الفصل الرابع و العشرون: "وَ يَظُنُّ أَنِي قَد أَمِيلُ لِـغَيْرِهِ"

537 33 64
                                    


فصل جديد أهو حلاوة رَد عيسى لملك 🙈❤️

-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-

و يَظنُّ أني قَد أميلُ لـغيرهِ
إنِي و قلبِي باسمهِ مكتُوب

أنَا ما شَرِبتُ الحُب إلَا مرةً
و الكلُ بعدكَ كأسهُ مسكُوب


_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_

مر يومان، و ها هو أمام مقر عملها، على الرغم من انتهاء عقد العمل بينه و بين شركتها، إلا أنه لم يأتِ بدافع العمل، بل أتى بهدف ترميم المكسور، تضميد جروح الروح التي أُنهِكت، صعد تجاه مكتبها بباقة من الورود الحمراء التي طالما كانت تعشقها.

وصل إلى المكتب لم يجد المساعدة أمامه كما المعتاد لذا استغل الفرصة و دلف دون أن يطرق الباب، و يا ليته لم يدلف،  فقد رأى "نيار" جالسة على المقعد رأسها بين يديها بإنهاك، و ذلك المدعو "رحيم" بجوارها، يده تسمك يدها، و يده الأخرى كان على وشك التربيت على ظهرها، انتفض كلا الجالسين من دخوله المفاجئ و رأت "نيار" لأول مرة بدلًا من عينيه نيران متقدة، و صدمها أكثر عندما توجه ناحية "رحيم" يلكمه في وجهه بقوة، و يثنى ذراعه حتى استمعت لصوتها طقطقتها دلالة على كسرها، ثم خرج من المكتب كالعاصفة الهوجاء التي على استعداد لتدمير جميع ما يقف أمامها....

-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-

-قبل يومين-

استيقظت "نيار" في الثانية عشر ظهرًا بعد ليلة عصيبة، تفاقمت فيها الذكريات، و تجددت بها الآلام، و تفتحت جروح ظنت أنها لم يعد لها أثر، تطلعت لـ"تالين" النائمة بجوارها، متشبثة بأحضانها، تأملت ملامحها البريئة، و الشبه الكبير بينهما، مما جعلها تتذكر صوته الحنون وهو يقول:
عارفة!
أنا مش عايز حاجة من الدنيا قد إن يبقالي بنت شبهك بالظبط، عايزها نسخة منك في كل حاجة، و ايه رأيك نسميها تالين؟

_"الله، حلو أوي الاسم ده، بس اشمعنا تالين؟"

_"معرفش بس أنا بحب الاسم ده، تخيلي كده هيبقى اسمها "تالين تيِّم النُصيري" اسم متناسق والله، هتبقى أحلى بنت في الدنيا كلها"

أمنيته هو تحققت لكن خاصتها لا، أصبحت "تالين" تشبهها في الشكل كثيرًا، لكن تصرفاتها و حديثها مماثل له، و كأن نسخة مُصغرة من "تيِّم" تعيش معها، لكن أمنيتها هي بأن يكون عوضها في تلك الحياة لم تتحقق، و اللحظات التي كانت تحلم أن تعيشها برفقته لم تحدث، كأن الحياة تنصفه عليها، تحقق له ما يريد و تهدم ما تريد هي، أرادت البقاء و لم تلقَ سوى التخلي، الخذلان، و الآلام، تتراكم في جوفها الأوجاع و مازالت تُقاسي علّها تجد راحتها مرةً أخرى بعيدًا عنه.

 أين أنتِ؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن