Part 3

508 45 189
                                    

استمتعوا~

المتفائل يؤمن بأننا نحيا في عالم يضم أروع ما في كل العوالم
والمتشائم يخشى ان يكون هذا صحيحا

°°°

القطار..
في كل حياتي القصيرة لم يسبق لي وان قرأت في أحد الروايات ان بطل القصة يركب قطارا في بداية الفصل الأول وتكون نهايته سعيدة
لكن هل من مجال للتراجع؟
لا
الزمن لا يعود للوراء..

ذلك القطار الذي كنا نركبه كان متوجها  لبوسان على ما يبدو، نحن لم نصل بعد لقد تبقى على ذلك واحد واربعون دقيقة بالضبط
ولحسن حظنا وجدنا مكانا نجلس فيه بالفعل هل هذا يعتبر حسن حظٍ حقاً؟
يغضبني كيف ان بيكهيون مسترخي تماما يضع سماعاته الغبية ويستمع للموسيقى على أعلى صوت
فكرت انه يجب ان نتخلص من هواتفنا حتى لا تتبعنا الشرطة وتعيدنا للمنزل
او السجن ان ساءت الأمور

لطالما كرهت اللحظات التي يضع فيها بيكهيون سماعاته ويشرع في الاستماع الى الموسيقى وكأنه يقول لي بفعله هذا 'اصمت لقد سئمت من حديثك المستمر'
مع اني اعرف ان هذا ليس صحيحا
بيكهيون سيحب دوما الاستماع الي،
الى صوتي..

-فلاش باك-

اللون الطاغي هو الأحمر
السماء تبدو كحساء طماطم يغلي ويفور أكثر من مدته المطلوبة وقد بدت في أجزاء منها وكأنها تحترق، مع نثرات سوداء مرشوشة كالفتات والفلفل بين الإحمرار
احب هذه اللحظات
نحن في شهر أفريل بالضبط
في بلجيكا، بروكسل. في حديقة ايجمونت الباردة، والتماثيل الحجرية المتواجدة على مرمى بصري
لكن ما أثار انتباهي أكثر هو تمثال الأرنب ذاك
انه واقف ومُدير رأسه على جانبه. وكأنه سمع رصاصة بندقية الصيد
او ربما صياح الأموات..
لا أحد يدري
في النهاية هو مجرد تمثال، لا شيء مميز به
وبيكهيون يحط برأسه على فخذاي بينما يقرأ لي تلك الجمل من ذلك الكتاب المزعوم

"طفل قال لي ما هو العشب؟
كان يحمله إلي بكلتا يديه؛
كيف يمكن أن أجيب الطفل؟...
إني لا أعرف عن ذلك أكثر مما يعرفه هو.
أظنه قد يكون الإشارة إلى تشتتي،
بعيدا عن صخب المادة الخضراء المتفائلة.
أو أظن أنه منديل اللورد،
تذكار وهدية معطرة سقطت عن عمد،
علق عليها اسم المالك بطريقة ما في الزوايا،
ذاك الذي قد نراه ونشير إليه،
ثم نقول : من!
أو ربما إن العشب ذاته طفلة..
أنجبت فتاة الأعشاب.
أو أظن أنه بزة هيروغليفية..."

"تشانيول برأيك ما هو العشب؟"

انقلب على معدته واسند جسده بمرفقيه بينما يؤرجح ساقيه من الخلف وهو لا يزال يحمل الكتاب بكلتا يديه.
تلمست العشب البارد الذي نجلس عليه منذ وقت طويل ومع ذلك فهو لم يدفأ ولو قليلا
نحن لم نضع بساط النزهة ذاك اسفلنا فنيتنا لم تكن التنزه..
فكرت قليلا انظر لتدرجات السماء الحمراء.
هذا هو وقت الغسق
أحد اوقاتي المفضلة من اليوم
وقت تشانيول وبيكهيون

compass | بوصلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن