الفصل السادس: "قَوْل أَنْعَش رُوحَهُ"

836 70 6
                                    


دلف أحدهم إلى مكان جلوسهم و هو يقول بنبرة واثقة و نظرة متحدية:
و هو مش عيب برضو يا استاذ حسن تيجي تخطب واحدة مخطوبة؟

و كأن دلو ماء بارد انسكب فوق رءوسهم جميعًا..اما "نيار" كاد ثغرها انا يلامس الارض من ما يُقال..اعادت ما قاله بهمس:
واحدة مخطوبة!!
سريعًا ما استجمعت نفسها و تفكيرها و ووقفت امامه و هي تقول:
ممكن افهم انتَ بتعمل ايه هنا؟..و ازاي دخلت اصلا؟

نظر في عينيها بظرة ماكرة ثم قال:
ايه يا حبيبتي معقول علشان خلاف بسيط حصل بينا تقومي سايباني كده؟

تطالعته بذهول ثم تساءلت:
خلاف ايه؟..و سيبتك ازاي؟... لو سمحت امشي يا تيِّم.

:لاء انا بجد زعلان معقول كده يا نيار...ده انا حتى جاي اصالحك.

ثم اخرج ذلك الخاتم الذي رمته "نيار" في الحفلة من قبل و ألبسها إياه تحت ذهول الجميع ثم قال بنبرة هادئة و هو يمد لها باقة من الورود الحمراء الجميلة:
انا آسف..حقك عليا.. اوعدك مش هزعلك تاني.

هنا قالت "إيلين" و هي تغمز لـ"تيِّم":
خلاص بقى يا نيار ميبقاش قلبك اسود.

التفتت نحوها "نيار" بإستغراب شديد... ماذا تقول تلك.. من المؤكد انهم قد اصابهم الجنون... ماذا يفعلون؟..و ماذا يحدث... هي لا تفقه شئ بالمرة.
إلى هنا هبَّت والدة "حسن" واقفة بإنفعال شديد و صاحت قائلة:
يلا، يلا يا حاج، يلا يا حسن، و بعد كده يا ست شادية ابقى اتأكدي انهم سابوا بعض بدل ما تجيبوا الناس تهزءوهم في بيتكوا.

خرجت كالاعصار و خلفها زوجها و ابنه الذي رمق "تيِّم" بنظرات لو قاتلة، لو كانت حقيقية لسقط "تيِّم" قتيلًا في الحال..بينما لم تستطع "شادية" ان تنبس ببنت شفة.
صاحت "نيار" و قد اوشكت على ان تفقد اعصابها:

ممكن افهم ايه ده؟... و ايه اللي انتَ عملته ده؟... و انتِ ازاي تجاريه في الهبل اللي حصل ده؟

حاول "تيِّم" تهدئتها قليلًا مُردفًا:
طب ممكن تهدي و تسيبيني افهمك براحة؟

تحدثت بإنفعال اكبر:

لاء مش ههدى، و قول حالًا انتَ عملت كده ليه؟

_علشان بحبك، ايوه علشان بحبك بجد و مكنتش هسمح انك تضيعي مني.

هتف بنبرة بان فيها مدى صدق حديثه، هو لم يكدب بحرف واحد، هو حقًا يحبها و بشدة، و يرغب بأن تصبح هي شريكة حياته لا أحد غيرها.

_و انا قلت إني مش بحبك.
قالتها و كانت تتحاشى النظر إلى وجهه لأن نظراتها حتمًا ستفضح انها كاذبة.

_كدابة.
قالها "تيِّم" بثقة، هو يعلم لِما تقول ذلك و يري ان يمحي تلك الطريقة اللي تفكر بها.

_لاء مش كدابة دي الحقيقة.

هتفت هي بإصرار، بينما قال هو بهدوء و ترجي:
نيار، ممكن تبصيلي؟

 أين أنتِ؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن