6. فوَضَىٰ.

416 64 13
                                    

و قَنَّعَت أَن نَصِيبِي فِي الدُّنْيَا كَالطَّيْر ، وَلَكِن سُبْحَانَك حَتَّى الطَّيْرُ لَهَا أَوْطَان وَتَعُود إلَيْهَا وَأَنَا مَازِلْت أَطِير.

-فَوْت قَبْلَ البَدْءِ.

•───────────────────•

-ميونغ

" مَا هَذَا بِحَقّ الرَّبّ؟! "

صَحَّت بِارْتِبَاك وَأَنَا أَرَاهُ يَتَقَدَّم ببسمة بَرِيئَةٌ مرعبة. أَسْنَانِه أَصْبَحْت أنياباً و عَيْنَاه حَمْرَاء قانِيَة ، بَقِيَت اتحاشى المَحاصرَة ضِدّ الْحَائِط الخشبي بتجنبي الْوُقُوف إمَامِه.

تَوَقَّفَ عَلَى حِينِ غِرَّةٍ إمَام الْحَائِط ، وَعَاد لِوَضْعِه الْبَشَرِيّ مَع هَالَة الْجَفَاء تحيطه ، فَتَنَفَّسَت الصُّعَدَاء و تَكَتَّفَت قَائِلُةََ :
" ه-هل أَنْت... "

" وَحْش؟! "

رُفِعَت حاجباي عِنْدَ آخَرَ كَلِمَةٍ اترقب الرَّدّ ، وَكَان رَدَّه اِبْتِسَامَةٌ جَانِبَيْه بَيْنَمَا نَظَرِه مُرْتَكِز عَلَى الْحَائِطِ و يَدَان تَعُودُ إلَى مُسْتَقَرِّهَا فِي جُيُوبِهِ، كَالَعادّةَ.

صِحَتُ بِبُكَاء مُصْطَنَع بِلَا وَعِيّ :

" وَيْلَاه عَلَى حَظَّك يَا ميونغ!! "

فتأفأف و أَجَابَنِي قائلاً :

" لَا!..
إمَّا أَنْ تكونِ حَمْقَاء أَكْثَرَ مِنْ اللَّازِمِ أَو تحاولين
نُكْرَان تخَميّنكَ "

شخرتُ ساخرةََ و جَارِيَتَه بنبرة حَاوَلَت جَعَلَهَا مستفزة :

"أيَ تَخمَين تَقصدَ؟ أَوَلَيْس باسَتّطاعِتَكَ قَرَأَة
الْأَفْكَار؟! "

أَشاح وَجْهَه جانباً وَ واَلانَي ظَهْرَهُ وَقَدْ اعْتَرَاه الْعَجْزِ عَنْ الرَّدِّ ، ذَلِكَ أثَارٌ فُضُولِيٌّ.!

" إلَّا تعتقَدينَ إِنَّك فُضُولِيَّة بِشَكْل مُزْعِج؟ "

تجاهلتُ مَا أَعْقَب بِهِ وَ رحتُ اقتَربَ مَن النَافِذةَ أُفَكِّر...

إنْ كَانَ مَصّاص دِمَاء فَيَجِبُ أَنْ تَكُونَ بَشَرَتُهُ شاحبة بَيْضَاء و بَارِدَة وَكَانَ يَجِبُ أَنْ يَشْرَبَ دمائي مُنْذ أوَّلِ لِقَاءٍ أَوْ حَتَّى عِنْدَمَا اخْتَطَفَنِي ، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ كَذَلِكَ بَشَرَتَه تَبْدُو دافئةً و الْأَهَمّ هِي حنطية. وَالْأَكْثَر أَهَمِّيَّة أَن مصاصي الدِّمَاء خِرَافَة يَا شَبَابَ خِرَافَة!!

متهورة العنيد || 2 || 𝐊.𝐓𝐇 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن