هناك أيادٍ قادرة على أخذنا من عالمٍ يسوده الظلام إلى عالمٍ آخر لا نرى فيه سوى النور،
و قد تنقلب الموازين و تكون تلك الأيادي سبب صراخ فؤادنا قائلًا:
كنتُ غارقًا في الظلام إلى أن انتشلتني منه يدكَ،
و الآن عدْتُ له مرةً أُخرى على يدكَ.★*★*★*★*★*★
«في الحاضر»
أبتعدت الصغيرة عن والدها بقوة و هي تقول له بين شهقاتها:
انا مش عايزة أقعد هنا، وديني عند مامي، انا مش بحب البيت هنا و مش بحبك انتَ كمان.صُدمَ "تيِّم" من رد "تالين" عليه، حاول بقدر استطاعته السيطرة على انفعالها قائلًا:
ايه اللي حصل بس يا حبيبتي ليه بتقولي كده!حاولت الصغيرة الابتعاد عنه لكنه لم يعطها فرصة للإبتعاد مما زاد من حنق "عاليا" الواقفة خلف الجدار تتابع ذلك المشهد بتركيز شديد، استمعت أيضًا لـ"تيِّم" و هو يقول مضيفًا:
تالين ممكن تهدي و تقوليلي ايه اللي حصل، مش أنا سيبتك بتتفرجي على التليفزيون و كنتِ مبسوطة و كويسة!
ايه اللي حصل بقى؟كان مازال حديث "عاليا" يتكرر في أذن "تالين" مما كان يزيد من رعبها، و لاحظ "تيِّم" نظرتها المذعورة تلك و التي تثير الكثير من الشكوك حول ما حدث لصغيرته، و لاحظ أيضًا أعين "تالين" التي تتجه من حينٍ إلى آخر نحو الجدار التي تكمن "عاليا" خلفه، حوَّل "تيِّم" نظره نحو ذلك الجدار أيضًا و ما إن فعل ذلك حتى حاولت "عاليا" التخفي سريعًا و لكن لم يحالفها الحظ و كشفها ظلَّها الذي كان من السهل ملاحظته، و في تلك اللحظة تيقن "تيِّم" أن لا أحد سوى "عاليا" المتسبب في حالة الذعر التي بها "تالين" الآن؛ لذلك جذب الصغيرة للأعلى متجهًا نحو غرفته و تأكد و إيصاد الباب جيدًا و أجلس صغيرته أمامه قائلًا بحنان:
دلوقتي مفيش حد يقدر يعملك حاجة، قولي كل اللي حصل و متخبيش حاجة عليا، و أوعدك إني هحيبلك حقك.استطاعت كلماته بالفعل التهدئة من روع "تالين" التي أخذ يسمح لها دموعها بإبهامه مطمئنًا إياها، حاثًا لها على أن تتكلم و تسرد له ما حدث،و قد كان…استجابت له "تالين" بالفعل و سردت له تهديد "عاليا" المباشر لها و توعدها لها، اشتعل "تيِّم" غضبًا من فعلة تلك الحمقاء مع صغيرته و أخذ يتوعد لها بداخله، و لم يُرِد أن يُظهر غضبه أمام "تالين" لذلك قال لها:
مش عايزك تخافي طول ما أنتِ معايا، مفيش حاجة من اللي عاليا قالت عليها هتحصل، مش هسيبها تعملك حاجة أصلًا، تعالي فـحضني يلا علشان تنامي.انصاعت له "تالين" و استقلت بجواره على الفراش، أخذ يسمح على خصلاتها بهدوءٍ إلى أن ذهبت بسباتٍ عميق، و ظل هو شاردًا بجوارها إلى أن حسم قراره و انسحب من جانبها بهدوء _كي لا تستيقظ_ و اتجه ناحية غرفة "عاليا"، فتح الباب فجأة دون أن يطرق عليه، مما أدى إلى فزعها و انتفاضها من جلستها واقفة سريعًا، رأت بوضوح إمارات الغضب البادية على وجهه و التي لا تبشر بالخير مُطلقًا، لم تكد تنطق و تسأله عن سبب غضبه ذلك حتى وجدته يقبض على مرفقها قائلًا بنبرة غاضبة لأول مرة تسمعها منه:
انتِ عايزة ايه انا مش فاهم!
عايزة توصلي لإيه تاني أكتر من كده!
مش كفاياكِ قرف بقى؟
مش قولتلك متجيش جمبها!
فاكرة نفسك هعرفي تعيدي اللي عملتيه من ست سنين!
بس أحب أقولك إنك مش هتعرفي و إن كل اللي انت بتِحربي علشان تعمليه مش هيحصل، علشان أنا مش هديكِ فرصة المرة دي.

أنت تقرأ
أين أنتِ؟
Romanceشعور أن يتخلى عنك أحدهم.. شعور يُضاف إلى قائمة الأسوأ على الإطلاق، فما هو شعورك عندما يتخلى عنك أقرب شخص لقلبك!! أخبرته كم تخشى الفقدان و تخشى أن يأتي اليوم الذي قد يفترقا به لأي سبب.. فوعدها بعدم حدوث ذلك.. أخبرته أنها تخشى ألم الحب، و وجع القلب، و...