- ²⁰

1.2K 112 32
                                    

" P E R F E C T "
" مِثالي "

---

بِمُرور ثَلاثَةِ أيام عَن آخِرِ مَوعدٍ لَهُما ،
قَررت هيَ فِي إستِراحَةِ الغَداء يَوم الإثنَين
أن تَنفَصِلَ عَنهُ أخيرَاً

ذَلِك لَن يَكُون بِالأمرِ السَهل ، لا تَستطيعُ
أن تَقوى عَلى ذَلِك تحتَ أنظارِهِ البَريئَة

كانَت واقِفة فِي الحَديقة الخَلفيّة لِلمدرَسة
بَينما ساقَيها ترتَجِف ، لَيسَ مِنَ البَرد بَل مِنَ
التَوتُّر

وَصلَ إلَيها وهوَ يُهرول لِيقف أمامَها يَلتقط
أنفاسَهُ

" أنا ناديتُكَ لِأنني أرغَبُ بِإخبَارِكَ شَيئاً ،
شَيئاً مُهِماً "
إبتدأت حَديثُها بِالكَلام الَذي قَد حضرّتهُ
ليُقابِلها بِالصمت بِمَعنى أكمِلي

" وبِسبب بَعضِ الظُروف ، أُريد أن نَنفصل
رِيكي.. "
أكملَت لِتُغمض عَينيها فَوراً ، عاودَت فَتحَهُما
لِتَجدهُ مُتصنّم وعَلى وَجهِه نَظرَةٌ غيرُ مُصدّقة
لِلأمر

" أتمزَحين؟ "
تِلك الحُروف هيَ كُل ما قَد إستطاعَ
إخرَاجَهُ ، إعتِرافُها ذاك لَم يَكُن ضِمنَ تَوقُّعاتَه
حَتّى لِما سَتُريدُ قَولُه

" أنا وأنتَ لَسنا جَيديّنِ لِبعضٍ كَما تَعلَم ،
فأنتَ مِثالي وأنا لَستُ كَذلِك "
أنهَت ما فِي جَعبَتِها دونَ النظرِ لِعَينَيه
بَينما قَد عَبرتهُ بِصُعوبة ناوِيةً الإبتِعادَ عَنهُ

لَكِّنهُ سارِع بِالإلتِفات وإمساكِها مِن ذِراعُها
" يَاا مَاذا دَهاكِ ، تَعلمِينَ أنني لَا أقوى دُونَكِ..
فَلِمَ تَقولينَ هَذا فَجأةً بِكُلِّ سُهولة؟ "
لَم تنظُر لِوَجهه ، لَكِّنَ حَديثَهُ كانَ مَهزوزاً

عَضّت شِفتيها بَينما أطرافِ عَينيها قَد إحمرّت
مُنذِرةً ذَرفِ دُموعِها

" آسِفة رِيكي ، أنتَ تَستَحِقُّ مَن هيَ أفضلُ..
سَتنساني سَريعاً "
أجابَتهُ بِتَقطُّع هيَ الأُخرى ولَا يَزالُ ظَهرها
هوَ كُلُّ ما يَراه

" ألا تَستطِيعنَ النَظر إلَي؟ "
كانَت قَد أفلتَتهُ لِتَسيرُ مُبتعِدة بِخُطواتٍ
بَطيئة بَينما رُؤيتَها قَد تشوّشت ، لِتُسارِع
بِالذَهاب إلى الحَمّام لِتُوصد الباب خَلفَها
قَبلَ أن تَجلِس القَرفصاء وهيَ تَجهشُ بِالبُكاء

" أنا حَقيرة حَقاً ،
كَيفَ إستطعتُ قولَ ذَلِك؟ "

" هوَ يَستحقُّ الأفضَل ، لا يَستحقُّ
فتاةً تَتأثرُّ بِالسلبِ بِسُهولَةٍ مِثلي "

" أنا لا أستَحِقُّ فَتًى نَقيّاً مِثلُه ،
العالَمُ بِأسرِهِ لَن يَكفيه حَتّى "

---

مَرّت الأيامُ بَعدَها ، إسبُوع ، إثنَين
، ثَلاثَة ، شَهرٌ ، إنتِهاء السَنة الدِراسّية

وكِلاهُما لم يَتحدّثا لِبعضٍ مُنذُ آخِر
لِقاء ، قَد توقّفَ عَالَمهُما فِي ظَهيرَة الإثنَين

كانَ هيوك الداعِم الأوّل لِعلاقَتِهم ، والَذي
يَعلَم بِأمرِ لِقائاتِهم في الحَديقَة الخَلفية
قَد بَكى كَثيراً بَعدَ أن إسترقَ السَمعُ لِمُحادثتِهم الأخيرَة

لَم يَعلم ما هوَ السَبب لَكٍّنَهُ كانَ عَلى يَقينٍ بِأنّها
كانَت مُجبَرة عَلى تَركِه ، قَد شَعرَ بسُوءٍ
وإكتِئابٍ فَضيع لِأكثَر مِن يَوم

كانَ يَشعُر بِفراغٍ داخِله وطِيلَةُ الوَقتِ عابِساً
عكسَ مَا إعتادَ أن يَكُون

كانَ قَد أحبَّهُم مَعاً كَثيراً ، لِمَ سَاءَت الأُمور؟
أحَقيقي أمرُ وُجودِ حُبٍّ دونَ صِعاب
ومُعرقِلات؟

أشُكُّ فِي هَذا

---

إنتَهى✔

مِثالي | rikiحيث تعيش القصص. اكتشف الآن