- ⁸

1.9K 146 11
                                    

- P E R F E C T -
- مِثالي -

---

كانَ يَترَأسُّ أعلَى مَائدَة الطَعام المُمتَدة
عَلى طُول الغُرفَة ، وبِجانِبِه الأيسَر زَوجَتَه
يَتَناوَلان عَشائِهمَا بِهُدوء
لا يُسمَع سِوى صَوتُ إحتِكاك المُلاعّق بِالأطبَاق

" أما مِن أخبَارٍ عَن ريكي؟ "
سَألَ الأب مُقاطِعَاً ذَلِكَ الصَمت
لِتَتنهَد زَوجَتَهُ مُسنِدَةً ظَهرُها إلى الخَلف

" تَعلم ، كَكّلِّ مَرّة
لا شَيءَ جَديد "
أجابَت بِذات الهُدوء لَيزفُر
الآخر بِحِنق حافِراً الطَبق بِشَوكَتِهِ بِقُوّة

" إذَن عَليكِ إجبَارَهُ عَلى المَجيئ!
أتظُنينَ أنَّهُ سَيأتي بِاللُطف والعَين المُحبّة؟ "
حدَّثها كاتِماً غَضبَهُ
رَفعَت أنظَارَها إلَيهِ مُبتَسِمَة أثناءَ
مَا تُنظِفُ فَمَها بِالمِنديل

" أعتَقِد بِأنّي وَجدتُ شَيئَاً سَيَجعَلَهُ يَأتي
بِأقدامِه "
رَدَّت بِنَبرة واثِقة بَينما حرَّكَ الآخر
رَأسَه بِمَعنى ما هُو؟

أخرجَت صُورتين لِليلي وَ ريكي
أثناءَ ما كانَا يَتسابَقان أمامَ بَوّابَة المَدرَسة

أخذَ الأب الصُور يُحدِّق بِهم
بِتَركيز ، جاعِلاً كُلُّ تَدقيقِهِ بِهم

" لِيلينا رُوديوز ، فتاةٌ يابَانيّة
ريكي يُظهر إهتِمَاماً بِهَا "
حدَّثتهُ تُعلِمهُ عَن هوّيَةِ الفَتاة
لِيُومِأ بِإهتِمام واضِعاً الصُورتَينِ بِجانِبه
لِيُكمل طَعامُه

" تَعلمينَ ما يَجِب عَليكِ فِعلُه "
أجابَها أثنَاء إنشِغالِه بِأكلِهِ
لِتَبتَسم الأُخرى بِمُكر

" بِالطَبعِ أعلَم "
أردَفَت بِذات الإبتِسامَة الَتي
لَا يُوجَد وَرائها خَيرٌ أبدَاً

---

" يا إنَّ ريكي سَجَّلَ بِالرِحلة!
أتُصدِّقينَ ذَلِك؟ "

" مَا الَذي تَعنيهِ بِأنَّهُ سَيذهَب
أيُها الوَغد! "

" واه لا أُصدّق بِأنّي سَأرى وَجهَهُ طِيلةَ
الصَباحِ والمَساء لِمُدّةِ أُسبوع! أنا فِي
الجَنّة! "

كانَ الأمرُ قَد سَبقَ وأن إنتَشر بَعدَ
أن إلتًقطوا ريكي يُسجِّل إسمَهُ ضِمنَ الحُضور
لِأولِّ مَرّة

شَكَّ البَعضُ فِي كَونِ أنَّهُ سًيذهَب بٍسَبب
شَخصٍ يَبدَأ إسمُهُ بِحَرف الّـ لِيلي ،
لَكِّنَهم لَم يَنشُروا هَذا الكَلام فَقط
تجنبّاً لِلمَشاكِل

كانَ جالِسَاً واضِعَاً قَدمَاً فوقَ
الأُخرى وهوَ مُولّي تَركيزَهُ بِالكامِل
إلى القِصّة المُصوّرَة الَتي بِيَدِه

غَيرُ مُهتَم لِلتَعابير الَتي يَصنعنَها
أولَئِكَ الخَمسَة المَهووسات ، كانَت تَعابيرٌ مُعوّقَة
فِعلاً ، يَبدينَ وكأنَّهُن عَلى وَشك الإستِفرَاغ
جراءَ تِلكَ الحَركَات الحَمقاء

كانَت مُكتِّفَة الساعِدَين تَنظُرُ إلَيهم
بِتَعجُّبٍ وسُخريَة فِي الآنِ ذاتِها ،
أعني وإن كانَ أكثرُ شَخصٍ مِثالي
فِي المَدرَسة والمَدينَة بِأسرِها؟
أهوَ بِذَلِكَ الأمرُ الَذي يُصعَب تَصديقُهُ؟ نَعم!

" آيووُه ، انظُروا انظُروا
إنَّهُ حَقّاً سَعيدٌ بِهَذا الإهتٍمَام "
تَمتمَت بِخُفوت ناظِرَةً إلَيهِ بِطَرَفِ عَينَيها
غَيرَ عَالِمَة بِسَماعِ
الآخَرِ لَها بَينما قَد إبتَسَمَ بِخِفّة

" مَا الَذي يَجِب عَليَّ فِعلُه ،
لَم أختَر أن أكون شَخصاً مِثاليّاً! "
تمتمَ هوَ أيضَاً بِغنجٍ وهوَ يُقلِّبُ صَفحاتِ
كِتابِه بِإبتِسامَة راضيَة بَينما تَعابيرُها
لا تَزالُ كَما هِيَ

وكأنَّهُما يَتحدّثان عَن أشخَاصٍ غَيرُ
مُتواجِدين ، لَم يُوليا أيَّ إهتِمامٍ إلى
بَعضِهِما طِيلةَ هَذِهِ الأيّامُ الثلاث

وها هوَ ذا الأحد
يَومُ الرِحلَة

---

إنتَهى✔

مِثالي | rikiحيث تعيش القصص. اكتشف الآن