"يا ماما يوسف ايه ده اللي جه من كام يوم وإذ فجأة بقي خطيبي لأ وبدون علمي!"
رشت والدتها الملح من شرفتهم اعتقادًا منها أنه يمنع الحسد وعينه عن ابنتها دون الانتباه لها من الاساس بينما تدندن بمزاجٍ صافي:
"والنبي لنكيد العزال ونقول اللي ما عمره انقال يا كاوينهم يا تاعبينهم يا كايدنيهم بالقوي ياحنا لولوولولولولي "
ارتعدت اثر تلك الزغرودة في أذنها مباشرة حتي نظر إليهما المارة في الشارع ولكنها أكملت بلا مبالاة لصدمة ابنتها:
"والنبي لنكديهم ونكيدهم"
"ماما بتكيدي مين يا ماما فوقي احنا محدش يعرفنا!"
زغرودة أخرى صمت أذنيها من الظاهر أن والدتها سعيدة.. سعيدة للغاية!
لِما كل تلك السعادة من أجل رجل لا تعرفه الا منذ اسبوعين؟ حتي أنه لم يتقدم لابنتها لقد جعلوه رجل لها دون حتي علمها ياللسخرية!
"كيدنا العوازل ياما ياما كيدنا العوازل لا ملامة كيدنا العوازل اللي لامونا واتجرحوا اللي جرحونا كيدنا العوازل يا قمرنا والفرح زارنا وخد بتارنا كيدنا العوازل يا حبايبي والليلة بردت ناره قلبي"
كانت تغني وقد ارتفع صوتها حتي انتبه إليها معظم جيرانهم انتبهت نوران علي صوت والدة يوسف في الشرفة المقابلة تغني معها وتطلق كميات مهولة من الملح ارضًا وبعدها زغرودة عالية سعيدة طغي عليها صوت انين حارق في الشارع حتي انتبه الكل له.
نظر الجميع لمصدر الصوت كان يوسف يتلوى المًا بسبب حرقة بالغة في عينه لقد سقطت حبات الملح في عين المسكين..
"انتم بتعملوا ايه!"
"بنغزي العين يا حبيب امك"
"أنتِ غزيتي عيني فعلًا يا امي وبعدين عوازل مين ده احنا لسة جايين الشقة دي من اسبوع لحقتي بقي عندك عوازل؟"
كان الجميع يشاهد ما يحدث حيث كان يوسف في الشارع ووالدته في الشرفة المقابلة لشرفة نوران ووالدتها كان عرض مسرحي مجانًا من ذلك الذي لن يراه؟
"غني يا ام نوران ولا يهمك يا حبيبتي"
"والنبي لنكيد العزال ونقول اللي ما عمره انقال يا كايدينهم يا تاعبينهم بالقوي ياحنا"
نظر إليها يوسف من الاسفل ويده علي عينه اليمني وقد انكمش نصف وجهه اثر الحرقة لتنطلق ضحكاتها بقوة علي ما يحدث الوضع بأكمله مُضحك بالنسبة إليها ومع تعبيرات وجهه المتشنج ارتفعت ضحكاتها أكثر واكثر.
"غني يا بت يا نور"
صفقت بيدها واكملت الغناء مع والدتها سعيدة بتلك البهجة المنتشرة في الأجواء وهي تنظر إليه بقلة حيلة:
"والنبي لنكيدهم ونكيدهم ونقرب بعض ونبعدهم"
انهالت المباركات عليهم من جميع الجهات وتلقي يوسف بالأسفل القبلات والاحضان السعيدة المباركة له.
"الله يخليك يا عم سعيد"
"الله يكرمك يا ام عمرو عقبال ما تشوفي ابنك"
"تسلموا يا رجالة عقبال ما تدخلوا القفص"
"حبيبي يا درش تسلم نجاملك في الافراح"
"حبيبتي يا خالة فوقية عقبال حبايبك كلهم"
فتح الجيران الأغنية التي تغنيها والدتهما علي مكبرات الصوت وظلت الحارة بأكملها تردد كلمات الأغنية في حالة دفء لطيفة لن تجدها الا في حواري مصر.
غسل يوسف عينه الملتهبة بالماء حتي هدأت الحُرقة قليلًا ثم عاد ليتراقص مع شباب المنطقة بمرح وكانت تلك الليلة من افضل الليالي التي مرت عليهما علي الاطلاق.
