رواية المعلِم
الفصل الثالث والثلاثون
_________________________________________________
_ استيقظ ريان علي صوتها الأنثوي الرقيق الذي يحثه علي النهوض ، فتح عينيه بكسل ثم ابتسم بتكلف ، عدل من نومته وطالعها بتفحص ، لقد كانت واقفة أمامه بكامل ثيابها الخارجية ، عقد ما بين حاجبيه بغرابة وهز رأسه مشيراً بيده إليها فاستشفت قصده وأسرعت بالحديث موضحة :-
_ هروح الكلية كفاية غياب طول الوقت اللي فات وبعدين حضرتك مش ناوي تيجي معايا ولا ايه ؟_ هز ريان رأسه برفض كما أشار إليها بأنه قد حول جامعته منزلية لكي لا ينشغل بها في منتصف مشاغله ، تنهد بحرارة وهو يتذكر أنه بات خالياً من المشاغل والمسؤوليات ، أخفض رأسه وأخرج تنهيدة بطيئة مليئة بالحزن الشديد بينما أضافت هي بنبرة عفوية :-
_ عملت لك فطار يجنن يارب يعجبك_ نهض وسار خلفها وتفاجئ بالطعام المتنوع علي الطاولة ، ابدعت في تحضيره كأنها ترسم لوحة وليس طعام سوف يُأكل ، كانت تتابعه عنود باهتمام لكي تري تعابير وجهه وعندما رأت اندهاشه تشكلت ابتسامة سعيدة علي محياها دون وعي منها ،
_ حمحمت ثم جلست بينما ترأس ريان الطاولة وبدأت هي في بالحديث :-
_ طبعاً كل اللي انت شايفه ده يرجع لهاجر هي اللي قالتلي بيطبخ ازاي !_ أمسك ريان يديها الموضوعة علي الطاولة ورفعها الي فمه ووضع قبلة رقيقة عليها وطالعها بعشق كما بادلته هي نظرات خجولة ثم شرع كليهما في تناول الفطور ، كانت تقطع عنود ذاك الصمت من حين إلي آخر بإخباره عن حماسها لأول مشاركة لهم في المذاكرة ، كان ينصت لها بحزن وعدم رغبة لكن حماسها المنعكس علي نبرتها يرغمه علي السعادة ومشاركتها الحديث حتي لو بنظرة منه ..
_ انتهت من تناول الفطور ثم وضعت الصحون في المطبخ وقامت بتنظيفهم سريعاً ركضت نحو الباب عندما سمعت رنين الجرس ، أنها هالة كما توقعت تماماً ، تبادلن الفتيات بسمة سعيدة لكونهم سيتشاركن السير والمواصلات وأيضاً العودة معاً ، اقترب ريان من عنود ووضع قُبلة علي وجنتها فاثار خجل الفتاتان ، توردت وجنتي عنود بالحمرة الصريحة لكنها حاولت أن تبدو طبيعية قدر المستطاع ثم ودعته وغادرت ..
_ توقفن حينما صف يحيي سيارته امامهن ، ترجل منها وأخذ نفساً وابتسم حينما رأي إشراقة وجه عنود قد عادت من جديد ، اقترب منهم بخطي متمهلة وأردف بصوته الأجش :-
_ صباح الخير ايه النشاط ده كله ؟_ كان يتحدث وعيناه تطالع عنود ولا تري سواها بينما كانت هالة تختلس النظر إليه بحياء شديد لا تدري ما الذي أصابها عندما رأت سيارته وشعرت بقربه منها ، ازدردت ريقها بخجل وتعجبت من نظراته علي عنود كأنه لا يري سواها ، تنهدت ثم طردت أفكارها الشيطانية وحمحمت بخفة مصدرة صوت لكي تجذب انتباهه إليها بينما أجابته عنود بإختصار :-
_ صباح النور جاي لريان ؟
أنت تقرأ
المعلِم ( جاري التعديل )
Bí ẩn / Giật gânهي تلك المراهقة الصغيرة التي انقلبت حياتها رأسًا على عقب لفجعة وفاة أبويها، أزهر جوفها بأملًا جديد وإزداد حنينها إلى العودة لأرض الوطن لعلها تجد دفئ شعور ما إفتقدته مؤخرًا.. هو ذلك الرجل الجامد في مشاعره، عنفواني الطباع، خسر أحلامه في صغره لم يشعر ب...