" صباح الخير يا حبيبتي " امسكت والدتها بيدها وقبلتها بحنان
" ازيك يا ماما..شوفتي الي حصلي كان يوم اكشن امبارح من اوله لآخره اتسرقت واتسحلت وخدت رصاصة " تحدثت بمزاح
" ينهار ابيض يا أسيل! "
" فيه ايه يا ديحة هو انا بقولك عشان تتخضي تاني " تحدثت بمزاح
" طب حاسة بأيه دلوقتي؟ "
" حسة بتحسن عن امبارح الحمدلله "
سمعوا طرقات الباب
" اتفضل " تحدثت مديحة
دلف سيف للداخل وابستم " صباح الخير "
" صباح النور حضرتك جاي في المعاد بالظبط " تحدثت أسيل بمزاح
" شايفك بقيتي احسن " تحدثت بابتسامة ثم وجه نظره لوالدتها
" ازي حضرتك "
" ازيك انت يا حبيبي تعبناك معانا احنا اسفين "
" متقوليش كدة يا طنط دي حاجة بسيطة اوي قدام الي أسيل عملته " تحدث وهو يربت على كتفها ثم ذهب ليساعد اسيل على النهوض اعتدلت في جلستها بصعوبة وهو يحاوطها بيده
" هتقدري تقفي؟ "
" هحاول " امسكت بيده وحاولت النهوض ولكنها لا تستطيع بسبب موضع الرصاصة الحساس بظهرها
تألمت وجلست مجددا
" مش هتقدري؟ "
" لا تعبت اوي..ممكن ك.." لم تستطيع اكمال حديثها فهى وجدته يحملها بين ذراعيه ويذهب بها للخارج وسط ابتسامة والدتها الخبيثة وهى تعلم جيدا انه عندما سيعودان للمنزل ستمازحها بشأن ذلك الأمر
توسعت عيناها بحرج وهى تنظر لوجهه من الأسفل وقلبها لا يهدأ احمرت وجنتاها بشدة ولازالت محدقة به
" عن اذنك يا طنط ممكن تفتحي باب العربية؟ "
فتحته مديحة وابتعدت ليضع أسيل للداخل برفق وهى لازالت في حالة صدمة نظر الى تعبيرات وجهها وابتسم وذهب لمقعده ونظر اليها
" ممكن تقبلي الهدية دي مني كشكر على الي عملتيه واتعذار للي حصلك بسببي " ابتسم وهو يعطيها علبة مجوهرات صغيرة
" والله حضرتك ملهوش لزوم خالص..شكرا اوي " ابتسمت وهى تفتح العلبة لترى ما بداخلها وجدت قلادة فضية
" الله دي جميلة اوي!..تعرف انا شوفتها على النت من فترة وكان نفسي فيها متخيلتش ابدا اني هجيبها "
" مبسوط اوي انها عجبتك " تحدث بسعادة
" شكرا اوي بجد! " تحدثت بفرحة وهى ترتديها
اما مديحة فلازالت تبتسم تلت الإبتسامة الخبيثة وتنظر لهما بسعادة
وصلوا للمنزل وكالمتوقع حملها مجددا حتى وضعها على الاريكة ولازالت هى ترمقه بحرج
" انا رقمي مع طنط لو احتاجتوا اي حاجة بجد كلموني وانا تحت امركوا متتكسفوش انا بتكلم بجد "
ابتسمت أسيل " شكرا لحضرتك يا استاذ سيف "
" شكرا يا حبيبي تشرب ايه؟ "
" ولا حاجة يا طنط عن اذنك لازم ارجع القسم مع السلامة " نظر اليهما نظرة اخيره وذهب للخارج وبمجرد ان ذهب
" ايه يا بت العسل الي جايباه معاكي ده! " تحدثت مديحة وانفجرت بالضحك
" بس يا ماما متكسفينيش..دي مجرد مساعدة عادي يعني ومش هشوفه تاني " تحدثت بحرج وهى تنظر للقلادة وقلبها يدق بعنف
" والله يا ماما نفسي اقولك انا بشوف ايه في عنيه بس مش قادرة " حدثت نفسها بحرج
" لا بس انتِ مبسوطة " ابتسمت مديحة بخبث
" مبسوطة ايه..لا طبعا انا بس مبسوطة بالسلسة واني اخيرا قدرت انقذ حد بالقدرة بتاعتي دي "
" كدابة انتِ بنتي وانا عارفاكي كويس "
" براحتك يا مديحة " تحدثت بمزاح
مر اسبوع بسلام بدون ان تذهب خارج المنزل حتى اليوم الأول من الاسبوع الثاني
" ماما انا مسافرة الصعيد في تدريب زي ما قولتلك محتاجة حاجة قبل ما امشي؟ "
" عايزة سلامتك بس يا حبيبتي لما تركبي القطر عرفيني "
" ماشي مع السلامة " احتضنتها وذهبت لمحطة القطار حينما اصطدمت بها فتاة
" انا اسفة " تحدثت الفتاة
" استني " امسكتها اسيل من معصمها ونظرت لعيناها
" هو انتِ هتركبي القطر الي رايح للصعيد!؟ " تحدثت بقلق
" ايوا ليه؟ "
" ارجوكي متركبيش " تحدثت اسيل وهى تتشبث بيدها برجاء
" مركبش ليه انا عندي شغل هناك مش هينفع "
" ارجوكي بقولك متركبيش ارجوكي " تحدث وعيناها مليئة بالدموع
" فيه ايه يا بنتي خضيتيني انتِ كويسة!؟ " تحدثت الفتاة بقلق
" القطر ده هيتقلب بسبب غلطة هتحصل في السكة الحديد وهيولع وكل الي فيه هيموتوا ارجوكي متركبيش ارجوكي " تحدثت برجاء ولازالت ممسكة بيدها
افلتت يدها من قبضة أسيل " سيبيني يا شيخة ايه الي بتقوليه ده!..قل لن يصيبنا الى ما كتب الله لنا هو انتِ هتخشي في علم الغيب ولا ايه!؟ "
" ونعم بالله بس مش يمكن ربنا باعتني تحذير ليكي اسمعي كلامي ارجوكي "
" لا انتِ مش طبيعية بقولك ايه القطر هيفوتني ورايا شغل "
" انا حذرتك وعملت الي عليا وده اختيارك " تحدثت أسيل بخيبة امل وذهبت خارج محطة القطار
" شكرا يارب انك نجتني وحذرتني كان زماني مكانها شكرا يارب " تحدثت واضعة يدها على قلبها وتبكي بهدوء وتتمنى ألا تصيب قدرتها اليوم وأن ينجوا كل من في القطار جلست قليلا لتلتقط انفاسها بينما صعدت الفتاة وهى تفكر بما قالته أسيل
" رعبتني منها لله ربنا يستر فيه حد يخض حد كدة! " تحدثت بغضب وقلبها لم يعد مطمئنا بعد الآن ولكن لا جدوى عن التراجع فالقطر بدأ بالتحرك بالفعل
بدأت أسيل بالمشي ببطئ ووجهها عابس للغاية تمشي بشرود حتى وصلت لمقهى وقررت الجلوس به وتهدأة أعصابها
كانت الفتاة تجلس بالمقعد في القطار وتنظر للهاتف بملل عندما شعرت بهزة غريبة بالقطار نظرت الي العربة التي امامها وجدتها تنحل عن المسار القضبان الحديدة وتملؤها النياران توسعت عيناها بصدمة نزلت دمعة اخيرة من عيناها وهى تستعد للنيران القادمة نحوها بسرعة
بينما كانت مديحة تتفقد التلفاز بملل وفتحت القناة الإخبارية
" للأسف كل الي كانوا في القطر الي رايح الصعيد ماتوا محروقين بعد ما اتقلب من على السكة الحديد بسبب خطأ فني وهو في بداية مشواره للرحلة " نظرت مديحة لصور الحوادث واستمعت للمذيعة وشهقت ووضعت يدها على قلبها
" بنتي!!..بنتي!!..لا انا قلبي بيقولي انها كويسة لا!! " صرخت بانهيار وهى بين صراع اتتصل بها ام لا تخاف ان تصدم بأنها قد توفت مثلما توفى الجميع
فتحت اسيل الباب ودلفت للداخل وبمجرد ان رأتها مديحة انهارت باكية واحتضنتها بقوة وظلت تقبلها
" بنتي حبيبتي الحمدلله يارب اشكرك يارب انا مش مصدقة نفسي كنت مرعوبة قلبي وقع يا حبيبتي اه يا قلبي كنت حاسة انه هيقف خلاص " تحدثت وهى تشهق وتعانقها بقوة
" الحمدلله يا ماما ربنا بعتلي إشارة ورجعت في آخر لحظة " تحدثت بخفوت وهى تربت عليها
وضعت مديحة يدها على وجه ابنتها " اه يا حبيبتي اه..انا شوفت الأخبار كنت خلاص هموت كنت مرعوبة اتصل بيكي انتِ لو مكنتيش دخلتي البيت انا كنت روحت فيها اعصابي سايبة من قادرة " لازالت تبكي بقوة واحتضنتها مجددا
" حبيبتي يا ماما متقلقيش انا بخير..حذرت البنت ومسمعتش كلامي انا مقهورة عليها كان نفسي اساعدها بس ده قضاء وقدر ربنا يرحمها يارب " تحدثت بألم
" معلش يا حبيبتي متحسيش بالذنب ناحية حاجة مش في ايدك انتِ عملتي الي عليكي وده كان قرارها انا مش هاممني غير انك بخير " كلما تنظر لأعينها تبكي
" انا مش هزعلك تاني ابدا يا روح قلب ماما انتِ " احتضنتها مجددا فقبلتها أسيل من يدها
" ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي وميحرمنيش منك..انا داخلة انام شوية تعبانة اوي "
" خشي يا حبيبتي علما احضرلك تاكلي "باليوم التالي عادت للمشفى واستقبلها الحاضرون بصدمة
" انتِ كويسة!..كل الدكاترة المتدربين الي كانوا معاكي ماتوا للأسف الحمدلله انك كويسة انا قلبي وقع في رجليا خوفت اتصل بيكي مترديش عليا كان عندي أمل اشوفك داخلة عليا المستشفى " احتضنها سلمى وبكت بقوة
" الحمدلله انا كويسة يا حبيبتي ربنا انقذني في آخر لحظة الحمدلله "
" الحمدلله يا حبيبتي " مسحت على وجهها واخذتها بعيدا لتجلس
" انتِ ايه الي جابك المفروض ترتاحي بعد الي حصل ده "
" مش هينفع اضيع التدريب انا نفسي اتأهل وابقى دكتورة بسرعة نفسي أساعد الناس وانقذهم على قد ما اقدر وابقى دكتورة كبيرة الناس تتكلم عنها بحب "
" ربنا يحققلك الي بتتمنيه يا حبيبتي يارب " امسكت سلمى بيدها
" تعالي بسرعة يا دكتورة أسيل محتاجينك في الطوارئ! "