" بتبصيلي كدة ليه؟ " تحدث بتعجب ولازال ينظر لها
" لا مفيش..انا اسفة " افاقت من شرودها ونظرت باتجاه اخر
" انتِ مش هتعرفي تروحي بالطريقة دي قوليلي رايحة فين واوصلك " تحدث سيف
" لا لا شكرا انا هقدر اروح " حاولت الاتزان ولكن لازال جسدها يرتجف قليلا
" حضرتك مش عارفة تقفي حتى خليني اوصلك "
" خلاص ماشي..انا اسفة هتعبك معايا " تحدثت بحرج
ابتسم " متقوليش كدة انا الي حبيت اساعد اتفضلي " وفتح لها باب السيارة فدلفت للداخل
كانت شاردة طوال الطريق تفكر فيما رأته
" يعني ايه يعني انا هتجوزه!؟..طب ازاي!..ده انا حتى معرفوش ومش هشوف وشه تاني هيحصل ازاي ده!.. وبعدين لو اتجوزته هشوفه كل يوم وهبص في عينه غصب عني يعني هفضل اشوف القرف كله انا مبقتش طايقة نفسي ياريتني بشوف حاجة عدلة ده كلهم ماتوا! "
افاقت على صوته وهو يحدثها " انتِ كويسة؟ "
" ايه..اه بقيت احسن الحمدلله " ابتسمت بهدوء
" الحمدلله..انا عارف ان المنظر صعب اوي عليكي "
" بس هو حضرتك ازاي متماسك كدة ولا اكنك شوفت حاجة! "
" اه اصل انا ظابط مباحث فا متعود على حاجات زي دي كتير "
" بجد! " تحدثت بدهشة
ابتسم " اه بجد "
" اصلي اول مرة اتعامل مع ظابط يادوب كل معلوماتي عنكوا من المسلسلات"
ضحك وتحدث " المسلسلات كل الي فيها كلام فاضي " ثم تابع " حضرتك مقولتيليش رايحة فين؟ "
" انا كنت ناوية ازور صاحبتي عشان بتعمل عملية بس فعلا مش هقدر فا هروح البيت رايحة مدينة نصر لو سمحت "
" حاضر "
اوصلها للمنزل وابتسم " متفتكريش في الموضوع كتير متخليهوش يأثر عليكي "
ابتسمت " هحاول حاضر..مع السلامة "
صعدت لمنزلها ووجهها يبدو عليه الإرهاق
" مالك يا اسيل فيه ايه!؟ " تحدثت مديحة
" انا بعيش اسوأ ايام حياتي يا ماما "
" حصل ايه تاني " تنهدت
" سألت واحدة عن مكان شارع شرحتلي وشوفت انها هتتخبط بعربية وتموت حاولت احذرها واخليها متعديش بس مصدقتنيش وعدت وكان المنظر صعب اوي انا مش قادرة اقف على رجلي اعصابي بايظة " تحدثت بوهن
" لا اله الا الله انتِ شايلة فوق طاقتك يا اسيل! " تحدثت بحزن
" انا بفكر البس نضارة شمس عشان مشوفش او حتى مبصش لعين حد خالص انا تعبت في تلت ايام شوفت تلاتة بيموتوا قدامي نفسيتي باظت خلاص "
عانقتها والدتها وربتت عليها " انا مش فاهمة ايه الي بيحصلك ده حسة اني بتفرج على فيلم خيالي "
تنهدت اسيل " انا هروح انام شوية "
استلقت على السرير وظلت تستعيد بذاكرتها احداث اليوم لا تستطيع نسيان ذلك المشهد المؤلم او موت جدتها او انهيار والدتها أمام جدتها لا تستطيع التوقف عن التفكير
حتى شردت قليلا وتذكرت ذلك الضابط
" انا معرفتش اسمه..لا مش مهم مش عايزة اعرف انا اصلا مش هشوفه تاني خلاص لا ارتباط ولا بتاع ان شاء الله اكون بخرف المرادي انا بشوف اي راجل بتوتر هرتبط! "
حاولت اغماض عيناها والنوم ظلت تحلم بنفس احداث اليوم استيقظت بإرهاق وذهبت لتجلس في الشرفة وضعت يدها على رأسها بتعب ظل الهواء يداعب وجهها حتى غفت في الشرفة
" يا حبيبتي يا بنتي " تنهدت بحزن وذهبت لإفاقتها
" أسيل اصحي يا حبيبتي نامي جوا " حدثتها بحنو
" صحيتيني ليه يا ماما انا لما صدقت عرفت انام "
" معلش يا حبيبتي عشان هتتعبي كدة تعالي نامي في حضني "
" ماشي " تحدثت بنعاس وذهبت معها
مرت ثلاثة ايام بهدوء لا تغادر اسيل المنزل
" اسيل مينفعش الي انتِ عاملاه في نفسك ده الامتحانات خلاص على الابواب تحبي تسقطي في اخر سنة ليكي في الجامعة؟ "
" خايفة يا ماما اشوف حاجة وحشة تاني " امتلأت عيناها بالدموع
" حاولي تبعدي نظرك عن عنيهم بأي طريقة "
" حاضر" تحدثت بهدوء
" يلا قومي البسي وروحي محاضرتك ده انتِ خلاص كلها شهرين تلاتة وتبقي دكتورة قد الدنيا هتضيعي سبع سنين عشان الحوار ده! "
