- ²⁸

1.1K 107 27
                                    

" P E R F E C T "
" مِثالي "

---

كانَت سَوداءُ الشَعرِ جونقّي جَالِسة فِي
سيارَة مُظللة بَينما رَفيقُها يَجلِس بِجانِبها
بَعدَ رَكنِهم لِلسيارَة أمامَ مَبنى الشَرِكة

" أنا لا أفهَمُكِ ، إن كانَت السيدَة طَلبت مِنكِ
مُراقبَتهم.. ألَم يَجِب عَليكِ أن تدخُلي كَمُوظفَة؟ "
سألَها مُقاطِعاً الصَمت ثُم قَد أبعدَت قِشة
مشرُوبِها عَن فَمِها وهيَ لا تَزالُ تُحدّق بِالبَاب

" هَل أنتَ مُغفّل؟ مَن يَفعلُ هَذِه الأشياءُ المُبتذلَة
هاتِه الأيام؟ "

" إذَن آنِسة لِي جونقّي كيفَ سُتراقِبِيَنهُم الإثنَان
مِن هُنا؟ أستُبعدِينَهُم تَخاطُرياً؟ "

" كَلا ، إنّما سَأتَخلّصُ مِنها "
تحدّث بِهُدوء رافِعةً زاويَة فَمَها بِإبتِسامة
لا تُبشّر بِخَير ، بَينما الآخَر قَد سَقطَ
فَكّهُ.. إلى مَاذا تُخطِط هَذِهِ المُختلّة؟

" يا السَيدة قَالَت بِأن تُبعِدينَهُم فَحسب!
مَا الَذي تُخطِطينَ لِفِعلِه! "

" كَما أنّها قالَت بِأنّ لَديها ماضٍ سَيء مَع
والِدتها ، وتُريد إبعادَ إبنِها فِي القانونِ عَنها
أليسَ التَخلُّص مِنها هوَ الحَلُ الأمثَل؟ "
أجابَت بِطَبيعية وكأنّها لَن تَفعَل شَيئاً خاطِئاً
و هوَ قَد تحمحَمَ بِخُفوت ، لَم يَتوقّع
بِحياتِه بِأكمَلِها أنّهُ سَيكُونُ وَغداً إلى هَذِهِ الدرَجة

" يُمكِنُكَ أن تَنسَحِب الآن إن أرَدت "
أضافَت لِكلامِها وهيَ تَنظُر إلَيه بَينما هوَ
قَد إبتلَعَ بِخِفّة

لِوهلَة أرادَ أن يَنسِحب ويُغادِر
لَكِنهُ فَقط لَم يَفعل ليَعتدِل بِجلسَتِه
مُتكِئاً عَلى مَقعَدِه

" أستنوينَها الليَلَة؟ "

" لَا ، بَل حِينَ يَكونُ الوَقتُ مُناسِباً "

---

كانَ عَلى وَشك أن يَغفو بَينما قاطَعهُ صَوتُ
طَرق أقدَام قَريباً مِن غُرفة مَكتبِه ليُقطّب حاجِبَيه

لَا أحَد يَأتِي لِهَذا الطابَق عادَةً ، مَن هَذا؟

إستَقامَ لِيتَوجّه إلى البَاب لَكِنَهُ لَمَحَهُم عبرَ النافِذة
الزُجاجِية ، كانّوا أولئِكَ الثُلاثِي المَرِح

فَتحَ البَابُ بِغفلَة ليُخرِج نِصف جَسدِه إلَيهم
وهوَ يَنظُر لَهُم مُتكتِف الذِراعين

مِثالي | rikiحيث تعيش القصص. اكتشف الآن