البارت 25

2.9K 169 82
                                    



عجز قلبي عن إحتوائك فخيّرت الصمت على أن أبكي أطلالك ، خذلتك ذلك الخدلان الذي لا يوجد بعده سبيل للعيش ، ما لذة حياة الدنيا دونك .. تصوّفت عن كل البشر عداك ، فأنتِ الخطيئة التي ما بعدها التوبة ..
سيأتي ذلك الوقت الذي أدرك فيه أن تمزيق تلك الصفحة التي تحمل في طياتها ملامحك سيكون فشلي الأخير في محوك من روحي، تمادينا في عشقنا و نسينا أن كل أقدارنا مكتوبة .

حاول أن تخفي نقطة ضعفك قدر ما استطعت، هي ليست نقطة، هي أشبه بثقب أو نفق يقود العالم للعبث بداخلك !

(مقتبس)

إنفجار يصم الآذان لا يسمعه إلا شخص واحد ، و هو صاحب الإنفجار العظيم .. بقرارة نفسه لم يكن يوما ذلك المتهور الذي يرمي نفسه بالنار فقط ليثبت وجة نظره فلو كان كذلك لما كانت أقوى القبائل تحت بساط يده
لم يسعه ان يتوارى عن الأنظار فما بصقه لن يستطيع أن يعيده، و ما يتعجب منه أنه لم يندم مثقال ذرة على ما قاله ! هو رجل لا يترنح في قراراته لو كانت على كف عفريت ، هو ذو كلمة قاطعة .. لا يستخدم صرعته قط في نقاشاته و بسبب المرأة التي أرّقت لياليه فهاهو يبسط يده العليا على نفس الشخص مرتين و لنفس السبب
أرخى دفاعه ليسقطه ليث على أحد الكراسي ناظرا له بحنق ، الذي أمامه ليس حيدر الذي يعرفه

" و الله لو لم أعش معك ربع قرن لقلت أن حيدر جن جنونه أو تلبسه شيطان ما ! هل صرت تُستفز من أجل إمرأة ! ليس مال ولا جاه و لا حتى دينك بل إمرأة ؟"

تكلم ليث بدهشة لينهض حيدر بعصبية لم تلق به يوما

" بل زوجتي التي يتحدث عنها في كل مضجع كما لو أن نساء الدنيا قد فنت! في كل مرة أراه أو أسمع بإسمه يقترن بإحدى نسائي ! ما عجينتك من البشر أنت ؟ هل كتب على ظهرك أنك تريد كل نسوة حيدر؟ هل إذا حيدر رمى نفسه على النار تتبعه بالمثل! لو كنت إمرأة لقلت أنها غيرة نساء لكني ما أراه ظاهرا يظهر العكس .. و هذا ما بت أشك به "

إهانته العلنية لفارس قد رسمت وجوها مستنكرة ، فلا مشاييخ القبائل الغربية ولا مشاييخ قبيلته قد غضوا بصرهم عن عنفوان حيدر المبالغ به ، يعلمون أن فارس طائش لا يعتمد عليه لكنه لم يخطئ هذه المرة
بصق فارس الدماء بألم لم يظهره لينهض متحديا إياه كأنما حياته لا تهمه

" تظن أنك تحمل الأرض بكف و السماء بكفك الآخر ! و انت الآمر الناهي للكل، الوجود القابعون هنا تحت رحمتك؟ ما شأني أنا بخساراتك الواحدة التلوى الأخرى بزواجك ؟ هل ما قلته حرام أم عيب ! ثم ماذا ؟ تحمل الجاه و المتاع لطليقتك تردها لعصمتك ! هل إحلوّت بعينيك بعدما طلقتها؟ "

غيضه الشديد جعله يستفز الآخر دون معرفة العواقب ، حيدر يريد أن يمزق وجهه كي لا يتعرف على ملامحه فقط .. نشوة القتل تزداد لديه كل ثانية
أوقف تلك المهزلة بنظره اكبرهم هناك ، إمام القرى يدعى عمر
ضرب العصى بجسده الهزيل على الأرض غاضبا

حَيدَر : العِشْقُ يُكَمِّلُهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن