الخــــاتـمــة: "وَجَدَ القَلْبُ سُكْنَاهُ"

854 41 27
                                        

"وَ بقُربِهَا تُشْفَى الجِرَاحُ؛ فإنْهَا طِبٌّ إذَا عَجَزَ الطَّبيبُ عَن الدَّوَا"

-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-

لايستطيع التفكير، عقله عاطل عن العمل تمامًا، صرخاتها الأخيرة مازالت تتردد في أذنه، يشعر أنه مكبَّل الأيدي لا يقوَ على فعل شيء، مجرد التفكير بانها في خطر يكاد يقضي عليه، و ما زاد ذعره أكثر وصوله إلى الموقع الذي أرسلته له و عدم عثوره على شيء، فقط سيارتها مقلوبة و محطمة على جانب طريق خاوٍ من البشر، أما هي...فلا أثر لها في الأرجاء، و  تعبير { وقع قلبه في قدميه} كان شيئًا ضئيلًا للغاية عمَّا كان يشعر به في تلك اللحظة، شعور الفقدان هو الشيء الوحيد المتملك منه الآن، حاول إخراج ذاته من دوامة الأفكار هذه لكي يستطيع التصرف، و أول من أتى على باله كي يطلب منه المساعدة هو "حمزة"، أمسك هاتفه سريعًا يبحث عن رقمه إلى أن وجده، اتصل به فورًا متمنيًا أن يرد عليه أقصى سرعة، و كان له ما أراد، و بمجرد أن سمع فتح الخط حتى قال:
حمزة تعالى بسرعة أنا في الطريق المقطوع اللي في *****

فأتاه رد الآخر متسائلًا:
ليه في ايه يا تيِّم؟

رد عليه و الكلمات كانت كالخناجر في حلقه:
نيار اتخطفت.

_"ايه اللي انتَ بتقوله ده؟
و ازاي ده حصل أصلًا؟"

جاوبه بنبرة ضائعة:
معرفش، معرفش حاجة يا حمزة و مش عارف أفكر ولا أتصرف، تعالى بسرعة دلوقتي بس.

و في غضون نصف ساعة كان "حمزة" يقف أمام "تيِّم"، "تيِّم" فاقد القدرة على تجميع شتاته، و "حمزة" يحاول أن يجد حل يمكنهم الوصول لها به، ظلَّوا هكذا إلى أن علَى صوت هاتف "تيِّم" في الأرجاء، حثه "حمزة" كي يجيب قائلًا:
رد بسرعة يا تيِّم يمكن تكون حاجة بخصوص نيار.

أجاب "تيِّم"، فأتاه صوت الطرف الآخر:
حبيبة القلب معانا، طبعًا مش محتاج أقولك إن البوليس مش لازم يعرف حاجة، علشان لو شموا خبر أكيد انتَ عارف ايه اللي هيحصل، و بصراحة بقى أنا نفسي متسمعش الكلام علشان أنا مستني من زمان الرصاصة اللي هتخرج من مسدسي لنص راس طليقتك الحلوة علشان أحسرك عليها بقية عمرك كله المرادي مش 6 سنين بس.

"متقلقش أوعدك إن البوليس مش هيعرف حاجة، بس محدش يجي جنبها، و أنا هعملك كل اللي انتَ عايزه"

قال الآخر بنبرة شامتة لرؤيته بهذا الضعف:
كده تعجبني، استنى مني مكالمة كمان شوية هقولك ايه اللي عليك، و متقلقش طلباتي مش هتبقى كتير.

و بدون سابق إنذار أغلق الخط بوجه "تيِّم" الذي ساءت حالته عن ذي قبلٍ، لاحظ "حمزة" شحوب وجهه لذا سأله:
في ايه يا تيِّم؟
قالولك ايه؟

 أين أنتِ؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن