استمتعوا~
-M-
إنه مثالي، لكنه يبكي في كل مرة أتنفس قرب أناس آخرين؛ فتيات، فتيان، من نفس سني.. أكبر او اصغر مني.. أو في كل مرة يعرف أنني تحدثت مع لوهان.
الفروقات الواضحة في تغير شخصيته تربكني.
انا لم أعتد على بيكهيون الحزين الذي يعانق قبعتي الصيفية ويغطي بها وجهه ليبكي، ما أنا معتاد عليه هو الغضب والكثير من الغضب والتهديدات الحقيقية بالقتل، كان ذلك يضايقني ويخيفني ويجعلني أرغب بضربه إلى حد فقدانه لوعيه أو ربما لحد الموت.
لكن ما يحصل يؤذي مشاعري أكثر.
الحزن معدي، عندما يحزن هو أحزن أنا أيضا، المواساة لا تنفع، التبرير لا قيمة له، يغدو كل شيء عديم النفع والمعنى في أثناء دموع بيكهيون الحزينة، هو لا يشك بي، لا أعرف حتى لماذا يبكي لقد أخبرته بالفعل أنني سأتصل بلوهان وأتحدث معه ليرسل لي النقود بالبريد السريع، لم أشأ الالتقاء به حتى، ليس لمراعاة مشاعر بيكهيون بل لأني لم أرد رؤية لوهان حقا.أنا مخلص أكثر ممّا تتخيلون، لنفسي ولبيكهيون.
"نظرت إلى نفسي في المرآة هذا الصباح لعشر دقائق متتالية واكتشفت انّ لوهان أجمل مني!"
بكاؤه صاخب للغاية ونبرة صوته غير اعتيادية، لم أكن أعلم أنه يملك مثل هذه النبرة من الأساس'إنه يبالغ'
هو بالفعل يبالغ
"تشانيول تشانيول انا لست جميلا لماذا لازلتَ معي.."
ظهره محني وكأنه يركع في اعتذار لأحدهم، كفاه مضمومتان إلى وسط صدره وقبعتي باتت مرمية على الأرض، ملامحه مجعدة بحزن بالغ، مبللة، تصرخ بي لأن أذهب وأمسد عليها ألقي تعويذاتي المهدئة وأمطر عليه بالكثير من المديح حيث أخبره أنه أجمل من لوهان بل لا مجال للمقارنة بينهما.
كل ما يريده هو هذه الكلمات، ما يريده بسيط للغاية لكنه يعبر عنه بطريقة معقدة..لم أدرك انني بقيت مجمدا مكاني احدق فيه وحسب. لا أعرف لماذا زال كل ذلك الحزن الذي شعرت به قبل ثوان فقط، شعرت بعدم التعاطف معه.
"لماذا أنت حزين هكذا ألم تكن أنت الذي ذكّرني بكون لوهان يمتلك من مالنا في منزل والده؟ أنا لا أفهم لماذا تبكي الآن أو لماذا تقارن نفسك معه"
استقام يكتم شهقة يحافظ على حزنِ وبللِ ملامحه وانحناءة كتفيه المخذولة لسبب لا أعلمه. بل أعرف لماذا هو حزين! هو يشعر بالغيرة من لوهان وهذا يغضبني لقد أخبرته عشرات المرات أنني لا أفكر بغيره وذكره الدائم له يجعلني بالفعل ابقي لوهان في ذهني أكثر من المفترض وهذا يزعجني أكثر!
"لكن..""لكن ماذا"
حملت جملتي -نبرتي، صوتي- الكثير من الرقة والسخرية المَخفيَّة، يتوقف هو عن البكاء وأميل أنا رأسي أحرق وجهه المدار إلى الجانب بدرجة صغيرة بنظراتي التي تنتظر إجابة منه
"لكنه معجب بك"