"كيدنا العوازل ياما ياما كيدنا العوازل لا ملامة كيدنا العوازل اللي لامونا واتجرحوا اللي جرحونا كيدنا العوازل يا قمرنا والفرح زارنا وخد بتارنا كيدنا العوازل يا حبايبي والليلة بردت ناره قلبي."
بعد ساعات قليلة قلبت بمواقع التواصل الاجتماعي بملل الي أن جائتها رسالة برقم غير مسجل:
"نوران"
"مين؟"
"انا"
"سبحان الله ازيك عامل ايه يا انت؟"
"واللهِ؟"
"مين انت يا بني ادم؟"
"خطيبك"
علت شفتيها بسمة صغيرة ذلك اللقب الجديد عليها كليًا لأول مرة تجربه وهل يوسف كذلك؟ طرق عقلها ذلك السؤال فوجدت نفسها تكتب ما تفكر به:
"انت خطبت قبل كده؟"
"بسم الله أنتِ داخلة حامية كده ليه؟"
"رد!"
"لا مخطبتش مكنتش بفكر في الموضوع ده اصلًا... وانتِ؟"
"+1 ...جبت رقمي منين؟"
"امك"
"الملافظ سعد يابني"
"مامتك الست والدتك"
"ست؟!"
"انا طول عمري اسمع عن تلاكيك الستات اول مرة اشوفه"
"مش بطيقك بجد"
"نفس الشعور يا فندم واللهِ"
أغلقت الهاتف بضيق بعدما رأت رسالته الأخيرة ولكن تعالي صوت هاتفها برسالة جديدة قاومت فضولها بفتح الهاتف لترى ماذا ارسل ولكن توالت الرسائل منه غلبها الفضول حتي أمسكت الهاتف وما كادت تدخل صفحة الدردشة الخاصة به حتي رن هاتفها برقمه انتظرت بضعة ثواني لتريه كم أنها لا تهتم به بوجوده ورسائله ثم أجابت بعد ثلاثون ثانية:
"عايز ايه يا شيء انت؟"
"اتلمي يا بت"
"اخلص!"
"تعالي نروح لشيخ الجامع بكرة"
"اول فسحة مع خطيبي لشيخ الجامع عشان يطلع العفاريت اللي علينا؟"
قهقه بقوة هي محقة يعلم أن المخطوبين لأول مرة يذهبان معًا لمطعم ليشاهدوا فيلم رومانسي عاطفي في السينما ليذهب بها لأماكن جميلة ليقضوا وقت لطيف معًا بينما هو يدعوها للذهاب معًا لشيخ الجامع!
"لسنا الوحيدون ولكننا نختلف عن الاخرين"
"ماشي يا يوسف نروح مع أن ماما جابته قبل كده ومعملش حاجة"
"انتِ مش ملاحظة أن من ساعة يوم قراية الفاتحة والحوت نام تقريبًا؟"
"تصدق عندك حق"
"ربنا يستر بقي.. تصبحي علي خير"
"المفروض انا اللي اقولك تصبح علي خير وتمسك فيا!"
"الصبر يارب ، اتفضلي"
"تصبح علي خير"
"وأنتِ من اهلي"
نبرته المائعة جعلتها تضحك ملئ فيها علي ما يفعل أنهما يتقنا الدور معًا بشكل مثالي فها هو يمازحها بتلك الكلمات الرومانسية التي كانت تنشرها الفتيات علي مواقع التواصل الاجتماعي فخورة برد حبيبها وكانت تلك الكلمات دائمًا ما تثير اشمئزازها بينما الان تثير ضحكها يا للرومانسية!
اغلقت الهاتف دون رد والقت رأسها فوق الوسادة احداث الايام الماضية تدور أمام عينيها رغم كل شيء ولكنها سعيدة ولا تعلم لِما ولكنها حقًا تشعر بأن لا شيء يعكر صفوها.
قاطع شرودها صوت.. صوت بعيد
كصوت الحوت صوت عميق صم أذنها وقلق مضجعهما حوت مجددًا!
اغلقت عينيها بائسة مع زفرة قوية خرجت من جوفها وهمست بيأس جلي:
" ااااه نبرت فيها يا يوسف يا بن المضايقة."
أنت تقرأ
فُرض عليهما الحب
Fantasiعالم جديد ابتلعهما فرض عليهما الحب ولكن أيستسلما له أم يقاوما تيار الحب الجارف الذي امتلكهما؟