رباط الأخوة [ 26 ]

4.1K 203 26
                                    





💫 لا تنسوا إضاءة النجمة نجومي 💫










-- ↝※↜ --



كانت ساعات الليل والظلام الحالك يتلبس المدينة المزدحمة والمكتظة بسياراتها ، حركة المرور متوقفة بسبب التزاحم على الطريق كما هو الحال دائمًا ، كانَ هناك على الرصيف يقف طفل صغير ، ربما يحاول عبور الطريق لكن السيارات المارة لا تفسح له مجال ..

فتًى بشعر رمادي يبلغ الثانية عشر من عمره ، يتمشى في الأرجاء بلا وجهة محددة ، يراقب المكان وينظر بعيدًا إلى الطريق المزدحم بينما يهمهم بأغنيته المُفضلة ، كانَ قد حان وقت نومه و لكنه كعادته غافلَ حارس دارَ الأيتام وقفزَ من على الحائط للاستمتاع بالمنظر الليلي للمدينة ..

كانَ مارًا عندما رأى طفلًا يحاول عبور الطريق ، هذا ما اعتقده في البداية ، لكن حركة المرور المزدحمة والبطيئة أوضحت له أن الصبي لم يكن يحاول عبور الطريق ، بل كان يحاول القفز أمام سيارة مسرعة على الطريق!

تجمدَ الفتى الأكبر في مكانه يفكر في السبب المحتمل ليجعل هذا الطفل الصغير يحاول الانتحار ..

قُوطِعَ حبلَ أفكاره بسبب صوت البوق الصاخب والصراخ المرعب الذي تسلسل لأذنيه ، أسرعَ الفتى راكضًا نحو الصوت مفكرًا أنه ربما فات الأوان وأنَّ الطفل قد قفزَ أمام السيارة ملاقيًا حتفه !

ولكن عندما اقتربَ طالعه منظر الصبي المرتجف ، يغطي أذنيه وهو ينوح باكيًا بصوتٍ عالٍ ، لم يستطع كبح نفسه وسارعَ إليه يعانقه ويمسحَ على فؤاده بكلمات تهدئ روحه الملتاعة ..

خرجَ سائق السيارة ووقف بجانبه ..

"إذا كنتَ راغبًا في الموت فابحث عن سيارةِ شخصٍ آخر أيها الشقي !" قالَ السائق وهو ينظر إلى الطفل الباكي الذي جفل وهو يستمع إلى صراخه العالي ..

" أنا أسف سيدي "

قال الأكبر للسائق بينما ما زال يحتوي الطفل بإحكام بين ذراعيه

"لو أنه مات لكنتُ في مأز ..."

"لكنه لم يمت سيدي"

نظر السائق إلى الصبي الأكبر لبرهةٍ ثم استدار لاعنًا ليغادر المكان بسيارته ..

" هل أنت بخير أيها الصغير ؟"

وجه الصبي الأكبر أنظاره صوب الصغير الذي كان لا يزال يبكي بشدة ،ويداه لا زالتا تحجبان أذنيه ولكنه لم يعد يرتجف بعد الآن.

INNOCENTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن