طرق باب المنزل وفتحت مديحة وابتسمت ابتسامة واسعة
" اتفضل يا حبيبي "
" ازيك يا طنط " ابتسم وهو يصافحها
" بخير يا حبيبي اتفضل " تحدثت بترحاب
جلست مديحة وسيف بالكرسي بجانبها ودلفت أسيل وهى ممسكة بصينية من العصير والكعك
ابتسم سيف ابتسامة مشرقة عندما رآها وجلست بجانب والدتها ونظرت اليه وابتسمت بسعادة
" انا يا طنط جاي اطلب ايد أسيل من حضرتك "
زغرطت بسعادة " يا سلام! ده انا يشرفني اسكت يا سيف ده انا راسمة عليك من اول مرة شوفتك فيها اخلاق ومركز ما شاء الله عليك يا حبيبي ومن هنا ورايح انا اسمي ماما مش طنط انت ابني " تحدثت بمزاح
" ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي" ابتسم بسعادة
وأسيل ترمقهما بسعادة وتبتسم
" دي بقى هدية مني لحماتي المستقبلية " تحدث بحب وهو يلبسها اسورة فضية
" يا حبيبي يا سيف! " تحدثت بسعادة
" ودي بقى مني لمراتي المستقبلية " ابتسم وهو يعطيها باقة من الزهور وصندوق مليئ بالشوكولاتة والهدايا القيمة
همست " بحبك " ابتسمت بهدوء فهى تخجل من التعبير عن حبها امام والدتها
ضحك وهمس مثلها " بحبك "
" انا هسيبكوا بقى تتكلموا مع بعض شوية علما احضر العشا " ذهبت مديحة من امامهم وتركتهما يتحدثان
" انا كمان جايبة لجوزي المستقبلي هدية " ابتسمت والبسته ساعة بيده
" جميلة اوي يا حبيبتي ربنا يخليكي ليا مش هقلعها خالص "
" ويخليك ليا يا حبيبي ومشوفش فيك حاجة وحشة ابدا"
امسكت يده بحب عندما دلفت مديحة فتركتها بخجل
" يلا يا ولاد الأكل جاهز " ابتسمت وهى تضع الأطباق على الطاولة وذهبا ليساعداها
مرت الأيام بهدوء غريب لم يعتادوا عليه لفترة حتى كانت اسيل ذاهبة للمشفى عندما نزل من سيارة سوداء كبيرة رجلان حملوها ووضعوها بالسيارة قبل ان تحاول حتى القيام بردة فعل
" انتوا مين عايزين مني ايه! " صرخت برعب ولكنهم لم يأبهوا وخدروها لتغمض عيناها من اثر المخدر
وضعوها بمستودع فارغ وكبلوها وتركوها تبكي وشهقاتها تملأ المكان
" مسمعش صوتك يا اما اقسم بالله هطخك " تحدث بعصبية
حاولت منع شهقاتها ونظرت اليه بقلق وظلت تذرف الدموع بهدوء وقلبها ينبض بعنف
امسك بهاتفها وهاتف سيف
" الو يا حبيبتي " تحدث وهو يجلس على كرسيه بملل
" سيف الحقني يا سيف " تحدثت ببكاء شديد
" فيه ايه!..حصل ايه! " انتفض من كرسيه بفزع
" لو عايز الحلوة بتاعتك ترجعلك سليمة يبقى تتصرف وتخرج امجد الدسوقي من السجن في خلال اسبوع يا اما اقسم بالله العظيم تلاتة لو اتأخرت يوم عن المهلة الي ادتهالك قول يا رحمن يا رحيم على الحلوة "
" جرب تلمسها وهتشوف انا هعمل في اللي جابوك ايه! " تحدث بغضب واغلق الرجل الخط بوجهه
" يا ترا بقى يا حلوة حبيبك ده هيضحي بشغله ومركزه عشانك ولا هيضحي بيكي "
نظرت لعيناه وضحكت بشماتة
" بتضحكي على ايه يا روح امك!؟ "
" هتعرف بنفسك بعدين " تحدثت بثقة وابتسامة ساخرة
" انتِ تعرفي حاجة انا معرفهاش؟ " تحدث وهو يجذبها من خصلاتها
" وانا هعرف منين انا عمري ما اتدخلت في شغل سيف ومعرفش مين الدسوقي ده انا يادوب دكتورة "
" عموما متقلقيش لسة عمرك مش هيخلص غير بعد اسبوع ده انتِ متوصي عليكي توصية مقولكيش "
لم تأبه لحديثه ونبض قلبها بطمأنينة
امسك بهاتفها واغلقه تماما لكي لا تستطيع الشرطة الوصول للموقع
" واحد غيري كان دشدشلك الموبايل بس عشان تعرفي بس انا بعزك ازاي " تحدث بسخرية
نظرت اليه باشمئزاز وظلت صامتة وحدثت نفسها " ربع ثقتك بنفسك يا غبي "
على الصعيد الآخر كان يجلس سيف مع مهندس البرمجيات بالشرطة
" هحاول اماطلهم لما يتصلوا وحاول تجيب موقعهم بسرعة "
" هعرف اجيبه في ظرف دقيقة حاول تماطل الوقت ده "
" انا سمعت صوت قطر قريب جدا من المكان معرفش لو ده هيساعدك "
" هيساعد جدا "
انتظروا لساعات حتى رن هاتف سيف أشار للجميع ان يهدأوا لا يريد سماع صوت بالمكان
" ايوا "
" ها فكرت ولا نخلص على السنيورة؟ "
" فكرت "
" وايه قرارك بقى "
" موافق..بس على شرط "
" اشرط يا سيدي "
" اسمع صوتها دلوقتي واتطمن عليها وهكون قد كلمتي معاك "
" خدي يا حلوة كلمي حبيب القلب "
" ايوا يا سيف "
" انتِ كويسة!؟..حد جه جمبك؟ "
" لا متقلقش انا بخير "
" متخافيش " تحدث بنبرة واثقة ليطمأنها
" مش خايفة انا عارفة كويس الي هيحصل "
ابتسم " شاطرة يا حبيبتي "
" يلا يا ماما انتِ هترغي كتير " امسك الهاتف من يدها
" مكان التسليم هيبقى فين؟ "
" هبعتلك المكان "
" هسلمهولك في ظرف يومين "
" حلو اوي " اغلق الهاتف ونظر سيف للتوقيت وجد انه قد مرت دقيقتان
" وصلتلهم فعلا عند سكة حديد قديمة شوية فا مفيش كاميرات مراقبة شغالة " تحدث المهندس
" وريني مكانهم فين واحنا هنتصرف "
اطلعه على المكان وذهب سيف هو ورجال مكافحة الإرهاب للموقع فجروا الباب الصفح ودلفوا للداخل وصوبوا الاسلحة نحوهم
امسك رئيس العصابة بأسيل ووضع السكين على عنقها وهذه المرة كان يمسك بكتفاها جيدا
نظرت لسيف بألم وبمجرد ان رأته اطلقت لدموعها العنان لتنهمر على وجهها بغزارة تخاف ان تحاول القيام بردة فعل فيقتلها
" حركة كمان وهتبقى مفرفرة في ايدى "
لازالت تنظر لسيف بألم وارجلها تراخت بشدة من الخوف لا تستطيع حمل جسدها ولكنها تحاول
امسك سيف بمسدسه واطلق على يده الممسكة بالسكين
صرخ الرجل بألم وامسك السكين بيده الاخرى وطعنها بقوة في بطنها
" اه..يا سيف " تحدثت بصراخ وسقطت على الأرض بوهن
اما قوات مكافحة الارهاب فأمسكوا به
وهرول سيف ناحيتها وضمها لصدره وامتلأت عيناه بالدموع وهو يضع يده على الجرح ويحاول ايقاف الدماء الغزيرة
" سامحيني حقك عليا انا السبب" احتضنها بقوة وهو يحملها بين يداه
" سيف "
" متتكلميش.. أسيل احنا لازم نسيب بعض انا مش هقدر استحمل حاجة عليكي مش هقدر اشوف حاجة بتجرالك بسببي سامحيني انتِ روحي وعشان كدة لازم ابعد عنك عشان اشوفك كويسة انا اذى ليكي "
نظرت لعيناه وابتسمت فهى لازالت ترى انها زوجته
" سيف مهما حاولت تبعد عني هترجعلي تاني انت قدري " ابتسمت واغمضت عيناها بتعب
" أسيل!..خليكي معايا! " وذهب بها لأقرب مشفى
هاتفت مديحة سيف بقلق " بنتي فين يا سيف مرجعتش البيت لغاية دلوقتي انا خايفة عليها اوي! "
" متخافيش يا ماما هى كويسة هى معايا "
" يا ابني طب معرفتنيش ليه انها معاك "
" كنت فاكرك عارفة متقلقيش انا هروحها بعد شوية "
" خدوا وقتكوا يا حبيبي طلامة هى معاك انا متطمنة عليها براحتكوا خالص انا مش حمة تنحة " تحدثت بمزاح
" ربنا يخليكي لينا يا حبيبتي " حاول اخفاء صوته المختنق واغلق الهاتف وانتظر لنصف ساعة ثم خرج الطبيب
" هى فاقت دلوقتي تقدر تشوفها"
دلف للداخل بسرعة وامسك بيدها نظر اليها وجدها مرهقة وتتنفس بتعب
" سامحيني يا أسيل كل ده بيحصلك بسببي حقك عليا"
سقطت دمعة دافئة على يدها فنظرت اليه بتعب
" أسيل من غير عناد احنا لازم نسيب بعض بعد الي حصل النهاردة ده مش هينفع اكون معاكي "
" سيف " لم يعطها مجالا للحديث واكمل
" سامحيني انا كنت اناني وحبيتك "
" سيف انت اجمل حاجة حصلتلي في حياتي "
نظر اليها بحزن ولم يتحدث
" انا مش هسيبك لو فيها موتي "
" مينفعش الي بتقوليه "
" قولتلك انت قدري وانا قدرك "
" مينفعش يا أسيل "
" تعرف انا بشوف ايه من اول مرة شوفتك فيها؟ " ابتسمت بتعب وامسكت بيده
" ايه؟ " تحدث ولازال وجهه حزين
" بشوفنا واحنا متجوزين..لما شوفتك اول مرة اتصدمت ومصدقتش نفسي وقولت لنفسي بس يا أسيل انتِ مستحيل تشوفيه تاني دي كانت مجرد صدفة هتتجوزيه ازاي!؟..بس كل حاجة وليها سبب يا سيف ودي كانت اجمل صدفة في حياتي " صمتت قليلا ثم اردفت " انا كل ما بشوفك وببص في عنيك بشوف نفس الرؤية مهما بعدت عني مصيرك تبقى ليا "
" بس يا أسيل انا مش هقدر اكون أناني اكتر من كدة! " تحدث بندم
" انت من حقك تعيش زي اي إنسان وانا بقى مش خايفة على نفسي ومش عايزة غيرك ولو بعدت عني انا الي هجري وراك برجليا " ثم تابعت " متحسش بالذنب من ناحيتي لأن دي مش غلطتك "
" انا بحبك اوي " تحدث والدموع لازالت بعيناه
امسكت بيده جيدا " وانا كمان بحبك "
بعد مرور ساعة
" هنعمل ايه في ماما دي لو عرفت هتموتنا احنا الاتنين" تحدثت هى ثم خطرت ببالها فكرة
" بس خلاص انا عرفت هعمل ايه هقولها اني كنت بحاول اعالج مدمن وكان خايف اني ابلغ البوليس فا ضربني بالمشرط في بطني عشان لو عرفت حقيقي هتعمل دراما كبيرة " تحدثت بمزاح
" خلاص ماشي " ابتسم وهو يمسح على رأسها
" ايوا يا ماما "
" صوتك ماله يا هانم مش مرتاحالك وسيف كمان متغير "
" بصي بصراحة ومن غير تهزيق انا كنت بعالج واحد مدمن وكان خايف اني ابلغ البوليس فا ضربني بالمشرط في بطني واخدت كام غرزة كدة ومش هروح غير بكرة وكلمت سيف يجيلي عشان عارفاكي هتنهاري وانتِ واقفة مكانك وقبل ما تصوتي في التليفون اقسم بالله انا كويسة طبيعي تعبانة شوية بس مش بموت يعني واتقبض عليه كمان "
" ينهارك اسود ومنيل!! " تحدثت بصدمة
" انا جايالك حالا "
" هتيجي فين الساعة اتنين بليل حضرتك لوحدك كدة!؟ " تحدثت أسيل
" اومال مجيش ان شاء الله ده انتِ هتموتيني مجلوطة في يوم! "
" ماما سيف معايا ومش هيسيبني ارجوكي خليكي في البيت وحضريلي اكلة حلوة تعوض الدم الي خسرته "
" خلاص طلامة خطيبك معاكي يبقى تمام " اغلقت الهاتف
" الحمدلله قدرت أهديها " تحدثت بمزاح
وهو لازال يمسح على رأسها وينظر إليها بتلك النظرة النادمة
" ارجوك متبصليش بندم كدة " تحدثت بحزن
" مش قادر محسش بالذنب ناحيتك مش قادر اسامح نفسي "
وضعت يدها على وجهه بحنان
" سيف صدقني دي مش غلطتك "
" غلطتي عشان بسببي حياتك بقت بايظة وبقيتي في خطر سامحيني "
" متجننيش يا راجل انت " تحدثت بمزاح فابتسم بانطفاء
" ارجوك مبحبش اشوفك كدة "
تظر اليها وام يتحدث
" هعيط انت حر " تحدثت باختناق
" يا بنتي انتِ بتحبي العياط قد عنيكي!؟..نامي نامي "
" حاضر " ضحكت بتعب واغمضت عيناها
وظل هو ممسكا بيدها يتأملها طوال الليل
