الفصل السادس والعشرون

24.6K 717 67
                                    

رواية المعلِم
الفصل السادس والعشرون ..
_________________________________________________

_ يجلس على الفراش مستند علي وسادة اسفنجية ، تتوسط هي صدره محاوطة خصره بذراعها ، يعصف بخلاياها مشاعرة عدة ، تتخبط بين حيائها الشديد منه بعد خوض خطوة جريئة معه وبين شعور الأمان التي شعرت به بين أحضانه ، ناهيك عن مشاعر الخوف والشجن وبين الشغف والعشق ، تتعسر وتتعسر في أفكارها التي لا نهاية لها ..

_ لن تنكر أنه بات شاغلها الأساسي ، لا تريد سواه ، ياحبذا عناقه القوي الذي يصل الي اوتارها من فرط قوته ، وها هي تستكين بين أضلعه بشعور مختلف كلياً ، مشاعر عدة تتخبط بينهم ، ما بين شعورها بأنها باتت امرأته ملكه قولاً وفعلاً وبين خجلها الذي ازداد أضعافاً ولا تدري كيفية النظر إليه بعدما حدث ،

_ قطع حبل أفكارها غنائه بصوت عذب يحمل بين طياته الشوق والعشق وهو يداعب خصلاتها بنعومة :-
_ حُسنً تجلي ، أسرني خلي ، قلبي مُتيم وعقلي فيه ، سِحرُاً فتني خلاني أغني وخلي روحي يا روحي  تروح إليك

_ وضع أصابعه علي ذقنها ورفع وجهها إليه مشكلاً ابتسامة عذبة علي ثغره ، شعور غريب يراوده لم يشعر بكونه ذكر له حقوقه كما عليه واجبات ، للمرة الأولي يشعر بالراحة الكلية ، عقل بذهن صافٍ لا يعكره سوء التفكير ، قلب هادئ لا يشعر بأي اضطرابات ، كما يتغلغل الشعور الاقوي من بينهم وهو السكينة!

_ يشعر بأنها باتت مسكنه الوحيد الذي يتحلي بالهدوء والطمأنينة لطلاما افتقدهم كثيراً ، أعادت إليه شغفه وشعوره بالشجن حيال كل شئ ،

_ اقترب من وجهها ومرر أنامله علي شفاها برفق وهمس قائلا :-
_ بحبك

_ سرت رجفة قوية في أوصالها الساكنة ، تقوس ثغرها بإبتسامة خجولة مرتبكة وهمست بصوت رقيق منخفض :-
_ وأنا كمان!

_ داعب وجنتها بإبهامه بحركة ثابتة وهتف متسائلاً بخبث :-
_ وانتي كمان ايه ؟

_ ابتلعت ريقها مراراً لكي تضبط حنجرتها وهمست بصوت متحشرج :-
_ وانا كمان .. بحبك

_ جن عقله عندما صرحت بحبها بتلك النبرة الخافتة ، لم يستطيع مقاومة جوارحه أكثر من ذلك لكن يجدر عليه ألا يخفيها منه فهي لازالت محاصرة بين خجلها لهذا التحول الكبير الذي حدث لها منذ قليل ،

_ تنهد بحرارة وأردف قائلا وهو يطالعها بشغف :-
_ تحبي تعملي ايه ، اطلبي اي حاجة وانا اعملهالك!

_ ضغطت علي شفاها السفلية بحياء وهي تفكر في شئ ما يفعلاه سوياً ، لم تأتي بفكرة جيدة فكل أفكارها بلهاء وهو سيبرفص حتماً ،

_ هز ريان رأسه في محاولة منه علي فهم ما يدور في ذهنها وعندما فشل سألها مباشرةً :-
_ بتفكري في ايه قولي اي حاجة انتي عايزاها متتردديش!

المعلِم ( جاري التعديل ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن