- ³¹

1.1K 106 27
                                    

" P E R F E C T "
" مِثالي "

---

لَم تَكُن فِي المَبنى لِوحدِها حِينَها ،
بَل رِيكي أيضَاً كانَ هُناك فِي مَكتَبِه

لَكِنّهُ كانَ مُستلقِياً عَلى أريكَتِه واضِعاً
ذِراعَهُ فَوقَ عَينَيهِ دونَ حِراك

حَتّى صَوتُ إصطِدام السَيّارة ،
لَم يَكُن واضِحَاً لِمَسامِعه

وبعدَ مُدّة كانَ قَد إستقامَ لِيأخُذ سُترتِه
مُرتَدياً إياها قَبلَ أن يَخرُج ناويَاً إكمالَ
قَيلولَتِه فِي المَنزِل

لَكِن ما قابَلهُ بِرُؤيتِه مِن خَلفِ البَاب الزُجاجّي ،
قَبلَ خُروجِه هَشّمَ نَوايَاهُ تَماماً

همَّ بِالرَكضِ بِسُرعة ليَخرُج عابِراً نِصف
الطَريق حَتّى جَلسَ القَرفَصاء أمامَها

لِيلي غارِقَةٌ بِدِماءِها ، فَقط لِكَم يَجِب أن يَكونَ
ذَلِكَ المَنظر سَيئاً بِالنِسبَةِ لَهُ؟

لَم يَعلَم ماذا يَجِب أن يَفعَل فَقط ظلّ يَتحسَسُ
مَلامِح وَجهَها بِيديه لِتَتشوشّ رُؤيَتهُ قَبل أن
تُمطِر دُموعَهُ بِغزارَة

كَبحَ شَهقاتِه قَبلَ أن يَحمِل رَأسَها ليَضعهُ فِي
حُضنِه قَبلَ أن يِقومُ بِتَمسِيدِ شَعرِها بِإرتِجاف ،
لَم يَستطِع كَبحَها لِوَقتٍ أطوَل لِيَصرُخ باكِياً
قَبل أن يتقطّعَ صَوتُه

" لِيلي ، عَزيزَتي أنا آسِف
أرجوكِ إفتَحي عَينيكِ.. هّمم؟ "
حدّثَها كَما لَو أنّها تَستمِع إلَيه ليَحتضِن
رَأسَها قَبلَ أن تَزدادُ وَتيرَة شَهقاتِه مُجدداً

" أرجوكِ ، أرجوكِ إستَيقضِي لِأجلي..
أنا أعتذِر ، أعتذِر عَن مَا قُلتهُ لِيلي "
أضافَ بَصوتٍ مَكتوم قَبلَ أن يُبعِدها
ليَتحسس نَبضاتَها

كانَت لا تَزالُ تَنبُض ، لَكِن بِوَتيرَةٍ بَطِيئة

سارَعَ حِينَها بِإخراجِ هاتِفِه مُتصّلاً بِالإسعَاف ،
لِيَصِلوا بَعدَها بِخمسِ دَقائق

حملَوها رِجال الإسعَاف ليَركبوا مُجدداً
ثُم رَكبَ رِيكي مَعهُم قَبلَ أن يَهمّوا بِالذَهابِ
مَع صَفّارات السيّارة الَتي دوَت

كانَ مُمسِكاً بِكفّها بِكِلتا يَديه بَينما هوَ يَشهُق
بِخِفّة كَمَن لَديهِ حازُوقَةٌ مُزعِجة

بَعدَ أن وَصلوا أنزَلوها ليَركُضنَ بِها المُمرِضات
إلى غُرفَة العَمليات الَتي سَبقَ وأن جَهزّنَها بَعدَ
أن وَصلَهُم البَلاغُ مِنه

والآن ، مَرّت ساعَة مُنذُ أنّها دَخلَت الغُرفة وهوَ
يَتكِئ عَلى الحائِط بَينما يَنظُر لِيَديهِ المَليئَة بِالدَم

لَم يَخيلُ لَهُ أبدَاً ، أنّهُ لَرُبَما سَيرَاها بِمثلِ
تِلك الحالَة

يُفضّل المَوت عَلى رُؤيَتِه لَها بِتِلك الوَضعية
مُجدَداً

شُعورُ تأنيبُ الضَميرِ قَد تَضاعفَ لَديهِ فِي
كُلّ مَرّة يَتذكّر كَيفَ أنهَى آخِرُ مُحادَثة بَينَهُما
، كانَ قَد لَعنَ نَفسهُ داخِلياً

مرّت ساعةٌ أُخرى ولَم يَخرُج أحدَاً بَعدَ ،
كانَ جالِساً القَرفصاءُ وهوَ يُمسّد عَلى يَديهِ
المُرتجِفَين مُتمتِماً بِأنّها سَتكونُ بِخَير ، وَبِأفضَلِ حَال

خَرجَ الطَبيبُ حِينهَا وهوَ يَخلَعُ قُبعةَ رَأسِه
ليَستقيم رِيكي مُتجِهاً لَهُ بِفَزع

وَتيرَةُ نَبضاتِه قَد إزدادَت سُرعةٍ بِقَلق بَعدَ
أن سَمعَ تَنهيدَة مِنَ المُقابِل

" التَأخيرُ فِي الإبلاغِ عَن الحادِث قَد سَبَب مُشكِلة "
بِدايَة حديثَهُ لَم تَكُن مُوفّقة إذ إزدادَ إرتِجافُ
المَعنيّ حَتّى سَقطَت الساعَة الَتي كانَت بَينَ يَدَيه
مُنذُ لَحظَات

" لَديها كَسرٌ فِي ذِراعِها اليُسرى مَعَ كُسورٍ
أُخرَى لَيسَت بِسهلَة فِي جُمجُمتِها.. لَكِنها بِخَير دامَ الضَرر
لَم يُصبِح أعمقُ مِن ذَلِك

سَتظلُّ المَريضَة فاقِدَةً لِلوَعي لِحوالَي يَومٍ
أو أقَل "
أكملَ لِيَتنَهد رِيكي بِراحَة بَعدَ أن إلتَقطَت مَسامِعُه
كَلِمَة 'بِخَير' ليُومِأ لَهُ مُنحنياً قَبلَ أن يُغادِر
وخَلفهُ المُمرِضات يَسحبَنها

حدّق بِها وهيَ تَبتعِد ليُدعك جَبينَهُ زافِراً بِخِفّة
قَبلَ أن يُقرفِص لِحَملِ ساعَتِه ثُمَ لَحقَ بِها

كانَ جالِساً يُحدّق بِمَلامِحِها النائِمة بَعدَ أن نَقلوهُا
إلى جَناحِها الخَاص

أنزلَ حِدقَتيه يَنظُر إلى يَديهِ المُمسِكة بِخاصّتها ،
كَيفَ أنّها تُلائِمُهُ تَمامَاً

لَم يَشعُر بِمُرور الوَقت ، حَتّى أنّهُ قَد
غَفى بِجانِبِها

---

إنتَهى✔

مِثالي | rikiحيث تعيش القصص. اكتشف الآن