عادت لمنزلها وكلما تذكرته ابتسمت وعضت شفتاها بخجل
" اتصل اتطمن عليه دلوقتي ولا هبقى مدلوقة؟ " حدثت نفسها بحيرة ولم تستطع تمالك نفسها وامسكت بالهاتف للاتصال به
" الو "
" سيف ازيك انا اسيل "
ابتسم " أسيل ازيك "
" كنت عايزة اتطمن عليك روحت؟ "
" اه الحمدلله "
" صاحبك معاك ولا مشي؟ "
" لا مشي انا عايش لوحدي "
" مش عايش مع اهلك ليه مينفعش كدة انت محتاج راحة مين هيساعدك! " تحدثت بقلق
" اهلي اتوفوا في حادثة من سنتين "
" انا اسفة..ربنا يرحمهم " تحدثت بحرج
" يارب..عموما متقلقيش انا متعود زي ما قولتلك وهعرف اظبط نفسي "
" سيف انا هعملك اكل قولي عنوانك ابعتولك "
" لا ملهوش لزوم تتعبي نفسك والله انا كويس "
" ولا تعب ولا حاجة ممكن تبعتلي عنوانك؟ "
" أسيل انتِ ساعدتيني كتير "
" طب وفيها ايه زي ما الشرطة في خدمة الشعب الدكاترة في خدمة الشرطة والشعب بردو ولا ايه " ضحكت وهى تتحدث
" خلاص ماشي بس لازم اردلك الجميل ده في يوم موافقة؟ "
" موافقة " ابتسمت وهى تعض شفتاها
اغلقوا وذهبت هى لتعد الطعام
" أسيل هانم بتعمل اكل!! " تحدثت مديحة بانبهار ثم تابعت " هتغدينا ايه؟ "
ضحكت أسيل " بصراحة يا ماما الأكل ده مش لينا انا هعزمك على حمام ايه رأيك "
" لا خلاص موافقة..بس لمين الأكل يا هانم " تحدثت بخبث
ضحكت مجددا " يادي نبرة الصوت الفظيعة دي..لسيف الظابط "
" اشمعنا؟ "
" اصل هو كان متبهدل امبارح وعملتله عملية وعايش لوحده كمان فا قررت اعمله اكل واوديهوله البيت "
" وهتطلعي الشقة لوحدك!.. ازاي يعني مينفعش " تحدثت مديحة
" لا هبعت الأكل مع البواب انا هروح اوصله بس "
" اذا كان كدة ماشي " ذهبت مديحة لتشاهد التلفاز وتركت أسيل تقوم بعملها
بعد مرور ثلاث ساعات كانت امام العمارة
" الو يا سيف ممكن تكلم البواب تخليه ياخد الأكل يطلعهولك؟ "
" البواب مسافر البلد بقاله يومين انا هنزل اخده واشوفك "
" تنزل مين!!..عن اذنك ممكن اطلع هحطه بس في التلاجة واحضره وامشي على طول " تحدثت بحرج
" اكيد اتفضلي "
ذهبت لمنزله ورنت الجرس
ذهب سيف للباب وهو يضع يده على الجرح وفتحه
نظرت اليه " بذمتك ده منظر واحد قادر ينزل ياخد الأكل"
" متركزيش" تحدث بمزاح ثم تابع " انا مش عارف أقولك ايه يا أسيل"
" متقولش حاجة دي مجرد هدية بسيطة " ابتسمت
" هدية من واحدة لجوزها" حدثت نفسها ونظرت اليه وضحكت بقوة فضحك هو الآخر " انتِ كويسة؟ "
" انا اسفة " ظلت تضحك مجددا ثم تنفست بعمق وذهبت لتضع الأكل
" كلي معايا "
" لا مش هينفع دي مديحة تقتلني اصل انا عازماها على حمام بقى وكدة " ابتسمت
" طب تشربي ايه؟ "
" استاذ سيف ارحمني وارحم نفسك وارتاح "
" حاضر " تحدث بملل
نظرت لعيناه وشهقت وذهبت لتغلق الباب بسرعة وجدت من يدفعه بعنف وامسك بها ووضع سكين حاد على عنقها امسكت بكتفه وابتلعت لعابها بصعوبة
" سيف.." تحدثت بصوت مرتجف
" اهدي خالص " تحدث وهو يشير لها بيداه ويقترب ببطأ
" حركة كمان وهخلص عليها! " تحدث الرجل بجدية وهو يقرب السكين اكثر من عنقها
امتلأت عيناها بالدموع " سيف " تحدثت مجددا بصوت مرتجف ولازالت متشبثة بكتف الرجل
أشار سيف لها ان تهدأ و تضربه بالكوع في عنقه بسرعة والرجل يحدق به ولا يستيطع فهم ما يشير اليه فعلت ما اخبرها به بسرعة وصرخت بخوف وذهبت لتختبأ وراء سيف اما هو فذهب واقتلع السكين من يده بحركة سريعة و خفيفة والصقه بالحائط وثبته جيدا ووضع السكين على عنقه
" مين باعتك انطق! " تحدث بانفعال وهو ينظر لعيناه بحدة
اما الرجل فلم ينطق بكلمة
امسك سيف بالسكين وجرحه في كتفه بعمق
" انطق عشان المرة الجاية هتبقى بحياتك "
كانت تراقب اسيل وهى تضع يدها على فمها برعب وترتجف
" هتكلم هتكلم " تحدث بألم وهو يمسك بالجرح
" انطق!! "
" معرفش والله مين باعتني بس هم كانوا اتنين رجالة باين عليهم ناس تقيلة في البلد وروني صورتك وقالولي اتصرف واقتلك بأي تمن " تحدث بخوف
" انت اغبى قاتل انا شوفته في حياتي " تحدث بسخرية وهو يلوي يداه للوراء
" يلا يا حبيبي على القسم " امسكه جيدا وذهب به للخارج
" سيف استني يا سيف انا اتصلت بالبوليس هم جايين ارجوك كفاية متخرجش كدة" تحدثت بصوت مرتجف وهى تقترب منه وتمسك بكتفه ولم تلبث ان انتهت من حديثها وكانت قد اتت الشرطة بالفعل وامسكوا به
" اسيل انتِ كويسة؟..انا اسف كل ده بيحصلك بسببي " تحدث بندم
" انا كويسة متقلقش..انت كويس!؟ " تحدثت بقلق
" انا كويس متقلقيش "
نظرت الى الجرح وجدته مليئ بالدماء
" ده كويس ده!! " امتلأت عيناها بالدموع واجلسته وبدأت بتضميد الجرح
" متقلقش هتبقى بخير الحمدلله حاجة بسيطة " تحدثت وعيناها تذرف الدموع
" أسيل اهدي " تحدث بهدوء وهو ينظر لعيناها
" انا كنت مرعوبة عليك "
" أسيل انا خايف عليكي " صمت قليلا وحدث نفسه " صعب عليا اني اقول كدة بس.." تابع حديثه " انتِ لازم تبعدي عني حياتك هتبقى في خطر وانا مقبلش بده اديكي شايفة كل شوية حد يترمي عليا "
" مش هسيبك " تحدثت والدموع بعيناها ثم حدثت نفسها " انت قدري مش هسيبك كدة كدة هترجعلي تاني مهما بعدت " ولازالت تنظر اليه بترجي
" بلاش عند يا أسيل اسمعي كلامي انا مش هتبسط لما يحصلك حاجة! "
" وانا مش هتبسط لما اسيبك! " تحدثت بانفعال
" ليه!! " تحدث هو الآخر
" عشان بحبك! " تحدثت باندفاع ولازالت تذرف الدموع وقلبها يدق بعنف
" بتحبيني! " تحدث ونظر لعيناها بحب وسعادة وخوف بنفس الوقت
" اه بحبك يا سيف! " تحدثت ولازالت تبكي
" وانا عشان بحبك عايزك تبعدي عني "
" مش هقدر يا سيف مش هقدر! " بكت بقوة
" طب خلاص انا اسف متعيطيش انا اسف " تحدث بندم و امسك بيدها وظلت هى تشهق وتبكي بقوة وجسدها يرتجف
ربت على يدها " خلاص يا اسيل انا اسف خلاص " تحدث بحنو واقترب ببطأ ليمسح الدموع بعيناها
" متسيبنيش "
" مش هسيبك" تحدث وهو ينظر لعيناها
" انا كنت خايفة عليك اوي " امسكت بيده هى الأخرى
" متخافيش انا كويس " ابتسم ليطمأنها
" انا شايفة انك تمشي من البيت فترة "
" هروح فين!؟ "
" روح عند صاحبك مثلا "
" صاحبي..ده متنيل اكتر مني الله يكون في عونه " تحدث بسخرية
" اتصرف متعدش هنا "
" مش هينفع يا أسيل انا حياتي كلها هنا وملفات الشغل وحاجات كتير اوي "
" طب خلي بالك من نفسك ارجوك واقفل الباب كويس ارجوك " تحدثت برجاء وامتلأت عيناها بالدموع مجددا
" حاضر بس متعيطيش "
" حاضر " تنهدت وحاولت تهدأة نفسها
" ماما بتتصل" امسكت بالهاتف وحاولت الرد بطبيعية " ايوا يا ماما انا جاية في الطريق اهو يا حبيبتي "
" مال صوتك حصل ايه!! "
" محصلش حاجة يا ديحة " ضحكت ثم تابعت " انا جاية في الطريق اهو هو بس الطريق واقف شوية "
" مستنياكي يا هانم يا بتاعت الحمام هموت من الجوع "
" صحيح الحمام!..هجيبه وانا جاية حاضر..هقفل معاكي بقى مع السلامة " اغلقت الهاتف ونظرت لسيف
" انا مضطرة امشي عشان ماما قلقت ارجوك كل وخلي بالك من نفسك "
" حاضر يا حبيبتي " ابتسم
اما هى فتسارعت دقات قلبها بقوة ونظرت اليه بخجل " هكلمك لما اروح يا حبيبي " ابتسمت وهرولت للخارج بسرعة اما هو فنظر اليها وهى ترحل وابتسم بسعادة
" انا جيت " تحدثت بسعادة وهى تشير بالحمام لوالدتها
" اخيرا يا شيخة..اتأخرتي كدة ليه؟ " تحدثت بجدية
" اصل الطريق كان زي الزفت وانا رايحة ووانا راجعة كانت حاجة بجد رهيبة والبواب كان في مشوار فا فضلت مستنياه يجي "
" هو انتِ مالك منشكحة كدة ليه؟ " تحدثت مديحة وهى تضحك
" مفيش " ضحكت بسعادة وعيناها تلمعان
" يا بت بتخبي على مامتك! "
" هبقى اقولك لما يجي الوقت المناسب كلي بس يا ديحة ومتشغليش بالك "
" ماشي يا ستي " صمتت قليلا ثم اردفت " جوز بنتي المستقبلي اعترف بحبه؟ " تحدثت بخبث
"عرفتي منين " تحدثت بصدمة
" يا بت عيب عليكي " تحدثت بمزاح
" اه يا ماما بحبه اووي " تحدثت بهيام
" يا بت يا واقعة " ضحكت وهى تنظر لأبنتها شعرت اخيرا انها اصبحت كبيرة
ادمعت عيناها " بنتي كبرت وبقت تحب وهتتجوز وتسيبني لوحدي "
" متقوليش كدة انا هبقى لازقة فيكي على طول "
" بس انا هبص للجانب المشرق محدش هينام جمبي على السرير ويخنقني " تحدثت مديحة بمزاح
" كدة يا مديحة ماشي ماشي " ضحكت
