" بنتي!! " صرخت والدتها برعب
اما هو فالتقطها سريعا قبل ان تصل للأرض واحتضنها بقوة
" أسيل فوقي يا أسيل" حاول افاقتها ولكن بلا جدوى
" ماية يا طنط بسرعة! "
ذهبت سريعا وجلبت المياه وقام هو برشها على وجه أسيل
نظرت اليه بضعف وعيناها مليئة بالحزن والدموع وتنتظر قراره وهو قلبه يتقطع اربا وهو ينظر اليها لا يستيطع لفظ تلك الكلمة
" قبل ما تقول اي حاجة انا حامل" تحدثت وهى تبكي
بكى على بكائها واحتضنها بقوة ظلوا يبكون معا
" حامل! " تحدثت والدتها وعيناها تذرف الدموع
" ماما متضغطيش عليه اكتر من كدة انا روحي فيه يا ماما مقدرش اسيبه انا لو سبته مش هبقى بنتك الي تعرفيها هبقى واحدة ميتة من غير روح مقدرش اعيش من غيره ولو سابني انا الي هدور عليه بنفسي " دفنت رأسها بصدره وتشبثت به بقوة لاتريد افلاته
اما هو فنظر لوالدتها ينتظر ان يرى ردة فعلها
" يا بنتي انا خايفة عليكي انا مليش غيرك بعد ما ابوكي مات " تحدثت وهى تبكي
" وانا شوفت فيه حنان الأب وسند الأخ والحبيب والصاحب وكل حاجة هو عوضني عن كل حاجة مقدرش اتخلى عنه " شهقت وامسكت به ونظرت اليه بعيون باكية
" مش هتسيبني صح!؟..قول انك مش هتسيبني "
ابتسم وهو يضع يده على وجهها " شايفة ايه في عيني؟ "
" شايفاك معايا " ابتسمت ولازالت عيناها تذرف الدموع
" مقدرش اسيبك يا أسيل" احتضنها بقوة وهى بكت اكثر فأكثر
" ده كابوس بالنسبالي يا سيف مهما حصل اوعى تسيبني في يوم " بكت بقوة اكبر وهى تتشبث به
" خلاص اهدي انا معاكي مش هسيبك " قبل رأسها وهو يربت على ظهرها ولازال محتضنها
" انا بحبك اوي " تحدثت وهى تشهق
" وانا بحبك اكتر يا أسيل اهدي مش هسيبك " حاول تهدأتها حتى هدأت اخيرا
ومديحة تنظر لهم بخجل وهى تشعر بالعار من نفسها فهى الآن قد ظلمتها وظلمته معها شاهدت حبهم وتعلقهم ببعضهما وكأنهما روح واحدة خجلت من نفسها كثيرا وهى تحاول التفرقة بينهم وخجلت اكثر عندما تذكرت حنان سيف عليها وقسوتها عليه وجرحها له بحديثها مثل السكين ولكن منعها كبريائها من الأعتذار وذهبت من امامهما بقسوة
نظر اليها سيف " انتِ حامل بجد!؟ " تحدث بفرحة وعيناه تدمعان
" عرفت امبارح " ابتسمت وهى تضع يدها على وجهه
نظر الى بطنها ووضع يده عليها فابتسمت ووضعت يدها فوق يده وقلبها ينبض سريعا
احتضنها مجددا " انا اسف يا أسيل"
" بطل تعتذر انا الي اسفة على قسوة ماما والي انت اتعرضتله النهاردة حقك عليا انا محروجة منك اوي " تحدثت بحزن
" ده مش ذنبك " ابتسم وظل محتضنها
" انا هروح اشوفها يا سيف متضايقش مني "
" اتضايق من ايه!؟..دي مامتك انتِ بتقولي ايه!..روحي يا أسيل انا مستنيكي هنا "
ابتسمت له وذهبت لغرفة والدتها ونظرت اليها بعبوس وهى تنتظر منها الأعتذار
نظرت اليها والدتها بكبرياء ولم تتحدث
