حَيدَر : العِشْقُ يُكَمِّلُه

البارت 14

و حين صافحت عيني عينها .. شعرت بالدماء تطفر طافحة إلى خدي . و في لحظة زمنية قصيرة ، قصيرة جدا ، انحسرت كل مشاعري نحوها ، و انصبت عليها ، حملها إليها تسلل نظرة كابية ، كادت تنطفي ، و هي في طريقها نحوها ، و هب برأسي تاريخ قلب .. قلب جريح ..

________________

هبت عاصفة هوجاء في ليلة زفاف بائسة حزينة كحال القلب المثقل وجعا و المدفون إكراها..أن يتحتم عليك العيش بعالم بعيد كل البعد عن اتصال روحك مع من عشت الدهر معهم
حتى لو كان نصف الدهر

تذرف دمع حزنها اليائس؛يخبرها قلبها أن تعتاد الجرح ..الآن فقط ذلك الجرح طري و ستعتاد عليه يوما ما
سيخلف ندبة داخلها أكثر عمقا و وجعا من ندبته تلك
ندبتها ستكون بشعة مؤلمة لها بكل نفس ستتنفسه

جلست مضجعها بعد أن سمعت كل ما تريده قبل ساعتان ...كلفها كل قوتها لتمثل البرود و التحدي

لازالت هشة صغيرة على هكذا تحدي
هي تتحدى قبيلة بأكملها
هي تتحدى رجلا يعادل الف رجل
هي تتحدى محاربا

تنهدت بقلة حيلة مغمضة عيناها تذكر نفسها أن كل شيئ سيهون. ..
بخضم تفكيرها و عاصفة المشاعر التي تنتابها فتح باب غرفتها ببطئ ..تنفست بثقل ظانة أن زوجها من دخل الغرفة

تنفست داخليا براحة حالما رأت خالة حيدر تتقدم بنظرات حانية
قبلت خديها تنثر عليها عبارات الإعجاب بحسنها و جمالها

"سبحان من خلقك يا ابنتي صدق من قال إن الله في خلقه إبداع "

أحمرت وجنتي فاطمة لاطراءها ودت لو أن شخصا آخر اكتفى بجمالها لو أنها أعجبته و كانت بذلك الجمال لجعلته خاضعا لها

"شكرا لك خالتي "

نبست بخجل لتطالع الخالة وجهها الحزين رغم ابتسامتها الخاطفة ...مسحت على رأسها بحنو

" كوني على يقين أن الله يريد اختبار صبرك،رغم أنه منحك الجمال و العقل إلا أنه ليس سوى نعمة زائلة مع مرور الزمن سيبقى فقط مبدأك و قوة شخصيتك و هيبتك كزوجة حيدر ..افرضي نفسك كأنك زوجته الأولى و ليس الثانية، انت من قرع عليها الطبل من أجلك و سمع كل صوب من البلد،انت فقط من أغرقت بالهدايا، انت من دفع عليك المهر بسخاء، بكل بساطة انت الأولى و الأخيرة اجعلي زوجك يعلم ذلك
كوني قوية "

لمعت عينا فاطمة بتحدي سافر، لن تصمت و تكون مجرد اثاث له و علكة بفم قبيلته أو زوجته الأخرى
فاليذق مرارة السم دون أن يقوله

نظرت لها بنظرات شغف بعيد جعلت تلك الخالة تطالعها بإعجاب و قد أيقنت الآن هذه الفتاة ستكون موت حيدر لا محال