شعرة من عدم دخول القطار معنا
ينظر الجميع إلينا بنظرات متعجبة ونظرات الناس هي كل ما يهمني الآن، احاول كتم أنفاسي المسلوبة حتى لا يسألني أي شخص 'هل هناك مشكلة؟'أجل في الحقيقة اود الموت بأسرع فرصة ممكنة ولكن هذا لن يحدث،
لايزال أمامي الكثير من الأمور التي يتوجب عليّ فعلها او ربما لانني اخاف من الموت وحسباتفحص بنظراتي من تحت قبعتي الركاب المتواجدين هنا، انهم كثر ويبدو ان الكل قد انشغل بعمله مجددا، جميعهم يرتدون معاطف ثقيلة ومعظمها سوداء يعتمرون قبعات شتوية واوشحة تخفي نصف وجوههم، الثلج تساقط مبكرا هذه السنة فنحن لازلنا ببداية شهر ديسمبر.
لا يوجد مكان نجلس عليه، أشعر وكأن جميع سكان كوريا قرروا السفر اليوم دون جميع الأيام، لا أعرف حتى الى اين هو متوجه هذا القطار البائس، انا متعب جدا وأكاد لا أشعر بقدمي، انا جائع وعطش، آخر وجبة لي كانت قبل يومين وكانت عبارة عن اصبعي نقانق فقط.
اتمنى لو انني لم اتصرف كالأطفال حينها وأكلت وحسباطلقت تنهيدة خافتة محاولا عدم جذب الإنتباه بينما اعدل حقيبتي ومعطفي المنتفخ الذي بدا وكأن وزنه ازداد، بدأت اندم انني جلبته، انه يعيق تحركي كما اني اتعرق بشدة، أشُدّ على العمود اركز كل وزني عليه حتى لا اسقط بسبب حركة القطار..
لا بل بسبب ضعفي الشديد الآنانا خائف، خائف جدا، مشاعري كلها تلاشت الواحدة تلو الأخرى و كأنها روحي التي تغادرني من فمي معيقة بذلك تنفسي وكل شيء ليحتل داخلي الخوف..
وحب بيكهيون
اعتراني ندم شديد لما أفعله الآن، ندمت مبكرا جدا، اعتقد هذا لأني ضعيف جدا..
أضعف من أن أتحمل موقفا كهذا رغم انه لا شيء حصل لحد هذه اللحظة
بقيت أحدق في العمود بشدة افكر كيف وصل بنا المطاف هكذا.
هو خطأ من؟نقلت حدقتي الى بيكهيون الموجود بجانبي، شعره الكستنائي مبلل نسبيا إثر تعرقه هو الآخر.
يتحرك كثيرا، يبعد الوشاح عن انفه كل خمس ثوانٍ ويعدل الحقيبتين عليه طوال الوقت، انهما تبدوان ثقيلتين لكي يحملهما بمفرده لكنني لن أساعده، يضع واحدة على كتفه بينما الأخرى يموضعها كحقيبة ساعي البريد"توقف عن الحركة كثيرا هكذا وأخفض من صوت تنفسك"
قلت بهسهسة غاضبة وخافتة
نظر الي بابتسامة عريضة وكأنه لم يفعل ما فعلهكم اتمنى رميه من القطار الآن ثم اطلب من شخص غريب ان يرميني انا الآخر وننتهي من هذه المهزلة