" لو جاية تعاتبيني او تقوليلي اعتذري فا انا مش هعتذر "
" ايه يا ماما القسوة الي انتِ فيها دي!..انا عمري ما اتعودت عليكي كدة انا بجد حزينة من كل قلبي "
" قسوة وحزينة!..كل ده عشان خايفة عليكي! "
" هو ذنبه ايه يا ماما!..مش انسان من حقه يحب ويتحب ويتجوز ويكون أسرة بذمتك يا ماما كان فيه احن منه عليكي!..ده لما كان بيعرف بس انك تعبانة شوية كان بيجي جري عليكي طب مش فاكرة اول جوازنا لما مرضيش يسيبك هنا لوحدك!..ده غير انه لما بيعرف ان ناقصك حاجة بيجيبهالك مع انه مش واجبه بس كان بيعتبرك امه الي ربنا رزقه بيها من تاني ده الي يستحقه منك القسوة والكلام الجارح ده!..حتى مخوفتيش عليه هو وهو الي مهدد بالقتل في كل لحظة!..ده بيحمينا وبيحمي مصر كلها نسيتي كل ده في لحظة! "
تنهدت " خلاص يا أسيل بقى انا ضميري مموتني خلقة " تحدثت بضيق
" ممكن تصالحيه؟..عشان هو ميستاهلش منك كدة!..ده ياما ضحى بحياته عشاني! "
" مش هيسامحني " تحدثت بخجل
" سيف اطيب واحن بكتير من انه ميسامحش "
نظرت لها وزفرت وذهبت وراء أسيل بخجل
" سيف " تحدثت مديحة بحرج وهى تتجنب النظر له
نظر لها سيف فشعرت بالتوتر
" انا اسفة سامحني على قسوتي معاك دي كانت لحظة غضب وخوف مكنتش اقصد ولا كلمة من الي قولتها " تحدثت بحذر
ابتسم ابتسامة مجاملة ولكن بالتأكيد قلبه محطم فهو عرف قدره عندها بالفعل ويعلم جيدا ان الحديث الذي يخرج من فم الإنسان في لحظة غضبه هو اصدق حديث " حقك تخافي على بنتك "
" وكانت انانية مني اني مخافش عليك ومحترمش علاقتكوا واغصب عليكوا سامحني "
ابتسم مجددا وتحدث بنبرته الهادئة" حصل خير "
ابتسمت أسيل له بامتنان وامسكت بيده
" الف مبروك يا ولاد على النونو الي هينورنا "
" الله يبارك في حضرتك " تحدث هو
" الله يبارك فيكي يا ماما " تحدثت أسيل
أما مديحة فقلبها يعتصر الما عندما حدثها برسمية لم تعتاد إلا ان يعاملها كوالدته ولكنها دمرت ذلك الحب الصادق بكلمة واحدة قاسية من فمها امتلأت عيناها بالدموع ونظرت للأسفل وحدثت نفسها " حقك يا ابني انا غلطت في حقك اوي "
شعرت بتوتر الأجواء فتحدثت " يلا خد مراتك وروحوا "
" هتيجي معانا مينفعش تعدي لوحدك لغاية ما اقبض عليه "
" هو انت ليه خايف عليا رغم الي قولته! " تحدثت وسقطت دمعة من عينها
" عشان ده واجبي "
جففت اعينها وذهبت لتحضير ملابسها
" ربنا يخليك ليا يا سيف " احتضنته اسيل بعمق اما هو فابتسم ابتسامة هادئة وقبل رأسها
عادت اليهما مديحة بعدما قامت بتحضير مستلزماتها
" يلا " تحدث سيف وذهبوا سويا لمنزلهم ولم ينطق احد بكلمة طوال الطريق
" حبيبتي انا لازم ارجع الشغل دلوقتي مش هينفع افضل اكتر من كدة واوعدك كل حاجة هتبقى بخير "
" ترجعلي بالسلامة يا حبيبي " ابتسمت وامسكت بيده بحنان ثم تركته يذهب