ابتسمت أسيل" فكرتيني بتعب السبع سنين ده يا ماما والله هروح البس اهو "
" يلا يا حبيبتي ربنا يوفقك يارب واشوفك احلى دكتورة "
قبلتها أسيل من وجنتها وذهبت لترتدي الملابس
ذهبت للكلية ونظرت لعلاء
" علاء هى سلمى فين؟ "
" معرفش والله مشوفتهاش لسة "
" اه يا خاين! " تحدثت بغضب
" نعم؟ " تحدث بدهشة
" لا لا مفيش ده انا افتكرت حاجة بس " ذهبت من امامه بسرعة ودلفت للمدرج وجدت سلمى بجانبها
" سلمى هقولك على حاجة بس اوعديني متجيبيش سيرتي "
" اوعدك..فيه ايه قلقتيني؟ "
" علاء بيخونك مع ألاء بتاعت اداب تاريخ "
" ينهاره ازرق انا كنت عارفة اقسم بالله!..عرفتي منين ده انا هخلي يومه اسود! "
" مش مهم عرفت منين بس المهم انهم هيتقابلوا عند كلية آداب اول ما المحاضرة تخلص وهيقولها انك بومة وأنه مبيحبكيش وانه عايز يسيبك عشانها..انا عارفة انه كلام قاسي اوي بس قولت اعرفك "
" انا بومة!!..هو انتِ ليه بتتكلمي اكن الحوار لسة هيحصل!؟ " تحدثت بدهشة
" عشان هو لسة هيحصل فعلا..متركزيش المهم روحي اول ما المحاضرة تخلص وهتسمعي كله بنفسك انا قولت احذرك عشان اتضايقت "
" انا مش فاهمة حاجة انتِ عرفتي منين بردو "
" عرفت زي ما عرفت بقى المهم تاخدي بالك "
" عارفة يا أسيل لو حصل اقسم بالله هجيبلك هدية "
" انا مش عايزة هدايا انا عايزاكي بس تبقي كويسة "
انتهت المحاضرة وذهبت سلمى عند بوابة كلية الآداب وجدتهم يقفون بجانب بعضهم ويتحدثون اقتربت منهم لتستمع وكانت الصدمة
" يا آلاء والله انا بحبك انتِ..دي بومة انا مبحبهاش ومستعد اسيبها عشانك اديني انتِ بس الاشارة الخضرا "
" بقولك ايه يا علاء انت مش هتاكل بعقلي حلاوة اثبتلي الأول انك عايزني وانك هتسيبها وساعتها انا هبقى ليك "
" الله الله!!..وايه تاني! " تحدثت سلمى
نظر لها وتحدث بتلعثم " والله يا سلمى دي غلطة انا كنت بقولها كدة وخلاص عشان تبطل تجري ورايا! "
" نعم نعم يا اخويا ده انت الي كل يوم تحاول تكلمني وتبعتلي رسايل بالهبل والله انا معايا كل حاجة اقدر اوريها "
" لا توريني ولا اوريكي بقولك ايه انا مش عايزة اعرفك تاني الي بينا انتهى والهدايا الي جبتهالي هرجعهالك على الجزمة! " تحدثت سلمى بغضب وعادت لأسيل
" أسيل ده قال كل الي قولتيه!..انتِ عرفتي ازاي!؟ "
" لو قولتلك مش هتصدقيني "
" اسيل هو انتِ عندك استبصار؟ "
" يعني ايه!؟ "
" يعني العين التالتة مفتوحة عندك بتحسي بالحاجة قبل ما تحصل تيتا كان عندها الموهبة دي كان ممكن تكون ماشية في الشارع وتقول احنا هنقابل فلانة ونقابلها فعلا "
" هو انتِ بتصدقي في الكلام ده؟ "
" ايوا ده انا بعشق الكلام ده بس للأسف معنديش ولا موهبة منهم بقرا بس "
" اخيرا لقيت حد بيفهم في الموضوع بصي انا هقولك وتفهميني لأن انا خلاص هتجنن..انا بقالي تلت اسابيع لما ابص في عين حد بشوف الحدث المهم الي هيحصله قريب أو في حياته عمتا شوفت تيتا وهى بتموت بوقت الموت والسبب وبنت كمان وكمان جوز صاحبة ماما ومش فاهمة ايه ده ومرعوبة "
" يلهوي ايه الي بيحصل معاكي ده! " تحدثت بدهشة ثم تابعت " انا اول مرة اسمع عن حاجة زي دي بصراحة واشمعنى تلت اسابيع يعني!؟..مكنش بيحصلك قبل كدة؟ "
" ياربي انا قولت انتِ الي هتفيديني! " تحدثت بخيبة امل ثم اردفت " لا عمره ما حصلي قبل كدة غير التلت اسابيع دول "
" غريبة بس حلو اوي على فكرة "
" حلو ايه يا سلمى بقولك بشوفهم قدامي بيموتوا مرتين مرة في دماغي ومرة في الحقيقة انا ذنبي ايه اشوف القرف ده! " تحدثت بحزن
" طب ما تجربي تساعدي الناس؟ "
" حاولت ومحدش صدقني الأقدار مبتتغيرش يا سلمى " تحدثت بخيبة أمل ثم تابعت " انا شايلة هم لما اشتغل واتنبأ بموت مريض خايفة اوي "
" انا مش عارفة اقولك ايه والله يا أسيل" تحدثت بريبة