15. كَـالَثلجِ وَ النَارَ.

285 51 18
                                    

ونَقولُ غداً أجمَل، ويأتيَ الغدَ لتدريّ أنَ ألامسْ كانَ أرحَمّ.

-فَوْت قَبْلَ البَدْءِ 💞

••••••••••

عَلَى بُعْدٍ مِنْ النَّوَافِذِ الْمُسْتَطِيلَةِ ، كَانَتْ تُبَرِّكُ الْفَتَاةَ عَلَى أَحَدِ كَرَاسِي الِانْتِظَارِ فِي الرُّدْهَةِ، ذَاتَ شَعْرِ الْكُسْتِنَاءِ، تَلَفُهُ عَلَى هَيْئَةِ ذَيْلِ حِصَانٍ مُتَوَسِّطِ الطُّولِ، يَقْبَعُ بَيْنَ رَاحَتَيْهَا عِدَّةَ أَوْرَاقٍ قَدْ طُبِعَتْ عَلَيْهَا أَحْرُفٌ إِنْجِلِيزِيٌّ وَ رُمُوزٌ لَا يَفْقَهُهَا غَيْرُ الْأَطِبَّاءِ.

مَرَّ عَلَيْهَا طَيْفُ ذَلِكَ الرَّجُلِ الْغَرِيبُ، بَارْكْ جِيمِينْ وَرِفَاقُهُ وَكَمْ هُمْ مُرِيبُونَ ، تُفَكِّرُ مَلِيًّاً انْ كَانُوا قَدْ يُشَكِّلُونَ خَطَرًاً عَلَيْهَا، لَكِنَّهَا فِي نِهَايَةِ الْمَطَافِ اقْتَنَعَتْ تَمَامًاً انَّهَا تَقُومُ بِوَاجِبِهَا كَطَبِيبَةٍ لَا أَكْثَرَ وَلَا أَقَلَّ.

لَكِنَّهَا مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، تُرِيدُ عِلْمَ أَحْوَالِهِمْ الْآنَ وَالْفُضُولِ قَدْ اقْتَحَمَ دَوَاخِلَهَا لِمَعْرِفَةِ سَبَبِ إِخْتِفَاءِهِمْ وَعَنْ مَاذَا يَبْحَثُونَ، هِيَ ذَلِكَ النَّوْعُ مِنْ الْأَشْخَاصِ الدِّرَامِيِّينَ الَّذِينَ يَعْشَقُونَ الِاكْشَنَ فِي حَيَوَاتِهِمْ أَثَرَ الْمَلَلِ الْمُهَيْمَنِ عَلَيْهَا.

" تِشُويْ رُو نَا!! عُودِي إِلَى الْعَمَلِ أَيَّتُهَا الْمُهْمَلَةُ!"

شَقَلَبَتْ مَقْلَتَيْهَا تَفْتَحُ فَاهَهَا رَغْبَةً بِالشَّتْمِ، لَكِنَّهَا تُدْرِكُ جَيِّدًاً إِنَّ الشَّتْمَ مُقَابِلَ طَرْدِهَا. فَذَلِكَ كَانَ صَوْتُ الْمُدِيرِ الْاشِيبِ وَاَلَّذِي يَقِفُ عِنْدَ نِهَايَةِ الرِّوَاقِ يُشَابِكُ كَفَّيْهِ خَلْفَ ظَهْرِهِ، هُوَ يَكْتَفِي بِالتَّجَوُّلِ مُتَأَكِّدًاً مِنْ نَزَاهَةِ عَمَلِ اطْبَاءِهِ وَ الْمُمَرِّضِينَ.

أُسْتَقَامَتْ تَنْحَنِي بِزَاوِيَةٍ تِسْعَونَ دَرَجَةً بَيْنَمَا تَصِيحُ بِنَبْرَةٍ مُحْتَرَمَةٍ :

" أَنَا أُحَاوِلُ تَشْخِيصَ حَالَةِ مَرِيضِ سَيِّدِي!! "

اوْمِئْ لَهَا وَ هَتَفَ :

" حَسَنًاً، كَونِي دَقِيقَةً! "

هَزتْ رَأْسُهَا مُؤَكَّدٌ وَانْحَنَّتْ مُجَدَّدًاً مَا أَنْ غَادَرَ، رُفِعَتْ جُمْجُمَتُهَا تَتَأَكَّدُ مِنْ ذَهَابِهِ وَمَا أَنْ تَأَكَّدَتْ حَتَّى اسْتَقَامَ ظَهْرُهَا وَتَخَصَّرَتْ تَتَأَفَّأَفْ بِضَجَرٍ.

متهورة العنيد || 2 || 𝐊.𝐓𝐇 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن