-البارت فيه اقتباسات-استمتعوا
لا تتركني أرحل
°°°
القدر احيانا كعاصفة رملية صغيرة لا تنفك تغير اتجاهها. وانا اغير اتجاهي، لكنها تلاحقني. اراوغها مرة بعد الأخرى، لكنها تتكيف وتتبعني، العب هكذا معها مرارا، كرقصة مشؤومة مع الموت في الفجر، لماذا؟ لان هذه العاصفة ليست شيئا يهب فجأة من بعيد، ليست شيئا لا يمت لي بصلة.
انها انا، انها شيء ما في داخلي.
وكل ما علي فعله هو ان استسلم لها، ادخل اليها مباشرة، اغمض عيني، واسد اذني حتى لا تتسلل الرمال اليهما واسِير في العاصفة، خطوة بعد خطوة.ليس من شمس هناك ولا قمر، ولا اتجاهات، ولا احساس بالزمن.
فقط دوامة من الرمال البيضاء الناعمة تصعد الى السماء.
وعلي ان انجو وسطها بغض النظر عن عدد حبات الرمل التي استنشقتُها عن طريق الخطأ فهي جزء مني وعلي التعايش معها.
الخطأ ممنوع.
ستقطع العاصفة اللحم كآلاف الأنصال.
وسينزف الناس هناك، وسانزف انا ايضا
سينزف الجميع دما أحمر حارا.
وسأتلقف انا هذا الدم بيدي، دمي، ودم الآخرين.
ولحظة انتهاء العاصفة، لن اتذكر كيف نجوت منها، لن اتذكر كيف تدبرت امري لانجو، ولن ادرك هل انتهت بالفعل ام لا. ساكون متيقنا من أمر واحد فقط،
حين اخرج منها لن اعود الشخص نفسه الذي دخلها، ولهذا السبب وحده كانت العاصفة.احدق في الملعقة امامي واستيقظ من نوبة انفصالي عن العالم واعود لواقعي حيث انا موجود
وحيث لا أنتمي
'اي مكان تكون فيه فهو منزلي والى هناك انا انتمي'
احيانا افكر هل بيكهيون يكذب فيم يقوله؟
لا احد يستطيع ان يشعر هكذا
أعتقد انه يكذب بالفعلقررنا شرب بعض المنعشات
منعشات؟ لا بيكهيون اختار الشاي المثلج في هذا الجو البارد الماطر وتساءلت مالذي يملكه في فؤاده بالضبط.. على كل انا اخترت مشروب شوكولاطة ساخن يُذهب مرارة فمي وجفاف حلقي وارتجاف اطرافي
ولكن مع كل رشفة حلقي سيعود جافا على الفور وكأنني اشرب الحمم وليس هذا الشيء الحلو امامي
هل هذه بداية لمرض يخص الشتاء؟
انا لا اهتم في الحقيقة فليحصل ماهو مقدر له ان يحصل، اتمنى فقط ان لا ينسد انفي عندما اكون موشكا على النوماخبرني بيكهيون ان انتظره هنا في مكاني وقال انه يحتاج الحمام وسيعود على الفور.
لقد مرت نصف ساعة وانا لازلت انتظر.
سأرمي نفسي للسيارات الآن ان كان قد تخلى عنيغيابه جعلني ادرك شيئا
ما اراه الآن هو البشر الناجون او الباقون..
الذين لم يموتوا بعد والذين لازالوا متشبثين بالحياة برغم سوئها الشديد
انا لا اطيق النظر اليهم، على الرغم من انني مازلت..
لا اطيق النظر لاي احد، الجميع يثير اشمئزازي كثيرا، لا اطيق النظر الى عائلتي ايضا بل اكره النظر اليهم واتمنى عدم رؤيتهم ابدا مرة اخرى!
وفي مناسبات عديدة افشل في تجنب النظر الى الجميع، و بالتالي اجدني دوما ابحث عن الهاءات خارجية متناسيا تماما ان الالهاء الاكبر والأكثر فعالية موجود بداخلي، بداخل عقلي