2-10|المُطَارِد وَ المِئويّة السّودَاء

721 59 273
                                    


رَمز مُنظّمة يُوكرَاثيا

الجُزء الثّانِي : المُطَارِد وَ المِئويّة السّودَاء

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الجُزء الثّانِي : المُطَارِد وَ المِئويّة السّودَاء

يُقَال أنّ لَحظَة المَوتُ هِي اللّحَظَة التّي يَرَى فيهَا المَرءُ شَريطَ حيَاته وبجُلّ تَفاصِيليهَا ، لَكن مَاذَا لَو لم يَكُن هُناكَ شَريطٌ لتَشغِيلِه ؟ هَل سيبقَى للمَوت ذَاتَ الأثر و المَعنَى ؟ وَ هل سَتكونُ النّهاية أبديّة أم أنّ هناكَ حَياةٌ ثَانية منتَظَرَة؟.

كَانت الثّلَاث أسئلَة تُرَاوِدُ عَقلَ المُحَارب البَائس الذّي يُرَاقِبُ إنهيَالَ وابِلِ الرّصَاص المشتَعِل عَلى سطحِ سيّارَته المعدَنية، بينَمَا السّمَاء المضلِمَة تُرسِلُ سيلًا جَارفًا مُهلِكًا يَعقبَه هَزّات عنيفَة إثرَ وميضِ البَرق المُنهَمِر مِن ظلَام السّمَاء الغاضِبَة ، يُرَاقِب و يُفكرّ فِي طريقَة للنّجَاة مِن هَذه المَكيدَة المُبَاغتَة .. لَكِن لَا نتيجَة فعَقلُه مُشَوّش وَ رؤيَته مُضَبّبَة فَلا الأمطَار تساعِد وَ لا عقله يَفعل .

مَاركُوس لَم يَرعِبه المَوتُ يومًا ، لَم يُفكّر فيه حَتَّى لكن.. الآن وَ فِي هذه اللّحظَات الهَشَّة وَجدَ نفسَه يمقُت فكرَة المَوت و يَهابُهَا .. لَم تؤلِمه سِوى حَقيقَة أنّه سَيُغادِر الكَونَ نكرَة كمَا جَاء له ، سيغَادِر دُونَ أيّ أثَر يَذكُره - لَا عَائلَة ، لَا هُوّيَة وَ لا أرض .

وَجَدَ نفسَه يتَخبّط بينَ مَا أنتَجه عَقله إثرَ صَفعَة رِيح المَوت الخَانقَة و لحظَة الإدرَاك الوَليدَة مِن وضعه المُزرِي ، هَل كَان الوَلَاء خَطيئتُه أم أنّهَا غَفلتُه عن مَا يحدُث ؟ - سُلِبَت حُرّيته ، حَياتُه و ذَاته مِن طَرف مَن مَنحهُم ولَائه الكُلّي مُتَغافلًا بِذَلك عَن الكَمين الذّي وَقع فيه ، فمَا الذّي مَنحته لَهم يُوكرَاثيا غَيرَ العُبوديّة و الألَم ؟- أينَ البقَاء و أينَ الأثر ؟ .

إنطَبقَت جَفنَتيه لَوهلَةٍ ، ثَوانٍ خَمدَت فِيهَا برَاكين الحِنق و الألَم الهَائجَة فِي دَاخِله ليَحُلّ مكَانهَا شيءٌ آخَر - مزيجٌ من السّكُون و الجُنون بمَشَاعِرٍ غَائبَة وَ عقلٍ ثَائر يبحَث عَن الخَلَاص .

يُوكرَاثْيَا | جُرُوح مِن فَوضَى المَاضِي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن