9-1|وَجبَة دَسِمَة وَ شَرَاب لَاذِع

2.4K 155 193
                                    

مُلاحَظة ؛
كَاتبتكم العزيزة تَطلبُ منكم إعطاء هذا الفَصل تَركيزكم الكُلّي والتّريث في قراءته. فقد تمّ وضع فيه تَفاصيل جد مهمّة تُمكنّكم من وَضع تخمينات حول الأحداث القَادمة .

نقطة أخرى ؛ تفاعلوا قليلًا عددكم كَبير لكن التّفاعل يأتي من ثَلاثة أشخاص أو أربعة . أريد رؤية آراءكم ، توقعاتكم و تحليلاتكم . أحبكم وقراءة ممتعَة .

▪ ⚜ ▪

مرّ أسبُوعٌ مُنذُ إختِرَاق أسوَار غرُوسَانُوس وتَهرِيب الشّبحَ الأسوَد- الأمَل الوَحيد لحَلّ أحجية يوكرَاثيا وَ الذّي تَلَاشَى مِن بين قَبضتِهم فِي لَحظَاتٍ غيرَ متوقّعة . واليَوم وَ بعد هُدوء الأوضَاع تمّ إستدعَاء الفَريق من طَرف القَائد الأعلى و مَسؤُول يُوكرَاثيَا .

تَحت أمطَار أوَاخر شَهر نُوفَمبر البَاردة وُجد هنرِي الذّي كَان يَقود سَيّارته بسرعَة هَائلة فِي طَريقٍ خَاوية مُحَاطَة بأشجَار الزّان و البّلوط ، أخَذَ هَاتفَه يتّصّل بتولِين التّي ردّت فَورًا ؛

-" سأكُون عِندَكم فِي غضون سَاعة على الأكثَر ، مَهمَا حَدث لا تتكلّموا مَعه .. إنتَظِروا قُدومِي ".

أغلَقَ الهَاتف فَورًا و إشتَدّت قَبضَته أكثَر عَلى عَجلة القيادة يزِيد من سُرعَته فَلا يمكِنه تَرك فَريقه مَع إيدوَارد وَ تعريضهم للخَطر أو الأسوء تَعريض خُطّته للفَشل بعد أن عَمل جَاهدًا عَلى التّخطيط لَها و بدأ تنفِيذهَا .

كَانت حَالة هِنرِي و أفكَارُه مُؤخرًا مُضطَربَة كحَالة الجَو ، فَمنذُ يَومَين كَانَت السّماء صَافيَة و مزرَقّة و الآن مُغيّمة و رَمادية تُمطِرٌ مياهً نَقية عَلى أصحَاب قلُوب مدنّسة .. يَمقتُ شَهرَ نُوفَمبر فَقد كَانَ شَهر هَلاكهِ وَ تَحطيم أسوارِه ، كَما يمقتُ صَوتَ إرتطَام قَطرات المَطر عَلى الأسطح وَ رَائحة الأرض المُبتَلّة و يَمقت الذّكرَيات التّي يحملُها هذا الموسم مَعه ، ذِكرَاياتٌ و أحدَاثٌ مُبهِجة مُرتبطَة بِملاكٍ ذَهبِيّ وحلّة سَودَاء آسرَة .. كلّ شيء فِي حَياته يُذّكرّهُ بهَا ، ذَاته تَأبَى مُغادَرة مأسر المَاضي و المَضيّ قدمًا في حياته لَقد مرّت ثَلاث سَنواتٍ فِعلًا لَكن لِما يَشعر كَما لو أنّه الأمس ؟

الفِقدَان هو أسوء مَا يمكنُ أن يَحصُل لمَن ذَاقت رُوحَه ألمَه ، وهِنرِي فَقد الكَثير فِي عُمرٍ صغير ، ذَاقَ مرَارة الفِقدَان و حُرقَته فِي أيَامٍ كَانَ في حَاجة مَاسّة للحُب و الإحتوَاء .. سَقطَ من الفِردَوس إلى أرضِ الخَرَاب و المَوت حَيثُ وجَد نَفسَهُ بَين جُدرَانٍ إنعدَمت دَاخلها الرّحمة و الحُرّية ، وَسطَ بَشرٍ لا تُجيدُ غَير لُغةِ القِتَال و الخُضُوع ، إضطرّ عَلى التّخلي عن ذَاته الأصلية و إستِحضار ذَاتٍ جَديدَة شَيطَانية تُلائم الجَحيم الذّي يَعيش فيه ضدّ هؤلاء الوحوش .. تألّم ثمّ تَعوّد ، غَرقَ وسَط الدّماء إلى أن أصبَحت لَهُ مِياهً دَافئة .. و الآن بَاتَ النّسخَة التّي مَقتَها طِفلُه الدّاخلي قَبل الفقدَان .

يُوكرَاثْيَا | جُرُوح مِن فَوضَى المَاضِي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن