البارت 18

13.8K 409 87
                                    

لطالما ظننت اني إكتفيت من آلامك و آلام فراقك،لكني كنت غبيا لتلك الدرجة التي قلت بها كلمة "ظننت" ، تلك الكلمة تليق بالمغفلين مثلي ..أولئك الذين يتشبثون بالأشياء البعيدة عنهم بعد الكون عن الأرض، فلو كانت تلك الكلمة بها خيرا لما تبعت بعبارة 'الإثم'

***********

غارق بالأفكار لا يجد مخرجا منها ، ابتعدت الآن فاليفرح الكل .. يعلم أن كل القبيلة لم تردها أن تكون برتبة "لالة " ( صفة تطلق على المرأة ذات الشأن العظيم أو ذات النفوذ معناها سيدة الكل )

يشعر بالاختناق فقط بعد يوم من رحيلها،  لم يخرج من غرفتهما ابدا .. يرثي حاله و حالها ، بعيدة بثلاثة أيام عنه يكاد يجن دونها .. ينظر للفراع لا يستطيع مواساة نفسه الجبانة .. لم يقاتل من اجلها
عرفه تستنكر عدم طاعة الوالدين خاصة الأم فلو جاء فوق كلمتها لحدثت الطامة الكبرى و يقال ان مجيد ابن السي عبد المالك يعصي أمه
لرجم بالتأكيد
و الان يحتاج حضنها فقط، حضنته أمه ، لكن حضن الحبيب مختلف ، حضن أمه مريح يواسيه و حضن محبوبته يشعره بالنشوة و القوة

بات أكثر ضعفا دونها ، هو يفقد انفاسه و هي ليست بالجوار

طرقات على بابه كسرت تفكيره بها

" مجيد بني ارجوك انت لم تدخل لقمة لفمك منذ البارحة صباحا "

تنفس بغل ليخرج من غرفته و يرى والديه و أخاه محند إضافة إلى زوجته مريم

"مجيد اقلقتني عليك"

أضافت مريم ليغمض عيناه محاولا تمالك نفسه

" تفعل بنفسك هذا من اجلها ؟ إذا نعود و نرجعها لعصمتك"

تحدث عبد المالك بهدوء ، غضب جحيمي احتل كيان مريم ، أرتاحت منها فقط ليوم واحد و يريد إرجاعها
عليها أن تقوم بشيئ لتمنع ذلك

" مجيد ما رأيك بأن أحضر لك العشاء و حماما ساخنا لترتاح و تصفي ذهنك أكثر ها ؟"

التوتر الذي بصوتها لم يخفى عن الكل
قلب محند عيناه بضجر عن تلك العلقة كما يسميها
فهو لم يحبها ابدا بسبب تصرفاتها المخجلة التي كانت ناحية أخاه قبل أن تتزوجه
قسرا

" يريد زوجته و ليس حماما ساخنا.. خذيه لنفسك عل ذهنك يصفى من أوهامك المريضة"

أردف بسخرية لتجزره أمه موبخة اياه

" محند صن لسانك..هي ابنة عمك "

حَيدَر : العِشْقُ يُكَمِّلُهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن