البارت 24

3K 208 147
                                    


أنواع الحصار التي تخنقني في يقضتي و نومي هي تلك الحروف التي تأبى الخروج من جوفي ، ربما لو لم نكن نقع بحب الجبناء لما آل بنا الحال جالسين نثري حالنا و حال قلبنا
الجبان يتركك منتصف الطريق بعدما حاربت الصديق و العدو من أجله حتى نفسك ! كلنا لم نراعي أفئدتنا في أحد أيام حياتنا .
.
..
.
.
.
.

إن ما نحاول محوه بالقوة سيسطع كالبدر المنير في ليلة شتوية نادرة، لم يمر الا اسبوعا واحدا فقط منذ غياب بدر حيدر المنير و ضعفه الوحيد
فاطمة
جالسا قبالة زينب التي سمعت بهول ما جرى لها ، جزءا منها يعلم أن لها سببا في نكبتها، لكن ذلك يستحق تضحيات إذا ما كانت النتائج ترضيها
كسرت الصمت تنظر لزوجها الذابل الذي يأكل من صحنه كالجماد، لمدة ساعتين كاملتين لم يحدثها سوى إجابات عن أسئلتها و تارة يآثر الصمت
و هذا ما آثار حنقها

" أعلم أن الوقت ليس مناسبا يا حيدر و لكن قلبي مسه الضر من خسارة قطعة مني لم ينفخ فيها الروح حتى ! و أنا على مشارف الرابعة و العشرون أريد ولدا أئنس به و يحمل اسمك من بعدك! أليس الوقت مناسبا لنفكر بجدية بدل أن يكون عن الطريق الخطأ؟"

سكتت و بحلقها بهتت الحروف حالما رأت هيئة حيدر الذي هو على وشك أن يثب عليها يفتتها بين يديه عل ذلك يخمد نار غيضه

" تالله لو لم تركع أمك لي ذلا لأجلك لجعلتك رمادا تدوس عليه الدواب، لك العين الصحيحة التي تطالب بحقوقك بعدما جردتي نفسك من كرامتك و رميتي نفسك على رجل لم يكن بقواه العقلية؟ ما أنت ! أستحلفك بالله ما طينتك من البشر ، بل ماذا فعلت ذنوبا بحياتي لأبقى عالقا مع امرأة لا اعلم ماهي بالضبط؟"

صرخ بوجهها راميا صحنه على الأرض بينما الأخرى تشعر أن قلبها سيتوقف ألما بأية لحظة
تعلم أنها أخطئت و خطاياها لا تغتفر لكنها تستحق الصفح مرة على الأقل!
لم لا يستطيع أحدا مسامحتها ؟ كل ما أرادته هو أن تعيش الحياة التي حلمت بها

" لكني زوجتك الان و على اسمك حيدر! و اصبح لديك الآن زوجة واحدة فتقبل الأمر "

هسهست بفحيح ليضحك الآخر ملئ شدقيه، تقول زوجته؟ بعدما عانى الأمرين طوال الاسبوع دون زوجته التي أرادها و كاد أن يقتل ليحصل عليها؟

" تقولين أتقبله كما تقبلتك من قبله ؟ هل أنا خلقت فقط لأتقبل خطاياك و أتبعك كما الكلب ؟ حياتي كلها لم أرى طينتك من النساء ، ما فعلت في دنياي لأبتلي بك !  بت أشعر شعور ذلك الوغد فارس عندما طلقك "

تركها بصدمتها ناهضا من مضجعه ! لم تتخيل يوما أن يعيبها حيدر بطلاقها من فارس يوما ! ربما أثمت بحقه يوم هرولت نحو فارس تاركة إياه تعيبه بشكله و غلضته و عندما عادت بخيباتها أرادت أن تلملها عبره ، هي لم تحبذ فكرة أن تكون سواكا في أفواه قبيلتها يحركونه على أفواههم ساخرين منها! لم ترد أن تعاب بطلاقها من ابن رئيس قبيلة الغرب و لم تجد ما يناسب نسبها و جمالها غير رئيس قبيلة يضاهي او يفوق قوة فارس وً لم يكن سوى حيدر أمامها ، حامت حوله و وسوست لأييها و أمها أن يلحوا عليه الزواج و لن يجدوا من زينب أحسن منها ، توسلوه شيوخ القبيلة ليخضعوه و تعلم أنهم إذا ما رفضوا سيرفضون له طالبا مستقبلا ، و لم تتخيل يوما ان يستخدم ورقة قبوله للزواج من أخرى ، زينب لم تكن السهلة المطيعة بل الخبث يتجلى فيها
و لم يمر يوما دون أن ترد لخصومها الصاع صاعين

حَيدَر : العِشْقُ يُكَمِّلُهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن