7|سُقوط الجِدار الأوّل

2.6K 148 170
                                    

ملاحظة:
صُورة تَقريبية بَعض الشّيء لسجن غروسانوس

-"خَمسة و عشرون...أربعون...سَبعة وسَبعون..."

كَانت تُولين تُمارِس تَمارِين الضّغط لمدّة السّاعاتين ولِعدّة جَولات مُتقَطّعة ، تُحَاوِل تَشتِيتَ بَالها وتَفكرِيها من جُلّ الفَوضى التّي تحدث.. فلم يتبَقى لتُصاب بالجُنون و بتصرِيحٍ طبّي نِهائي .

تُفكّر في حَياتها منذ وِلادتها ، أين أخطأت حتى تَقع فِي كلّ هذه المَصائب والأَلاعِيب القَاتلة . هِي الآن أيقنت أنّ النّهاية قَريبة وسَتكون مُشبّعة بالدّماء فمنذ دُخولها إلى ذلك البَيت اللّعين تَغيّر بها الكَثير من بينها إيمانُها ووَلاؤهَا . لقد وَجدت بداخله مَالم تتَوقعه .. بالأخير إتّضحَ أنّ حياتها خَديعة رُسمت من طَرف سُلطَة عُليَا لا تَدري عنها شَيئًا .

-"هيّا مرّة أخرى ، واحِد...عَشرة ...اللّعنة من هُناك "

قَاطَعتها طَرقَاتٌ خَفيفَة تَلاهَا دُخولُ البرِيطانِي الوَسيم .. بَقيت تتَأمَلُه بنظرَة غَريبة وَشِفاهٍ مقوّسة تُراقب مَلابِسه المُنظَمّة و المُتناسقة ، أحيَانًا يجولُ ببالِها أنّه يَقوم بِتعديل رَبطة عُنقه بِالمِسطرة و لَربما سَيغضب إن لَم يَجد لَونًا يُناسب بَدلته .. لهذه الدّرجة هي عَلى يقينٍ أنّه مَهووسٌ بالمِثالية .. حَتى شَعره دَائما مُعتدل ! هل هذَا طَبيعي ؟ بالطّبع لَا لِذا أردفت ؛

-"مَن يَلبس بَدلة فِي منتَصف اللّيل أم أنك تَنامُ بِها؟ ، كُن أنِيقًا أيّها العَجوز و أرح جَسدك بِلباسِ نومٍ لَطيف "

-"لَا أظُنّ أنّك الشّخص الصّحيح الذّي عليه التّكلم بِخصوص الأناقة تُولين ، فَكل ما تَلبسينه هُو مَلابس رياضية سَوداء لِذلك وجهّي نَصائحك الأنيقَة لِنفسك لعلّكِ تَستخرجِين أنوثَتك المَفقودة "

قَال كَلامه المَسموم عَلى حَسب قَول تولين دُفعة وَاحدة و أغلق البَابَ بِهدوءٍ تَحت أنظَار غُرور و كِبرياء تُولين المَجروح .. كَيف أمكنه قَول ذَلك لِوجه سَيّدة أنيقَة وَ مِثالِيّة مِثلها ؟ .. حَسنًا رُبّما ليست لهذه الدّرجة لَكن مَلابسها لَيست بذَلك السّوء أيضًا ، أليسَ كَذلك ؟ عَلى الأقل سَوداء ، لون الأناقة وَ الذّوق !

هَيّا تولِين من تُحاولين إقناعه هنا نفسُكِ أو هِنري ؟ فصدّقيني إذا كَان هنري فدعيني أنَبّؤكِ أنّ رَأيَهُ نِهائي لَن يَتغيّر .

-" إنّهُ لَمن سُوء الأخلاقِ أن تُخاطِب أنثَى بِهذه الطّريقة وتَجرحَ غُرورهَا .. كُن رَجُلا وَقورًا أيّها الأشقر وإلا سَتبقى وَحيدًا إلى الأبد "

تَجاهَلَ تَعلِيقها بكلّ بَساطَة جَالسًا عَلى حَافَة سَريرِها يُراقِبها بِهدُوء بَينَما هِي تَمسَحُ قَطرات العَرق من عَلى وَجهها . يُريد إخبَارها حَول هُوّية السّجين لَكنّه غَيرُ عَليمٍ بِموقفها حَوله ورُغم مُرور سَنواتٍ كَافية لِكي تتخَطَى الأمر مَع ذَلك لَا يُمكنُه تَوقّع أيّ شيء منها فَهي لَيست بالشّخص الذّي يتكلّم حولَ نفسه و مَشاعره ، لِهذَا إختارَ إخفاء هِويّة تُوماس حَتّى يَحينَ المَوعِد المُناسِب .

يُوكرَاثْيَا | جُرُوح مِن فَوضَى المَاضِي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن