الفصل الثالث و العشرون: "مَع آخَر"

665 47 57
                                    


و عُدْتُ و حيدًا أجُرَّ الخُطىٰ
يُصاحبنِي الحزنُ و الذِكرَيات

فلَا أنَا فُزتُ بمَا قد مَضىٰ
و لَا أنا دارٍ بمَا هو أت

-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-

_"أنا طلقت نيار، و فرحي أنا و عاليا هيكون كمان اسبوعين، كفاية بقى اللي ضيعته من عمري مع الإنسانة الغلط، و المرة دي أنا بختار بكامل إرادتي".

و لم يكن الرد على حديثه سوى صفعة قوية دوى صوتها في الأجواء و لم تكن من أحدٍ سوى "فاطمة"، شهقت "روناء"، و فزعت صغيرتها التي كانت تحملها على يديها، أخذ "قصي" صغيرته من بين يدي زوجته، و أدخلها للغرفة كيث توجد ألعابها و أمر جليستها بألا تتحرك من جانبها، و أن تنتبه عليها جيدًا، و عاد لتلك الأجواء المشحونة و التي إنضم إليها "حمزة" أيضًا، الذي لتوه قد جاء و شَهِد تلك التراهات التي تفوه بها صديقه.

انفجرت "فاطمة" قائلة بغضبٍ هائل:
بقت هي دي تربيتي ليك، لاء ما تربية ايه!
دي واضح أنها معدتش عليك، و تعبي عليك العمر ده كله راح هدر، انتَ مين بجد
انتَ مستحيل تكون ابني اللي ربيته و عودته على الحب، و جبر الخواطر
اللي واقف قدامي ده واحد معرفهوش، واحد أنها عمري ما شوفته قبل كده، واحد واطي و قليل الأصل، رمى مراته اللي شالته في حباب عينيها، مش خايف اللي عملته يترد في أختك؟
مش ١٠٠ مرة قولتلك احنا مش جايبين بنات الناس نبهدلهم و نهينهم!
بس انتَ عارف، أنا واثقة إن أختك مش هيتعمل فيها كده، علشان اختارت راجـــل و خد بالك أوي من كلمة راجل دي، اختارت واحد صاينها و بيحترمها، اختارت واحد ضفره بقربتك يا قليل الأصل انتَ.

_"يا ماما...."

صفعة أخرى هبطت على وجنته و كانت أشد قسوة من سابقتها، ثم قالت والدته:
مسمعكش تقول ماما دي تاني، انتَ بالنسبالي خلاص انتهيت، أنا هرجع مع روناء و جوزها دبي، و هسيبهالك مخضرة، و وريني الفلوس اللي عملت كده في مراتك علشانها هتعوضك ازاي!
و ياريت تنسى إن ليك أم، و من النهاردة انتَ معدتش تهمني.

إلتفتت لـ"روناء" و "قصي" الواقفين بالخلف كأن على رؤوسهم الطير قائلة:
يلا يا روناء خليني أروح أطمن على بنتي التانية، اللي للأسف كان من سوء حظها إنها اختارت البني آدم ده يبقى جوزها، و إن شاء الله بإذن الرحمـٰن ربنا هيعوضها باللي أحسن منه و اللي هيعرف يقدر قيمتها كويس و يشيلها فوق راسه.

و قبل خروجهم من المنزل دلفت "عاليا" التي كانت ترتدي ملابس لا تليق بتاتًا، رمقتها "فاطمة" بإزدراء من هيئتها الفاضحة و تمتمت:
الطيور على أشكالها تقع.

 أين أنتِ؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن