رواية المعلِم
الفصل الخامس عشر ..
__________________________________________________ حمد لله علي سلامتك يا دينا فرحتيني برجوعك
_ قالتها هاجر عندما تقابلت مع دينا علي الدرج ، رسمت دينا ابتسامة لم تتعدي شفاها ورددت بفتور :-
_ قولت أرجع ألحق بيتي قبل ما يتخرب بجد !_ ابتسمت هاجر وأردفت بسعادة :-
_ ربنا يصلح حالكم يارب_ أبتسمت دينا بتهكم وتسائلت بإقتضاب :-
_ جاية من بدري يعني في حاجة ؟_ انعكست تعابير هاجر للإستياء الممزوج بالخجل واردفت بندم :-
_ أنا زودتها مع ريان امبارح وزعل مني ، مقدرتش أنام طول الليل واول لما النهار طلع جيت عشان أراضيه !_ أماءت دينا رأسها بتفهم ثم صعد كليهما معاً في المصعد الكهربي إلي أن وصلا إلي شقة دينا ، كم تمنت وجوده في تلك الأثناء كم تمني قلبها وعقلها رؤيته في منزلهم الخاص بهم وحدهم وليس عند تلك التعيسة التي تحظي بأثمن اللحظات معه
_ وقفت أمام الباب ترمقه بتردد كبير خشية عدم وجوده بالداخل ، لن تتحمل وجوده عند تلك الفتاة حتي وان عادت هي بكامل قواها وهي علي علم بما يحدث ، لا يكون أول المطاف بتلك الصعوبة ،
_ حتماً ستنهار عزيمتها ومن الممكن ألا تُكمل ما عزمت علي فعله إن لم تجده بالداخل ، أخرجت تنهيدة بطيئة ثم فتحت الباب وبحثت عنه ولم تجده ! رباه لقد صدق حدسها ، شعرت بغصة مريرة في حلقها وحاولت التماسك فقط لوجود هاجر معها ..
_ التفتت إليها وشكلت ابتسامة متهكمة لم تتعدي شفاها وأردفت مستاءة :-
_ ريان مش هنا !_ شعرت هاجر بالحرج الشديد نحوها ، لم تعلم ما عليها فعله الآن ، بالتأكيد يمكث في الطابق العلوي ، أزفرت أنفاسها بإرتباك ورددت بتلعثم :-
_ أنا ها هطلع اشوفه فوق !_ ابتسمت دينا بسخرية وأردفت وهي تحاول ألا تنهمر دموعها :-
_ براحتك ده اخوكي ودي مراته !_ ازدردت هاجر ريقها فهي في وضع لا تحسد عليه ، أسرعت الي الخارج مهرولة ، وما إن أغلقت الباب حتي وقفت خلفه تستنشق الصعداء ، اعتدلت في وقفتها وهي تنظر للاعلي قائلة :-
_ حرام عليك يا ريان تعمل فينا كده ، بجد حرام !_ أنهت جملتها وصعدت إلي الاعلي وطرقت باب شقة أخيها ووقفت في انتظار ظهور أحدهم ..
_ في تلك الأثناء شعرت عنود بالامتنان الشديد للطارق لأنه كان طوق نجاتها وإنقاذها من بين يدي هذا المراهق الذي يعيش طفولة متأخرة أو ربما يتدلل عليها ، لقد أنتهت من تدليك اجزاء متفرقة في جسده ولازال يتصنع الألم لكي تبدأ من حيث انتهت
_ أولته ظهرها وابتعدت عنه سريعاً لكي تفتح الباب لكنها تفاجئت بيده تجبرها علي الوقوف ، التفتت إليه وأسرع هو بالحديث قائلا :-
_ استني هفتح أنا ادخلي انتي جوة !
أنت تقرأ
المعلِم ( جاري التعديل )
Mystery / Thrillerهي تلك المراهقة الصغيرة التي انقلبت حياتها رأسًا على عقب لفجعة وفاة أبويها، أزهر جوفها بأملًا جديد وإزداد حنينها إلى العودة لأرض الوطن لعلها تجد دفئ شعور ما إفتقدته مؤخرًا.. هو ذلك الرجل الجامد في مشاعره، عنفواني الطباع، خسر أحلامه في صغره لم يشعر ب...